أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-11
1044
التاريخ: 2024-04-24
716
التاريخ: 2023-07-19
877
التاريخ: 2023-09-14
1047
|
اليقين العبادي وآثاره
قال تعالى : {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99] إن اليقين ثمرة وفائدة العبادة وليس هو الحد العدمي لها. وهنا لابد أن نأتي على بيان هذه الحقيقة، وهي أن اليقين الذي يحصل بواسطة العبادة يختلف عن اليقين الذي يحصل من البحث العلمي أو رؤية المعجزة.
اليقين يحصل من طرق متعددة، واليقين الناتج من عوامل وأسباب مختلفة ليس في درجة واحدة، مثلا اليقين الذي حصل لفرعون وأعوانه برؤية معجزة عصا موسى، لم يكن ذلك اليقين الذي يهديهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور. فعندما تحولت عصا موسى إلى ثعبان يسعى وابتلع سحر السحرة اتضح لفرعون وملئه أن موسى(عليه السلام) على حق، لكن أولئك مع ما حصل لهم من اليقين فقد أنكروا آيات الله البينة والمبينة: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14]. كذلك اليقين العلمي للعلماء الذين هم بغير عمل، فإنه لا أثر له، لكن نور اليقين الذي يضيء بمصباح العبادة ويشع على روح العابد فهو مؤثر ومنقذ للعابد.
وإن سر ومنشأ فساد الإنسان واستسلامه للذنب، هو أن الذنوب قد اكتست بغطاء من حلاوة اللذات، والإنسان الساذج والمغفل يرى هذا الغطاء والقشر الخارجي ويعجز عن رؤية باطنه فيتقدم نحوه رغبة وشوقاً إلى ذلك الغطاء الحلو فيقع في فخ الباطن. وأما أولئك الذين بلغوا نور اليقين بالعبادة فلديهم قدرة على رؤية الباطن والخارج، فلا يدنسون أنفسهم أبدأ بالذنب الذي باطنه سم مهلك ونار محرقة.
وأولئك الذين نالوا بالعبادة (علم اليقين) ستصبح لديهم القدرة على رؤية نار جهنم كما يعلن ذلك القرآن بصراحة: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ... كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [التكاثر: 1 - 6].
أولئك الذين تحرروا من فخ التكاثر(1) وتزينوا بعلم اليقين الذي هو ثمرة العبادة (وليس البرهان والاستدلال) فهم يرون جهنم الآن، كما أن أنصار سيد الشهداء(عليهم السلام) في ليلة عاشوراء وبعد أن صمموا وعقدوا العزم على نصرة الإمام، فقد رأوا بواسطة الإمام منازلهم في الجنة: (وهذا لا يعني أنهم قد قاتلوا مع الإمام بسبب رؤية الجنة وطمع بها).
إذن، فاليقين الحاصل من العبادة هو الشهود، وبما أن درجاته لاحد لها، فالهدف النهائي من العبادة أيضا لاحد له أيضا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ان الجميع مبتلى بالتكاثر الا القليل من الناس: "كل القوم ألهاهم التكاثر" (البحار، ج 75، ص152) فالبعض مبتلى بالتكاثر في المال، والبعض مبتلى بالتكاثر في الأولاد والقبيلة، وآخرون ممن يعملون في مجال العلم والثقافة مبتلون بالتكاثر في المستمع والتلميذ والقارئ والمأموم و... فالشيطان لم ينصب فخ التكاثر للأثرياء وعبيد المال فحسب، فلا يتوهم ان مدارس العلم وساحات الثقافة خالية من التكاثر. وفي القيامة سيظهر جلياً ان الإهتمام بإقبال المأمومين والتلاميذ وإدبارهم وأمثال ذلك ماذا يجلب من العذاب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|