المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى لفظة إسماعيل‌
28-1-2016
 انزيمات التحلل المائي  Hydrolases enzymes
1-6-2016
نيوترون كدميومي cadmium neutron
4-3-2018
Languages as “dialects”
2024-01-15
Mechanisms of the Reactions of Alcohols with HX
8-9-2019
يجب أن يكون هدف البيت والمدرسة تنمية شخصية الطفل والفتى
11-6-2017


الغيبة الصغرى للإمام المهدي ( عليه السّلام )  
  
2254   02:41 صباحاً   التاريخ: 2023-06-05
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 14، ص127-135
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الصغرى / السفراء الاربعة /

تسلّمه مهام الإمامة صغيرا

تسلّم المهدي ( عليه السّلام ) مهام الإمامة وهو ابن خمس أو ست سنين فهو أصغر الأئمة سنا عند توليه مهام الإمامة . وقد أخبرت عن ذلك الأحاديث الشريفة سابقا[1].

وليس في ذلك غرابة في تأريخ الأنبياء والرسل وأئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) فقد سبقه لذلك بعض أنبياء اللّه تعالى حسب نصّ القرآن الكريم كعيسى ويحيى كما سبقه الإمامان علي الهادي ( عليه السّلام ) الذي تسلم الإمامة وهو ابن ثمان سنين والإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) الذي تسلم الإمامة وهو ابن سبع أو تسع سنين .

وقد خاض الإمام الجواد ( عليه السّلام ) امتحانين عامين ، الأول منهما كان بحضور مشائخ مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) وكبار علمائهم من أصحاب أبيه ، وبعد تسلمه لمهام الإمامة مباشرة ، وكان الثاني منهما في مجلس المأمون وبحضور كبار علماء المسلمين يومذاك وكبار زعماء العباسيين الذين كانوا يسعون بكل وسيلة للحط من مكانة أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) . وخرج من كلا الامتحانين بنجاح باهر أذعن بسببه مشائخ أصحاب أبيه وكبار علماء المسلمين لإمامته العلمية وإحاطته بعلوم شريعة جده سيد الرسل محمد ( صلّى اللّه عليه وآله )[2].

وكانت أهم ثمار هذه التجربة تتجلى في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر كموقع إلهي يؤتيه اللّه تبارك وتعالى لمن يشاء فلا يؤثر صغر السن في قابلية الإفاضة الإلهية على الشخص ، ولذلك نلاحظ أنّ الذين ترجموا للإمام المهدي ( عليه السّلام ) من علماء المذاهب الإسلامية قد اعتبروا تسلمه للإمامة ، وهو ابن خمس سنين أمرا طبيعيا في سيرة أئمة هذا البيت ( عليهم السّلام ) ، حتى إنّ عالما كبيرا مثل ابن حجر الهيثمي المكّي الشافعي يقول في ذيل ترجمته للإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) : ولم يخلف [ الإمام العسكري ] غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه اللّه فيها الحكمة . . .[3] ، ويقول صاحب كتاب مرآة الأسرار الشيخ عبد الرحمن الجامي الحنفي في ترجمته : « كان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وجلس على مسند الإمامة ومثله مثل يحيى بن زكريا حيث أعطاه اللّه في الطفولية الحكمة والكرامة ومثل عيسى بن مريم حيث أعطاه النبوة في صغر سنّه كذلك المهدي جعله اللّه إماما في صغر سنه ، وما ظهر له من خوارق العادات كثير لا يسعه هذا المختصر »[4].

ونلاحظ هنا استناد الشيخ الجامي الحنفي إلى تجارب الأنبياء السابقين ( عليهم السّلام ) التي تنفي استبعاد الإمامة عن الصغير ما دام الإمام مسددا من قبل اللّه تبارك وتعالى في صغره أو كبره . وقد ثبت أن المهدي ( عليه السّلام ) قد حظي بهذا التسديد الإلهي من خلال حوادث عديدة نقلتها كتب الحديث والتاريخ وذكرت صدور كرامات عنه ( عليه السّلام ) لا يمكن صدورها عن غير الإمام ، وقد كان بعضها في حياة أبيه وبعضها الآخر في عهد إمامته[5].

