س: ما المراد من مصطلح المكي والمدني؟

ج: هناك ثلاث اصطلاحات للمكي والمدني:

1- المكي ما نزل قبل الهجرة, والمدني ما نزل بعد الهجرة، سواء نزل بمكة ام بالمدينة، في عام الفتح او عام حجة الوداع ام بسفر من الاسفار.

2- المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، وما نزل بالاسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني.

3- المكي ما وقع خطابا لاهل مكة، والمدني ما وقع خطابا لاهل المدينة.

نلاحظ ان جهات النظر في هذا الاصطلاح مختلفة، فالاصطلاح الاول ناظر الى الظرف الزمني والاصطلاح الثاني ناظر الى الظرف المكاني والاصطلاح الثالث ناظر الى جهة المخاطب. وهناك من يرجح بعضها على بعض والاكثر على الاصطلاح الاول.

طريق المعرفة للمكي والمدني

الطريق الوحيد لمعرفة المكي والمدني هو الروايات والنصوص التاريخية التي تؤرخ السورة او الاية وتشير الى نزولها قبل الهجرة او بعدها وعن طريق هذه الوثائق استطاع الباحثون والمفسرون معرفة الكثير من السور المكية والمدنية بل حتى الايات المكية والمدينة، وهناك اختلاف في بعضها وما يحصيها الا اهل القرآن.

خصائص المكي والمدني

اعتماداً على الدراسة المقارنة بين المكي والمدني نستطيع ملاحظة الخصائص التالية:

اولاً: خصائص المكي:

1- قصر الايات والسور وايجازها وتجانسها الصوتي.

2- الدعوة الى اصول الايمان بالله وبالنبوات والوحي وعالم الغيب واليوم الاخر والملائكة والجنة والنار.

3- الدعوة للتمسك بالاخلاق الكريمة والاستقامة على الخير.

4- مجادلة المشركين وتسفيه احلامهم.

5- استعمال السورة لكلمة (يا ايها الناس).

ثانيا: خصائص المدني:

1- طول السورة والاية.

2- تفصيل الادلة والبراهين على الحقائق الدينية.

3- مجادلة اهل الكتاب ودعوتهم الى عدم الغلو في دينهم.

4- التحدث عن المنافقين ومشاكلهم.

5- التفصيل لاحكام الحدود والفرائض والحقوق والقوانين السياسية والاجتماعية والمواريث.

6- في الغالب تتصدر الاية بكلمة: يا ايها الذين آمنو

ملاحظة:

هذه الخصائص تسلط الضوء على المكي والمدني ولكن اذا ثبت ان هذه السورة مدنية فقد تستثنى منها ايات مكية والعكس صحيح. وهناك ايات مدنية باسلوب مكي والعكس صحيح.

فوائد معرفة المكي والمدني

1- يعين على معرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد والمبهم والمبين والمجمل والمفصل. وهذا ما يفيد المفسر.

2- معرفة التدرج في الاحكام حيث لم يكلف في البيئة المكية الا الايمان بالتوحيد والنبوة والمعاد بينما في البيئة المدنية جاء التكليف في الفرائض.

3- في مجال الفقاهة والاستنباط حيث يستفاد الفقيه من ظروف نزول الاية وبيئتها مما يعطي بعدا اعمق للفهم. ففي هذه الاية من سورة فصلت: (ويل للمشركين الذين لايؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون)  قال الامام الصادق (عليه السلام ): ((اترى ان الله} طلب من المشركين زكاة اموالهم وهم يشركون، انما دعا الله تعالى العباد الى الايمان به فاذا امنوا بالله ورسوله افترض عليهم الفرائض^([1]))). وهذا ما يؤيد ان الكفار غير مكلفين بالاحكام الشرعية ما داموا على الكفر والمراد بالزكاة هنا كما ورد عن ابن عباس زكاة النفس.