المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الأحداث التي رافقت ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)  
  
3022   03:13 مساءً   التاريخ: 2023-07-02
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 34-39
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

كانت ولادته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في ظل الظروف القاسية والمؤلمة التي عاشها كل من الإمامين العسكريين عليهما السّلام ( أبوه وجدّه ) حيث كانت السلطات العباسية قد فرضت عليهما الإقامة الجبرية في سامراء عاصمة الدولة العباسية لأنهما كانا يمثلان جانب المعارضة الصامدة أمام انحراف الحكام عن الخط الرسالي الذي جاء به نبي الإسلام صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

وفي الوقت ذاته يقومان بدورهما وينهضا بمسؤولية الإصلاح والتبليغ والرعاية التامة لمصالح الأمة في جوّ من السرية التامة حيث كانت السلطات العباسية سيما في عصر الإمام الحسن العسكري عليه السّلام تعيش هاجس ولادة المهدي فتقوم بمراقبة الحوامل من نسائه ، والفحص عن تركته وورثته .

وقد كانت أفكار المسلمين وبخاصة الموالين للأئمة عليهم السّلام ، مليئة بالاعتقاد بوجود المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لكثرة الروايات واستفاضتها بالحديث عنه منذ زمان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وإلى زمان الإمام الحسن العسكري عليه السّلام سواء عن طريق الرواة والمحدثين الشيعة أو السنة كما هو واضح في الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم وأبو داوود والترمزي وابن ماجة في صحاحهم .

وكانت سياسة الاعتماد على نظام الوكلاء قد بدأت منذ عصر الإمام الحسن العسكري عليه السّلام نتيجة للأوضاع السياسية القائمة آنذاك وجزءا من التمهيد المباشر لغيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وكذلك تعويد الأصحاب فكرا وسلوكا عليها .

وقد رافقت ولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف جملة من المعجزات التي أرادها اللّه سبحانه وتعالى أن تكون دليلا يضاف إلى الأدلة والبراهين التي تثبت إمامته وتدحض أقوال المشككين في ذلك ففي الرواية التي سننقلها عن السيدة حكيمة عمة الإمام العسكري عليه السّلام والتي رويت في معظم كتب الحديث وبألفاظ ومضامين متعددة ، نلاحظ وجود المعجزات التالية :

1 - سقوط الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لحظة ولادته على الأرض ساجدا .

2 - ولادته نظيفا منظفا لا يحتاج عند الولادة كبقية الأطفال إلى تغسيل وتنظيف مما يخرج مع المولود من رحم الأم ( كالدم ) .

3 - نطقه بالشهادتين وكذلك الشهادة بالأئمة الاثني عشر .

4 - تلاوته للآية المباركة : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) .

5 - وجود سنن الأنبياء فيه ، فكما ولد النبي موسى عليه السّلام في تلك الظروف القاسية التي كان فيها فرعون يقتل كل النساء الحوامل خوفا من ولادة موسى عليه السّلام ومن ثم إلقاءه في اليم من قبل أمه ، كذلك المعجزة الباهرة في عدم ظهور الحمل على أم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وسرعة إخفائه عن الناس . وعندما تسأل عنه السيدة حكيمة والتي كانت الشاهد الوحيد على ولادته يقول لها الإمام العسكري عليه السّلام :

يا عمة لقد استودعناه الذي استودعته أم موسى عليه السّلام .

ولأهمية هذه الرواية نوردها بالتفصيل وهي :

عن السيدة حكيمة[1] رضوان اللّه تعالى عليها أنها قالت : « بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليه السّلام فقال : يا عمة اجعلي إفطارك هذه الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن اللّه تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه ، قالت : فقلت له : ومن أمه ؟ قال لي : نرجس ، قلت له : جعلني اللّه فداك ما بها أثر ، فقال : هو ما أقول لك ، قالت : فجئت ، فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي : يا سيدتي كيف أمسيت ؟ فقلت :

بل أنت سيدتي وسيدة أهلي ، قالت فأنكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمة ؟

قالت : فقلت لها يا بنية إن اللّه تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيّدا في الدنيا والآخرة قالت : فخجلت واستحيت .

فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فركضت ، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثم قامت فصلت ونامت .

قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد عليه السّلام من المجلس فقال : لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب ، قالت : فجلست وقرأت ألم السجدة ويس ، فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ، ثم قلت لها : أتحسين شيئا ؟ قالت : نعم يا عمة ، فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك ، قالت فأخذتني فترة[2] وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف متنظف فصاح بي أبو محمد عليه السّلام هلمي إليّ ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصلهن ثم قال : تكلم يا بني فقال : أشهد أن لا اله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السّلام إلى أن وقف على أبيه ، ثم أحجم[3] .