صلاته على أبيه وإعلان وجوده

كان من أولى المهمات التي قام بها الإمام المهدي ( عليه السّلام ) بعيد تسلمه مهام الإمامة هي الصلاة على أبيه الحسن العسكري ( عليهما السّلام ) في داره وقبل إخراج جسده الطاهر إلى الصلاة « الرسمية » التي خططتها السلطات العباسية[6] وكان قيامه بهذه الصلاة يعتبر أمرا مهما في إثبات إمامته رغم المخاطر التي كانت تتوقع بعد نقل خبر هذه الصلاة .

روى الشيخ الطوسي بسنده عن أحمد بن عبد اللّه الهاشمي - وهو من ولد العباس - قال : « حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي ( عليهما السّلام ) بسر من رأى يوم توفي وأخرجت جنازته ووضعت ، ونحن تسعة وثلاثون رجلا قعود ننتظر ، حتى خرج علينا غلام عشاري حاف ، عليه رداء قد تقنع به فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه ، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه ، فصلى عليه ومشى ، فدخل بيتا غير الذي خرج منه »[7].

وروى الشيخ الصدوق الحادثة نفسها بتفصيلات أدق عن أبي الأديان البصري أحد ثقات الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ، حيث قال :

« كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) واحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت عليه في علّته التي توفّي فيها صلوات اللّه عليه فكتب معي كتبا وقال : « امض بها إلى المدائن فإنك ستغيب أربعة عشر يوما وتدخل إلى ( سر من رأى ) يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل » .

قال أبو الأديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال : « من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي » ، فقلت : زدني فقال : « من اخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي » ثم منعتني هيبته ان اسأله عما في الهميان وخرجت بالكتب إلى المداين واخذت جواباتها ودخلت ( سر من رأى ) يوم الخامس عشر كما قال لي ( عليه السّلام ) وإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل وإذا انا بجعفر الكذاب ابن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنؤونه فقلت في نفسي ان يكن هذا الإمام بطلت الإمامة لأني كنت اعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور فتقدمت فعزيت وهنئت فلم يسألني عن شيء ثم خرج عقيد فقال : يا سيدي قد كفن أخوك فقم فصلّ عليه .

فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قبيل المعتصم المعروف بسلمة فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات اللّه عليه على نعشه مكفنا ، فتقدم جعفر بن علي ليصلّي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج ، فجذب برداء جعفر بن علي وقال : « تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي » فتأخر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفرّ وتقدم الصبي فصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه ( عليهما السّلام ) ثم قال : « يا بصري هات جوابات الكتب التي معك » فدفعتها إليه فقلت في نفسي : هذه بيّنتان بقي الهميان ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز الوشا : يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه ؟

فقال : واللّه ما رأيته ولا اعرفه فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي ( عليه السّلام ) فتعرفوا موته فقالوا : فمن نعزي ؟ فأشاروا إلى جعفر ابن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه وقالوا : معنا كتب ومال فتقول ممن الكتب وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول : تريدون منا أن نعلم الغيب ؟ ! قال : فخرج الخادم فقال : معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا : الذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام .

فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف ذلك فوجّه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنكرته ، وادعت أن بها حبلا لتغطي على حال الصبي ، فسلّمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي ، وبغتهم موت عبيد اللّه بن خاقان فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت من أيديهم والحمد للّه رب العالمين . . . »[8].

