x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
مولد الإمام المهدي عليه السلام
المؤلف: الشيخ علي الكوراني
المصدر: الحق المبين في معرفة المعصومين
الجزء والصفحة: ص542-555
2024-07-26
440
ورد في دعاء هذه الليلة : ( اللهم بحق ليلتنا ومولودها ، وحجتك وموعودها التي قرنتَ إلى فضلها فضلك ، فتمت كلمتك صدقاً وعدلاً ، لا مبدل لكلماتك ، ولا معقب لآياتك . نورك المتألق ، وضياؤك المشرق ، والعلَمُ النور ، في طخياء الديجور ، الغائب المستور ، جل مولده ، وكرم محتدُه ، والملائكة شُهَّدُه . . )[1]
وتعبير : جل مولده ، في وصف هذه الليلة يكشف لنا عن جلالة المولود . وقد ورد حديث في جلالة المولد يكشف عن الجلالة الخاصة للمولود أيضاً : ( عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إن في الليلة التي يولد فيها الإمام ، لا يولد مولود إلا كان مؤمناً ، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الإيمان ببركة الإمام ) . ( أمالي الطوسي ص 412 )
وفي رواية البحار نقلاً عن خط الشهيد الثاني قدس سره : ( إن الليلة التي يولد فيها القائم . . الخ . ) ( البحار ج 51 / 28 )[2]
فالمسألة فوق قدرتنا على التعقل ، والذي يمكننا أن نقوله إن كلام أهل البيت عليهم السلام يتطلب فهماً خاصاً وذوقاً خاصاً لاستيعابه ، وهي قدرة لا تحصل بالجهد الفكري ، بل بإفاضة الله تعالى على من يشاء من عباده !
من أعيان علماء الشيعة المشهورين محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري رحمه الله وله مسائل أرسلها إلى الحجة صلوات الله عليه بواسطة السفراء ، وأجابه عليها ، وقد رواها النجاشي والطوسي رحمهما الله . ( فهرس النجاشي ص 354 ) .
قال الحميري رحمه الله : ( خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله بعد المسائل :
بسم الله الرحمن الرحيم . لا لأمره تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون .
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل يس . السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته . . الخ . ) .[3]
والمهم هنا فهم الحديث وتذوقه ، وإدراك لطائفه ، وملامسة رقائقه .
لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون . . عبارة غنية ، مليئة بالمعاني ، لأن خلاصة مشكلة البشر أنهم لا يتعقلون أمر الله تعالى ، ولا يقبلون من أوليائه !
ومجئ هذه العبارة في أول كلامه عليه السلام له دلالات ، فهي مفتاح الباب ! وهي تشير إلى قوله تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ . ( سورة ق : 37 ) وموضوعهما واحد ، وهو أن البشر لكي يصلوا إلى وعي الحقائق وبلوغ المقامات العالية ، أمامهم طريقان لا ثالث لهما : فإما أن يدركوا بعقولهم أمر الله تعالى وأهدافه وأسراره في خلقه ، وهيهات هيهات أن تدرك عقول البشر ما هو فوق طاقتها وأعلى من مستواها ؟ ! جل جناب الحق أن يكون شرعة لكل وارد ، وجلت أسراره أن يبلغها عامة الناس !
فلم يبق إلا أن يقبلوا من أوليائه الذين وصلوا بلطفه إلى تعقل أمره ، وصاروا معدن علمه ، ومخزن أسراره .
لقد انفتح الباب إذن لمن أراد الطريق ! فما دمنا لا نستطيع نفهم أسرار الكون والحياة والآخرة ، فما علينا إلا أن نقبل من أولياء الله الذين تفضل الله بهم علينا ليعلمونا ويوجهونا .
