المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تأثير الدين في الشاب  
  
1234   02:18 صباحاً   التاريخ: 2023-05-09
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص305 ــ 314
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لقد تعمق الإسلام ضمن برنامجه التربوي لجيل الشباب في اهتمامه بوثبات الحس الديني والرغبات الدينية الجامحة التي تصحو عادة في نفوس الشباب خلال مرحلة البلوع.

لقد عمل الإسلام على تنظيم برنامج تنمية روح الإيمان والأخلاق ، الذي يعتبر ركناً مهماً من أركان تربية الشباب، وفق ميولهم ورغباتهم الفطرية وعلى أساس العرض والطلب . فإذا طلب الشاب المعرفة الدينية أثناء فورة البلوغ ، وشعر بحاجته إلى تعلم أمور الدين ، فإنه يجد الغرض عند أولياء الله سلام الله وصلواته عليهم أجمعين، الذين لم ينطقوا إلا درراً، ولم يتفوهوا إلا دروساً عظيمة، حيث اوصوا الإنسان لاسيما الشاب بتعلم قراءة القرآن والالتزام بأحكام الإسلام وشرائعه واجتناب المعاصي والإتيان بالأوامر الإلهية ، وهناك روايات كثيرة عنهم سلام الله عليهم ، نأتي إلى ذكر بعض منها :

تأثير الدين في الشاب :

قال الإمام الصادق (عليه السلام): من قر القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه(1).

وعنه (عليه السلام) أنه قال: الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين(2) .

قيمة عبادة الشاب :

عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، الإمام العدل وشاب نشأ في عبادة الله...(3) .

توبة الشباب :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما من شيء احب إلى الله من شاب تائب(4).

استحقاق الجزاء :

يشكل إرضاء الرغبة الدينية لدى الشباب وتنمية روح الإيمان والأخلاق في ضمائرهم ، ضرورة تربوية ملحة. والشاب الذي يتهرب من أداء هذه المسؤولية يستحق الجزاء برأي أئمة الهدى المعصومين (عليهم السلام).

قال الإمام الباقر (عليه السلام): لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لأوجعته(5).

الآباء المهملون :

وفي هذه المسيرة التربوية لا يمكن أن نغفل عن مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم ، فهم ملزمون بتعليم أبنائهم وتشجيعهم على تعلم الفرائض الدينية ، ليصنعوا منهم جيلاً مؤمناً مستقيماً. والآباء الذين يهملون هذه المسؤولية التربوية العظيمة، ويتجاهلون رغبة أبنائهم في المعرفة الدينية والإيمانية ، أشار إليهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأصابع اللوم، وأكد على البراءة منهم .

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه نظر إلى بعض الأطفال فقال : ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم . فقيل : يا رسول الله من آبائهم المشركين، فقال : لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلم ولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء(6).

أول فرصة:

ولكي نعمق من أثر المعارف الدينية في ضمائر الشباب ، ينبغي علينا أن نستغل أول فرصة تتاح لنا ، ونبدأ بتلقين أبنائنا العلوم والمعارف الدينية ما أن نلمس وثوب الحس الديني في أعماقهم ، وهذا ما يؤكده أولياء الله عليهم أفضل الصلاة والسلام .

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : بادروا احداثكم بالحديث قبل ان يسبقكم إليهم المرجئة(7) .

ركيزة اطمئنان القلب:

الإيمان بالله قاعدة قوية لسعادة الإنسان.

والإيمان بالله مصدر حقيقي لقوة الإنسان وثقته بنفسه .

والإيمان بالله ركيزة صلبة لراحة النفس وسكونها.

قال عزمن قائل: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

قوة الايمان:

إن الأحداث الذين ترعرعوا منذ بداياتهم وسط جو من الإيمان ، وباتت قلوبهم مفعمة بالإيمان بالله جل وعلا ، وعملوا على إرضاء رغباتهم الدينية ، لا أن يستسلموا لمشاكل الحياة وصعابها ، بل هم قادرون بفعل إيمانهم على تحدي كل ما يعترضهم في سيرتهم الحياتية من صعاب ، والتغلب عليها.

«يقول وليم جيمس اخصائي في علم النفس الحديث وأستاذ الفلسفة في جامعة هارفرد : إن الإيمان هو واحد من القوى التي يستعين بها الإنسان في حياته ، وفقدان الإيمان بالكامل يعني انهيار الإنسان» (8).

«أما جون . بي . كايزل فيقول : لعل أكثر ما يؤلم في عدم الإيمان ، هو أن المبتلى به يشعر وكأن الدنيا وما فيها باتت مملة غير مستقرة، في حين أن المؤمن يرى في الخلقة والحياة هدفاً لا يمكنه إثباته للآخرين» .