أهدافه ( عليه السّلام ) من الصلاة على أبيه

حقق قيام الإمام بالصلاة على أبيه - سلام اللّه عليهما - أمرين مهمين ، كان من الضروري إنجازهما بعد وفاة الإمام الحادي عشر حيث تتطلّع أنظار الناس لمعرفة هوية الإمام الثاني عشر ، بعد أن عرفنا أنّ ولادة الإمام المهدي - سلام اللّه عليه - كانت قد أحيطت بالكتمان الشديد بسبب الترصد العباسي للقضاء على الوليد المصلح المرتقب ، لذلك فإن هذا الظرف الخاص هو الظرف الذي كانت تتطلع فيه الأعين لترى من الذي يصلي على الإمام المتوفى لتتخذ ذلك قرينة كاشفة عن خليفة الإمام السابق . وهكذا كان الظرف يمثل فرصة مناسبة للغاية لتعريف الحاضرين في الدار - وكثير منهم من عيون أصحاب الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ووكلائه - بوجود الإمام المهدي وأنه هو الوصي الحقيقي لأبيه ، وأن الرعاية الإلهية قد حفظته من مساعي الإبادة العباسية خاصة وأن الخليفة العباسي المعتمد قد بعث جلاوزته فور وصول خبر وفاة الإمام العسكري لتفتيش داره ( عليه السّلام ) بجميع حجرها بحثا عن ولده واصطحبوا معهم نساءا يعرفن الحبل لفحص جواريه ( عليه السّلام ) وكل ذلك كان قبل تهيئة الجسد الطاهر وتكفينه[9] ، لذلك كانت صلاته على أبيه ( عليه السّلام ) بمثابة إعلان لأولئك الحاضرين - وعددهم كان يناهز الأربعين كما في رواية الهاشمي المتقدمة - ؛ بسلامة الإمام المهدي من الهجوم العباسي السريع الذي باغت أهل دار العسكري المنشغلين بمصيبة فقده ( عليه السّلام ) ، الأمر الذي قد يجعل البعض يتصور بأنهم لم يكونوا يتحسبون لهذا الهجوم المباغت .

ولتأكيد هذا الأمر نلاحظ أن ظهور الإمام المهدي ( عليه السّلام ) للصلاة على أبيه اقترن بالإعلان عن هويته وأنه ابن الحسن العسكري وأنه أحق بالصلاة عليه كما تصرح بذلك رواية أبي الأديان حيث خاطب الإمام عمه جعفر بالقول :

« يا عم ، أنا أحق بالصلاة على أبي » .

أما الإنجاز الثاني ، فهو منع عمه جعفر - الذي لقب بالكذاب - من استغلال هذا الموقف المهم للحصول على ورقة مؤثرة في أذهان الناس تؤيد دعاويه التضليلية بأنه هو الإمام بعد أخيه العسكري ( عليه السّلام ) ، وتتضح أهمية هذا الإنجاز وضرورته من ملاحظة الجهود المستميتة التي بذلها جعفر بتشجيع من السلطة العباسية لإقناع الناس بأنه خليفة أخيه العسكري ( عليه السّلام ) والقائم مقامه في الإمامة[10] ، وقد بلغت استماتته في ذلك حد الوشاية بابن أخيه المهدي ( عليه السّلام ) ومسارعته لإخبار المعتمد العباسي بحضوره للصلاة بهدف القبض عليه كما رأينا في الرواية المتقدمة ، واستنجاده بالبلاط العباسي لمناصرته في جهوده هذه .

وواضح أنّ لمثل هذا النشاط المحموم تأثيرا سلبيا كبيرا في إضلال الناس وإبعادهم عن الإمام الحق خاصة مع الخفاء الذي كان قد أحاط بولادة المهدي ( عليه السّلام ) وكتمان أمره إلا عن خواص أصحابه ، فكان لا بد للإمام ( عليه السّلام ) من مواجهته وعدم السماح له باستغلال ذلك الموقف الحساس لجهوده التضليلية تلك ، وإعلان وجوده ( عليه السّلام ) إكمالا للحجة على الرغم من المخاطر التي حفت بالقيام بهذه المهمة .