ثم قال عليه السلام مرشداً إلى الطريق الثاني : إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا فقولوا . . وهي جملة عميقة محيرة ، لأن معنى التوجه بنا إلى الله تعالى واضحة ، فقد علمنا النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله كيف نتوجه بهم إلى تعالى ، قال الإمام الباقر عليه السلام : إذا أردت أمراً تسأله ربك ، فتوضأ وأحسن الوضوء ثم صل ركعتين وعظم الله وصل على النبي صلى الله عليه وآله وقل بعد التسليم : اللهم إني أسألك بأنك ملك ، وأنك على كل شئ قدير مقتدر ، وبأنك ما تشاء من أمر يكون ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة . يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي لينجح لي طلبتي . اللهم بنبيك أنجح لي طلبتي بمحمد . ثم سل حاجتك ) . ( الكافي : 3 / 478 ) .
وفي التهذيب : 6 / 101 : ( اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم . . . )[4]
لكن المحير في كلام الإمام عليه السلام قوله : إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا !
فما معنى التوجه بهم عليهم السلام إلى الله وإليهم ؟ ! ما معنى هذه الكلمة الصادرة من ذلك الإمام المطلق ، والقديس الأعلى ، الذي مقامه فوق اللوح والقلم والكرسي والعرش ؟ ! أحاول فيما يتسع الوقت أن نفهم شيئاً من هذه الكلمة :
تعرفون أن الله تعالى قال في كتابه : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ . ( سورة غافر : 60 ) فالدعاء يستتبع الإجابة لا محالة ، ولا تتخلف عنه ، فلماذا لا نرى استجابة أكثر أدعية الداعين ؟ !
الجواب : أن الدعاء لم يتحقق ، فلو تحققت : ادْعُونِي ، لتحققت : أَسْتَجِبْ لَكُمْ لا محالة ! فكيف يتحقق الدعاء ؟
إن الحكمة مبثوثة في الكتاب والسنة ، وقد بين الله تعالى شرط تحقق الدعاء بقوله : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَر إذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ . ( سورة النمل : 62 ) ، فهذه الآية تشرح آية : إدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وتدلنا على أنه ليست كل دعاء دعاءً لله تعالى ، فدعوته سبحانه تتحقق عندما تصدر من صاحبها فتخرق الحجب بين الداعي وبين الله تعالى ، وخرق الحجب لا يتم إلا بالاضطرار ، وبه تكون الإجابة قطعية . ولو أن شخصاً تحققت منه الحالة التي تحصل للمضطر ، ولو لم يكن مضطراً عملياً ، لكانت استجابة دعائه قطعية أيضاً ، وهو أيضاً من نوع الاضطرار . وعلينا أن نفهم آيات القرآن ، وكلام حَمَلَة القرآن عليهم السلام .
نعم ، إن من القطعيات المسلَّمة أن الإنسان المضطر ، كالذي يكون منقطعاً في صحراء ، أو يضل الطريق في مكان خطر ، أو يتوجه إليه خطر من شئ فتحصل عنده حالة المضطر المنقطع ، ويلتجئ إلى الله تعالى ويدعوه يا الله . . فإن دعاءه يخرق الحجب ، ويستجيب له الله تعالى قطعاً ! ولا فرق بين أن يكون هذا الإنسان شيعياً أو سنياً ، بل لا فرق بين أن يكون مسلماً أو كافراً !
وكذلك الأمر فيمن انقطع إلى أولياء الله وحججه صلوات الله عليهم ، فلو أن مضطراً منقطعاً نادى : يا أبا صالح المهدي أدركني ، فلا بد أن يستجيب الله له ، لأنه سبيل الله الأعظم وصراطه الأقوم ، والله تعالى هو نور السماوات والأرض الذي منه الوجود ، والإمام المهدي هو نور الله الذي به الوجود . والطلب ممن به جعل الله به الوجود ، هو ثاني الطلب من صاحب الوجود عز وجل ، الذي منه كل الوجود سبحانه ، فحكم الطلب فيهما واحد .
هذا هو الأمر الأول عن تأثير الاضطرار .