ثم قال أبو محمد عليه السّلام : يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلّم عليها وائتني به ، فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثم قال : يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا .

قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السّلام وكشفت الستر لأتفقد سيّدي عليه السّلام فلم أره ، فقلت : جعلت فداك ما فعل سيّدي ؟ فقال :

يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى عليه السّلام .

قالت حكيمة : فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال :

هلمي إليّ ابني ، فجئت بسيدّي عليه السّلام وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ، ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا وعسلا ، ثم قال : تكلم يا بني ، فقال :

أشهد أن لا إله إلا اللّه وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه عليه السّلام ، ثم تلا هذه الآية :

بسم اللّه الرحمن الرحيم وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ[4].

قال الراوي موسى بن محمد : فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال : صدقت حكيمة[5].

وكما أشرقت الأرض بنور ربها يوم ولادة المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فإن أهل السماء أيضا استبشروا وتباركوا بهذا الحدث العظيم ، ففي رواية عن إحدى جواري الإمام الحسن العسكري عليه السّلام تذكر فيها أنها رأت في ذلك اليوم الذي ولد فيه صاحب العصر والزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نورا ساطعا قد ظهر منه . وبلغ أفق السماء ، ورأت طيورا بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ، ثم تطير ، فأخبرت الإمام العسكري عليه السّلام بذلك فضحك ، ثم قال : تلك ملائكة اللّه نزلت للتبرك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج[6]  .

ومما جاء في المرويات عن المعجزات الباهرة التي رافقت ولادته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ما جاء عن الإمام الرضا عليه السّلام قوله :

سقط من بطن أمه جاثيا على ركبتيه ، رافعا سبّابته نحو السماء ، ثم عطس فقال : الحمد للّه رب العالمين ، وصلّى اللّه على محمد وآله ، عبد ذاكر لله ، غير مستنكف ولا مستكبر . زعمت الظلمة أن حجة اللّه داحضة . ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك[7].

وكان يومئذ في مدينة قم منجّم يهودي مشهور ، قصده أحمد بن إسحاق وكيل أبيه العسكري عليه السّلام في قم وصاحبه الجليل وقال له : قد ولد مولود في وقت كذا ، فاعمل له ميلادا وطالعا فنظر اليهودي في الطالع وعمل عملا وقال لابن إسحاق لست أرى النجوم تدلّني فيما يوجبه الحساب . . . لا يكون هذا المولود إلا نبيا أو وصيّ نبيّ . وإن النظر يدلني على أنه يملك الدنيا شرقا وغربا ، وسهلا وجبلا ، حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد إلا دان له وقال بولايته ![8].

وأما ما جاء في الرواية المتقدمة من أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نطق ببعض الكلمات حين ولادته فهو أمر لا ينبغي أن يكون مثار استغراب أو اعتراض عند البعض ، لأنه ليس بدعا في الدهر ، وليس شاذا في أفعال اللّه تعالى وقدراته الكبرى .

وهذا القرآن يصرّح بكل وضوح بنطق عيسى بن مريم في المهد : قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا . . .[9].

فهو إذن نبيّ في صغره أيضا ، والإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف له الشبه من كلتا الناحيتين . أما النطق فباعتبار ما تقدم ، وأما الإمامة في الصغر فلأنه تولاها وعمره خمس سنوات بعد وفاة أبيه عام 260 للهجرة .

 

[1] السيدة حكيمة هي : ابنة الإمام التاسع من أئمة أهل البيت محمد الجواد عليه السّلام وأخت الإمام العاشر علي الهادي عليه السّلام وعمة الإمام الحادي عشر الحسن العسكري عليه السّلام والد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

[2] المراد بالفترة سكون المفاصل وهدوؤها قبل غلبة النوم .

[3] أي سكت . أحجم عنه أي كف ونكص هيبة .

[4] سورة القصص ، الآيتان 5 - 6 .

[5] الغيبة ، للشيخ الطوسي ، ص 234 ، ح 204 - الإرشاد ، للشيخ المفيد ، ص 339 - كمال الدين وتمام النعمة ، للصدوق ، ج 2 ، ص 426 ، ح 2 - البحار ، للمجلسي ، ج 51 ، ص 4 ، ح 3 .

[6] كمال الدين وتمام النعمة ، للصدوق ، ج 2 ، ص 431 ، ح 7 - البحار ، للمجلسي ، ج 52 ، ص 5 ، ح 10 .

[7] البحار ، ج 51 ، ص 4 ، ح 6 - إلزام الناصب ، للحائري ، ج 1 ، ص 100 .

[8] البحار ، ج 51 ، ص 23 ، ح 34 .

[9] سورة مريم ، الآية : 30 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.