غيبتا الإمام المهدي ( عليه السّلام )

كان للإمام المهدي - عجل اللّه فرجه - غيبتان : صغرى وكبرى ، أخبرت عنهما معا الكثير من الأحاديث الشريفة المروية عن الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعن الأئمة المعصومين من أهل بيته ( عليهم السّلام ) كما نشير لذلك لاحقا ، بل وأشارت إليها بعض نصوص الكتب السماوية السابقة كما لاحظنا سابقا .

تبدأ الغيبة الصغرى من حين وفاة أبيه الحسن العسكري ( عليه السّلام ) سنة ( 260 ه ) وتولّى المهدي مهام الإمامة إلى حين وفاة آخر السفراء الأربعة الخاصين بالإمام المهدي - عجل اللّه فرجه - وهو الشيخ علي بن محمد السمري في النصف من شعبان سنة ( 329 ه ) تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ؛ فتكون مدتها قرابة السبعين عاما ، وقد تميزت هذه الفترة بعدم الاستتار الكلي للإمام حيث كان يتصل بعدد من المؤمنين ، كما تميزت بكثرة الرسائل الصادرة عنه ( عليه السّلام ) في موضوعات عديدة ، وكذلك بوجود السفراء الخاصين والوكلاء الذين كان يعينهم مباشرة . وهذه الفترة مثلث مرحلة انتقالية بين الظهور المباشر الذي كان مألوفا في حياة آبائه وبين الاستتار الكامل في عهد الغيبة الكبرى .

أما الغيبة الكبرى فقد بدأت إثر وفاة الشيخ السمري إذ أمره الإمام بعدم تعيين خليفة له ، بعد أن استنفذت الغيبة الصغرى الأهداف المطلوبة منها .

والغيبة الكبرى مستمرة إلى يومنا هذا وستستمر حتى يأذن اللّه تبارك وتعالى للإمام بالظهور والقيام بمهمته الإصلاحية الكبرى .

وتميزت الغيبة الكبرى بانتهاء نظام السفارة الخاصة عن الإمام ، وبقلّة الرسائل الصادرة عنه ( عليه السّلام ) ، وبالاستتار الكلي إلا في حالات معينة سنتحدث عنها وعن تفصيلات ما أجملناه آنفا ضمن البحوث التالية .

 


[1] راجع مثلا حديث الإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا وأخملنا شخصا . . . » غيبة النعماني : 184 . وراجع بهذا الشأن إيضاحات الشيخ المفيد في كتابه الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 256 ، وفي كتاب بحث حول المهدي للسيد الشهيد محمد باقر الصدر ( رحمه اللّه ) حيث تحدث مفصلا عن هذه الظاهرة في حياة الأئمة بالتفصيل .

[2] راجع تفصيلات هذه الامتحانات في موسوعة بحار الأنوار : 50 / 99 وغيرها .

[3] الصواعق المحرقة : 124 .

[4] مرآة الأسرار : 31 .

[5] مثل تكلّمه عند ولادته وهو في المهد ، كمال الدين : 433 ، 441 وغيرها ، ومثل تحدثه بجوامع العلم والحكمة وهو صغير ، غيبة الشيخ الطوسي : 148 وغيرها .

[6] يظهر أن الصلاة الأولى كانت بحضور وجوه أصحاب الإمام وأرحامه والصلاة الرسمية كانت بحضور ممثلي السلطة العباسية ووجوه المدينة وعامة الناس ، راجع تفصيلات ذلك في كتاب بحار الأنوار : 50 / 328 .

[7] غيبة الشيخ الطوسي : 155 .

[8] كمال الدين : 475 - 476 .

[9] راجع تفصيلات ذلك في كمال الدين : 43 ، 473 .

[10] إرشاد الشيخ المفيد : 2 / 336 ، 337 وعنه في بحار الأنوار : 50 / 334 ، 231 ، مناقب آل أبي طالب : 4 / 422 ، الاحتجاج : 2 / 279 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.