أما الأمر الثاني ، فهو أن المضطر قد يكون مضطراً إلى جاه أو مال أو أمر دنيوي أو أخروي ، وكل هؤلاء يستجاب لهم فيما اضطروا إليه عند انقطاعهم ودعائهم . لكن في هؤلاء المضطرين أناسٌ ليسوا مضطرين إلى دنياً ولا إلى آخرة ، بل مضطرون إلى الله تعالى ، ولا يعرفون غيره ، ولا يشعرون بغيره ! فهؤلاء يصلون إلى المقام الذي قال عنه الإمام الحسين عليه السلام في دعائه : ماذا وجد من فقدك ، وما الذي فقد من وجدك ، لقد خاب من رضي دونك بدلاً ، ولقد خسر من بغي عنك متحولاً ، كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان ، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ) . ( البحار : 95 / 226 )[5]
فهؤلاء وجدوا الله تعالى ولم ( يجدوا ) غيره ، وبذلك يحصلون على كل شئ . ونفس الكلام يقال بالنسبة إلى المضطر إلى ولي الله الأعظم صلوات الله عليه ، فلو اضطر اليه لشئ من الدنيا أو الآخرة ، وتوسل به إلى الله منقطعاً ، فسوف يحصل على نظرة وعناية منه يكون بها تلبية حاجته .
لكن هذه الحاجات تشبه حاجات الأطفال بالنسبة إلى حاجة المضطر إلى نفس ولي الله الأعظم صلوات الله عليه ، ومن كانت حاجته من ربه نفس الإمام عليه السلام ، فذلك سيحظى به ويكون في مرتبة : وما الذي فقد من وجدك ؟ ! وعند ذلك يكون تعامل الإمام عليه السلام معه كما يقولون عن الإكسير .
يقولون إن الإكسير إذا مس أي شئ تحول إلى مادة أطلقوا عليها اسم الكبريت الأحمر ، والكبريت الأحمر إذا مس أي مادة تحولت إلى الذهب الخالص ! فهنا ثلاث مراحل ، كما أن في الاضطرار إلى الإمام عليه السلام والوصول إليه ثلاث مراحل وثلاثة مقامات . ولا يتسع الوقت لشرح هذه المقامات .
على أي حال يقول عليه السلام طبق ما نقله المجلسي رحمه الله في المزار : إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلامٌ على آل يس . . الخ . ) .
فما معنى العبارة الأولى : سلامٌ على آل يس ؟
للقرآن قلب ، ولقلبه قلب هو سورة ياسين ، وقلب سورة ياسين ، أي قلب قلب القرآن كلمتان هما قوله تعالى : سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ . ( سورة يس : 58 ) و : سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ . ( سورة الصافات : 130 ) ، كلمتان : سلام في الأول ، وياسين في الآخر .
يا حسرةً على هذه الأمة حيث لم تمكن أهل بيت نبيها صلى الله عليه وآله أن يفسروا لها كتاب الله تعالى ! يا حسرةً على بيت الوحي والعلم النبوي ، هاجموه وسدوا بابه ، ومنعوا فم الإمامة أن ينطق !
تذكرت قول الإمام الرضا عليه السلام عن افتتاح الأذان بكلمة ( الله أكبر ) وختامه بكلمة ( لا إله إلا الله ) ليكون اسم الله تعالى في الإفتتاح والختام ![6] وهو يتصل بموضوعنا : سلامٌ على آل يس ، وفي هذه العبارة إعجاز لا يدركه إلا أهله ، عندما تجمع سين سلام مع سين ياسين ، من الأول إلى الآخر . ذلك أن لحرف السين من بين الحروف الأبجدية خصوصية في حساب الجُمَّل ، هي تعادل الزُّبُر فيه مع البينات ، والزُّبر هي الحروف ، والبينات هي الحروف الناتجة من تلفظ الحروف .
مثلاً حرف الشين زُبُره ( ش ) وبيناته أي حروفه التي تظهر في لفظه ولا تظهر في كتابته ( ي ، ن ) ولا تعادل في حساب الجمل بينها ، لأن الشين
( 300 ) والياء ( 10 ) والنون ( 50 ) والمجموع ( 60 ) فلا تعادل بينها .
أما السين فزُبُره ( س ) وهي بحساب الجمل ( 60 ) وبيناتها ياء ونون ، وجمعهما ( 60 ) أيضاً ، فقد تعادلت زُبُرُ هذا الحرف مع بيناته ، وبذلك تميز على كل حروف الأبجدية .[7].
وقد جاءت السين مرة في : سلام ، وهو من أسماء الذات المقدسة سبحانه وتعالى ، ومرة في اسم الفعل ياسين في قوله تعالى : ( يس . وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ )
وسينها مأخوذة من سين : سلام .
وهنا سين أخرى مضمرة بالإضافة إلى السينين الظاهرتين ، وهي سين القلب السليم في قوله تعالى : يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . ( سورة الشعراء : 88 - 89 ) ، فعندما يقول القلب السليم : سلام على آل ياسين ، فقد تم الأمر ! وكما لا يتيسر الوصول إلى الله تعالى إلا بقلب سليم ، وإلا بواسطة : لأمره تعقلون ، ومن أوليائه تقبلون ، فكذلك لا يتيسر الوصول إلى سبيل الله عليهم السلام إلا بقلب سليم ، فهم عليهم السلام وجه الله الفاني فيه .
وهنا نفهم لماذا قال عليه السلام : فقولوا كما قال الله تعالى : سلامٌ على آل يس .
أختم الحديث بقصة ذات دلالة ، أنقلها عن صاحبها بواسطة واحدة ، فقد كان لنا أستاذ في مشهد قبل سفري إلى النجف ، له درس خصوصي لعدد من الطلبة ، وكنت يومها كما أنا اليوم في عداد صغار الطلبة ، وكان الدكتور صاحب القصة يحضر ذلك الدرس ، ولم أسمعها منه بل سمعتها من المرحوم الشيخ علي أكبر النهاوندي ، وكذا من المرحوم الشيخ علي أكبر نوغاني ، وقد سمعاها من صاحبها ، وأذكر لكم هنا خلاصتها ، قال ذلك الدكتور :
كنت في غزو روسيا لإيران ، أثناء الحرب العالمية الثانية ، أعمل قريباً من الجبهة طبيباً جراحاً ، وذات يوم جاءني شخص وقال لي : أصابتني رصاصة فأجْرِ لي عمليةً الآن ، واستخرجها . قلت له : العملية ليس شيئاً بسيطاً ، لابد أن يحضر طبيب التخدير ويعطيك المخدر . قال : لا تنتظر المخدر ، جئ بوسائلك وأجر لي عملية الآن .
فرأيت نفسي أتحرك لتنفيذ أمره كالمُسَيَّر بإرادته ، فأحضرت وسائلي وتمدد هو وقال : بسم الله النور ، بسم الله النور ، ثم تلفظ بإخفات بكلمتين أو ثلاث ، فرأيته نام كأنه بدن بلا روح ! عرفت أنه رجل له قدرة على خلع روحه وتجريدها من بدنه ، فقلت في نفسي لقد وجدت كنزاً !
وما أن أتممت العملية ولم تكن صغيرة ، وأكملت خياطة الجرح حتى رأيته حرك شفتيه بهدوء وأعاد نفس الكلمات ، وجلس !
فسألته وتحدثت معه حتى عرفت أن له ارتباطاً بصاحب الزمان صلوات الله عليه ، فسألته هل رأيته ؟ فقال : هيهات ، هيهات ! وهل أنا بمستوى من يراه ويتحدث معه ؟ ! أين أنا منه ؟ !
قلت له : إذن ما هو عملك ؟ قال : أنا مأمور أن أتواجد هنا !
قلت له : أليس للمولى عناية بنا ؟ ماذا يلاقي المسلمون من هذا الجيش الروسي والآذربيجاني من مصائب لا تحتمل ! فنظر اليَّ ، ثم قال : ليرحلوا . . وغاب عني ! فقط قال هذه الكلمة ، وغاب عني !
وفي ذلك اليوم عصراً وصلت برقية من مركز القيادة الروسية بالإنسحاب الفوري ، وأخذ الجيش الروسي والآذري بالإنسحاب من فورهم !
يومها عرفت أني وجدت ما أبحث عنه ! فهمت أن الشخص من أصحاب الإمام المهدي روحي فداه وأنه يملك شعاعاً من تلك الإرادة الربانية القاهرة فهو يقول : ليرحلوا ، فيرحلون !
قال الدكتور : قلت له هل رأيته نفسه ؟ قال : لا ، هيهات . . . أنا ارتباطي بسبعة أشخاص ، هم يرونه . فأين مقامه صلوات الله عليه ؟ وفي أي درجة ومرتبة ذلك الإكسير الأعظم ؟ الذي يتصل به سبعة أشخاص فيكونون كالكبريت الأحمر ، ويملكون هم ومن يتصل بهم من تلاميذهم ، ما شاء الله من اسمه الأعظم ؟ !
وا أسفاه أنا لم نعرفك يا مولاي ، ولم نعرف قدرك وحرمتك ، أين أنت الآن ؟ فانظر إلينا بلطفك فإن لم يكن عند الحاضرين ما يقربنا منك ، فقد وضعنا على رؤوسنا شعار خدمتك ، واستجرنا بقبر عمتك فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السلام . اللهم صل وسلم على وليك ، وخليفتك ، وحجتك ، وكلمتك التامة في أرضك .
إقرؤوا القرآن لتعرفوا معنى الكلمة التامة ، أنظروا إلى عيسى عليه السلام إلى أي مقام وصل : إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ . ( سورة المائدة : 110 ) وإنما بلغ ذلك لأنه صار كلمة الله تعالى : إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ . ( سورة آل عمران : 45 ) .
أما الكلمة التامة التي هي فوق ذلك فليست مقام عيسى المسيح عليه السلام بل هي مقام الإمام المهدي عليه السلام ( وكلمتك التامة في أرضك . . ) فهذه من صفاته عليه السلام في الدعاء بعد زيارة السلام على آل ياسين .
أما بماذا تتم الكلمة فاقرؤوا قوله تعالى : وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . ( سورة الأنعام : 115 ) فتمام الكلمة الإلهية يكون بمنتهى الصدق الذي هو نهاية الحكمة النظرية ، وبمنتهى العدل الذي هو نهاية الحكمة العملية . فعندما يبلغ الإنسان منتهى درجات الصدق والفقه ، تنكشف لقلبه المقدس كل الحقائق . وعندما يبلغ منتهى درجات العدل يكون كلمة الله التامة ، ويكون مولود هذه الليلة . . جل مولده .
[1] في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي رحمه الله ص 842 : ( ويستحب أن يدعى فيها بهذا الدعاء : ( اللهم بحق ليلتنا ومولودها ، وحجتك وموعودها ، التي قرنت إلى فضلها فضلك ، فتمت كلمتك صدقاً وعدلاً ، لا مبدل لكلماتك ، ولا معقب لآياتك ، نورك المتألق ، وضياؤك المشرق ، والعلم النور في طخياء الديجور ، الغائب المستور ، جل مولده ، وكرم محتده ، والملائكة شهده ، والله ناصره ومؤيده ، إذا آن ميعاده ، والملائكة أمداده ، سيف الله الذي لا ينبو ، ونوره الذي لا يخبو ، وذو الحلم الذي لا يصبو ، مدار الدهر ونواميس العصر ، وولاة الأمر ، والمنزل عليهم ما يتنزل في ليلة القدر ، وأصحاب الحشر والنشر ، تراجمة وحيه ، وولاة أمره ونهيه .
اللهم فصل على خاتمهم وقائمهم ، المستور عن عوالمهم ، وأدرك بنا أيامه وظهوره وقيامه ، واجعلنا من أنصاره ، واقرن ثارنا بثاره ، واكتبنا في أعوانه وخلصائه وأحينا في دولته ناعمين ، وبصحبته غانمين ، وبحقه قائمين ، ومن السوء سالمين ؟ يا أرحم الراحمين ) .
[2] في أمالي الطوسي رحمه الله ص 412 : ( أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن طلحة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إن في الليلة التي يولد فيها الإمام لا يولد مولود إلا كان مؤمناً ، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الايمان ببركة الامام ) .
( وفي بحار الأنوار : 51 / 28 : ( نقل من خط الشهيد عن الصادق عليه السلام قال : إن الليلة التي يولد فيها القائم عليه السلام لا يولد فيها مولود إلا كان مؤمناً ، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الايمان ببركة الإمام عليه السلام ) .
[3] في الإحتجاج : 2 / 315 : ( وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال : خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله ، بعد المسائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمره تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمةٌ بالغةٌ فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلامٌ على آل يس . السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته . السلام عليك يا باب الله وديان دينه .
السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه . السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته .
السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه . السلام عليك يا بقية الله في أرضه . . . الخ . ) . ( وقد تقدم في الموضوع رقم : 2 )
[4] في الكافي : 2 / 544 : ( كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة : اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد ، وأقدمهم بين يدي صلاتي ، وأتقرب بهم إليك ، فاجعلني بهم وجيهاً في الدنيا والآخرة ، ومن المقربين ، مَنَنْتَ عليَّ بمعرفتهم ، فاختم لي بطاعتهم ومعرفتهم وولايتهم فإنها السعادة ، فاختم لي بها ، فإنك على كل شئ قدير ) .
وفي الكافي أيضاً : 2 / 552 : ( محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي داود ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إني ذو عيال وعليَّ دَيْنٌ وقد اشتدت حالي ، فعلمني دعاء أدعو الله عز وجل به ليرزقني ما أقضي به ديني ، وأستعين به على عيالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا عبد الله توضأ وأسبغ وضوءك ، ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل : يا ماجد يا واحد يا كريم يا دائم ، أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة . يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي ورب كل شئ أن يصلي على محمد وأهل بيته ، وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك وفتحاً يسيراً ورزقاً واسعاً ألمُّ به شعثي ، وأقضي به ديني ، وأستعين به على عيالي ) .
وفي من لا يحضره الفقيه : 1 / 483 : ( قال الصادق عليه السلام : إذا أردت أن تقوم إلى صلاة الليل فقل : اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وآله وأقدمهم بين يدي حوائجي فاجعلني بهم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، اللهم ارحمني بهم ولا تعذبني بهم واهدني بهم ولا تضلني بهم ، وارزقني بهم ولا تحرمني بهم ، واقض لي حوائجي للدنيا والآخرة ، إنك على كل شئ قدير ، وبكل شئ عليم .
وفي الإغاثة للسقاف ص 20 : ( ومن هذا الباب جاء في الحديث الصحيح أن الأعمى استغاث برسول الله صلى الله عليه وآله أن يدعو الله له في رد بصره ، فلم يدع له ، وإنما علمه التوسل والاستغاثة بجاهه صلى الله عليه وآله في الدعاء المسنون المشهور الذي فيه : اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة - وهذا توسل - يا محمد إني أتوجه بك الله في حاجتي لتقضى - وهذه استغاثة صريحة - وخصوصاً أن النبي لم يخص هذا الدعاء بحياته فقط ، مع أنه حيٌّ في قبره كما أخبر ، وجاءنا في الحديث الصحيح ، وعلماء الأمة ذكروا هذا الحديث في أبواب صلاة الحاجة من مصنفاتهم ولم يقل أحد منهم إياكم أن تدعو به فإنه شرك !
وليس التوسل عبادة للمتوسل به إلى الله ، فقد علم رسول الله ( ص ) الأعمى أن يقول :
( اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى . . ) الحديث ، وهو صحيح مشهور بين أهل العلم ، رواه الترمذي : 5 / 569 ، والبيهقي في دلائل النبوة : 6 / 166 - 168 ، والحاكم : 1 / 313 ) ، وصححه على شرطهما ، وأقره الذهبي وغيرهم ، بأسانيد صحيحة ) .
وفي رفع المنارة للحافظ الممدوح ص 15 : ( وذكر أثراً فيه التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لفظه : اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي .
قال ابن تيمية : فهذا الدعاء ونحوه روى أنه دعا به السلف ، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء . اه .
وهذا هو نص عبارة أحمد بن حنبل فقال في منسك المروزي بعد كلام ما نصه : وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه صلى الله عليه وسلم تُقْضَ من الله عز وجل . اه . هكذا ذكره ابن تيمية في الرد على الأخنائي ص 168 .
والتوسل به صلى الله عليه وسلم معتمد في المذاهب ومرغوب فيه ، نص على ذلك الأئمة الأعلام ، وكتب التفسير والحديث والخصائص ودلائل النبوة والفقه ، طافحة بأدلة ذلك بدون تحريم ، وهي بكثرة .
وقد أكثر ابن تيمية من بحث النوع الثاني من التوسل في مصنفاته قائلاً بمنعه ، وقلده وردد صدى كلامه آخرون ! ويحسن ذكر كلام ابن تيمية مع بيان ما فيه ، واقتصاري على كلامه فقط هو الأولى لأن من تشبث بكلامه لا يزيد عن كونه متشبعاً من موائده دائرا في فلكه ، والله المستعان . ) .
[5] في بحار الأنوار : 95 / 216 : ( ومن الدعوات المشرفة في يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليه : الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانع ، ولا كصنعه صنع صانع ، وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع ، وأتقن بحكمته الصنائع . . . إلى آخره ، وهو دعاء طويل . وفيه ص 226 : ( ماذا وجد من فقدك ، وما الذي فقد من وجدك لقد خاب من رضي دونك بدلاً ، ولقد خسر من بغى عنك متحولاً ، كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان ، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ) .
وفي بحار الأنوار : 95 / 214 : ( وقال الكفعمي في حاشية البلد الأمين المذكور على أول هذا الدعاء : وذكر السيد الحسيب النسيب رضي الدين علي بن طاووس قدس الله روحه في كتاب مصباح الزائر قال : روى بشر وبشير الأسديان أن الحسين بن علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله خرج عشية عرفة يومئذ من فسطاطه ، متذللاً خاشعاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ، ثم قال : الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع . . . الخ .
[6] في وسائل الشيعة ( آل البيت ) : 5 / 418 : ( عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال : إنما أمر الناس بالأذان لعلل كثيرة ، منها أن يكون تذكيراً للناس ، وتنبيهاً للغافل ، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه ، ويكون المؤذن بذلك داعياً إلى عبادة الخالق ، ومرغباً فيها ، مقراً له بالتوحيد ، مجاهراً بالإيمان معلناً بالإسلام ، مؤذناً لمن ينساها . وإنما يقال له مؤذن ، لأنه يؤذن بالأذان بالصلاة .
وإنما بدأ فيه بالتكبير وختم بالتهليل ، لأن الله عز وجل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه ، واسم الله في التكبير في أول الحرف ، وفي التهليل في آخره ) .
ورواه في من لا يحضره الفقيه : 1 / 299
[7] قال الشيخ عباس بن نخي في كتاب مقتطفات ولائية : ( الزُّبُر : الحرف الأول من الاسم الحرفي ( والاسم الحرفي هو الكلمة التي يتلفظ بها كل من الحروف الأبجدية : نحو ألف ، باء . . . ) ، ويسمى ما خلا الحرف الأول من حروف الاسم الحرفي ( البينات ) ، فعلى سبيل المثال : أول حروف كلمة ( محمد ) هو الميم ، وأول لفظه الميم ( الميم ) أي ( م ) تسمى ( الزبر ) ويطلق على حروفها التالية وهي ( ي ) و ( م ) : ( البينات ) . وفي اصطلاح ( علم الجفر ) يطلق على تلفظ حروف الزبر والبينات ( بسط التلفظ ) أو
( البسط الباطني ) و ( السبط الظاهري ) .
وعلى سبيل المثال إذا تلفظنا ( محمد ) بأسماء حروفه وهي : ميم ، حاء ، ميم ، دال ، يكون مجموع حروف المتحصلة : م ي م ، ح ا ، م ي م ، د ال .
وقال أيضاً : حساب الأبجدية يعني حساب الأحرف الهجائية المجموعة في الترتيب الأبجدي ( مقابل الترتيب الألفبائي ) ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ ) ، ويقال له ( حساب الجُمَّل ) ، حيث لكل حرف معادل رقمي حسب الجدول التالي :
أبجد هوز حطي كلمن
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 20 30 40 50
سعفص قرشت ثخذ ضظغ
60 70 80 90 100 200 300 400 500 600 700 800 900 1000