«فالإيمان قلعة تقينا من أعاصير الحياة ، وتحمينا من السقوط والانهزام ، وهو مقياس عظيم ، إذا ما قسنا بواسطته كل شيء لأدركنا ضآلة وحقارة كل ما يسعدنا ويتعسنا ، فلن نعود ننثني أمام الشدة ولن نغتر ونضل أمام الفرج. فمن لا دين له أشبه ما يكون بالغريق الذي يتخبط في بحر من الشك والتردد والحيرة ، لا يمكنه أن يميز بين الخير والشر ، والضار والمفيد ، والصدق والكذب ، ولا مستقر له على رأي أو عقيدة ، ويعاني من صراع دائم مع الذات والطبيعة والناس»(9).

حب النزاهة :

«يقول الدكتور كارل : ثمة رجال ونساء في جميع بلدان العالم يعتبرون أن الحياة لمجرد الحياة ليس هدفاً كافياً ، وأن الحياة برأيهم ليست أسمى النعم والعطايا ، إنهم تواقون للجمال والنزاهة والعشق ، ويرومون الوصول إلى الله» .

«ولم تأت الفلسفة إلا بأجوبة سطحية على أسئلتهم ، ولم يستطع سقراط ولا أفلاطون ولا غيرهما تهدئة الاضطراب الذي يشعر به الإنسان أمام سر الحياة» .

إزالة الاضطراب:

«الدين فقط هو الذي استطاع أن يضع حلولاً لكل ما يدور في خلد الإنسان ، وهو الذي استطاع أن يزيل الاضطراب الذي عاشه الإنسان على مدى قرون مضت إزاء أسرار الحياة ، فالوعي الديني والتوجه إلى الله والإيمان به ، كل ذلك يقرب الإنسان من قوة اليقين وراحة النفس»(10) .

إن الإنسان بحاجة إلى توجيه صحيح وتربية سليمة لكي يسعد في حياته كإنسان واقعي . ومن هنا يتوجب على الآباء مراقبة أبنائهم خلال الفترة الواقعة بين عهد الطفولة والصبا وعهد البلوغ والشباب، والاهتمام بتربيتهم تربية صالحة، وعليهم أن يسعوا إلى تعليم فلذات أكبادهم عوامل الخير والشر، وتشجيعهم على تحمل المسؤوليات، وهذه المسؤوليات التربوية تؤكد لزوميتها جميع المذاهب والأديان السماوية وتقرها كافة المناهج العلمية والتربوية في العالم ، مع وجود فارق واحد بينها ، وهو أن المذاهب والأديان السماوية تؤكد ضرورة الإيمان بالله كقاعدة رئيسية وشرط أساسي في برنامج التربية وتطبيق المثل الأخلاقية.

التربية من دون إيمان :

أما المراكز والمؤسسات التربوية، فجميعها إما تلتزم الصمت حيال مسألة الإيمان بالله ، وإما تحذو حذو الماديين في تأييد تطبيق التربية دون أن يكون للإيمان فيها أساس أو وجود. ومسألة التأكيد على أهمية الإيمان في التربية امتازت بها جميع الرسالات السماوية عن العقائد البشرية.

فأتباع الأنبياء والرسل يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون، وهو الذي خلق الإنسان بإرادته الحكيمة ، وبث في أعماقه روح الإيمان والأخلاق ، وحدد له معالم الخير والشر ، لذا فهم يؤمنون بأن التمسك بالإيمان والأخلاق ، طاعة لأوامر الله تبارك وتعالى .

وليد الصدفة:

أما الماديون وأتباعهم فيعتقدون بأن الكون وليد تطورات وتفاعلات خضعت لها المادة ، وأن الإنسان وما يحمله في أعماقه من ضمير أخلاقي ، إنما هو وليد صدفة حصلت في الطبيعة ، لذا فلا معنى للقيم الأخلاقية برأي هؤلاء حتى يلزموا أنفسهم باتباعها، ويغضوا الطرف عن ميولهم وغرائزهم احتراماً لها.

«إن الإحساس يسبق المنطق دائماً في تحريك الإنسان في أي سن كان، وإذا ما اقتنع الإنسان بأن كل ما في الحياة من قوانين رغم صعوبتها ، إنما هي من مشيئة الله سبحانه وتعالى ، لامتثل للطاعة بمزيد من الرغبة والاندفاع. وقد أثبتت التجربة أن انقياد الإنسان لشخص واحد أفضل بكثير من انقياده لمبدأ معين. وإذا ما نظر الفرد إلى قوانين الحياة وسننها واستمرار النسل وسمو النفس على أنها منبثقة من إرادة الله ، لازداد قوة ونفوذاً في الحياة»(11).

الطريق الى السعادة الأبدية:

يعتقد أتباع الرسالات السماوية أن ما جاء به أنبياء الله من تعاليم أخلاقية ، إنما هي أوامر من عند الله تبارك وتعالى يجب على كل الناس الاقتداء بها، لأنهم يؤمنون بأن إطاعة أوامر الرسل والأنبياء ، تسر الله سبحانه وتعالى ، وتبعث على سعادة الإنسان ، وأن عدم إطاعة هذه الأوامر تغضب الله وتشقي الإنسان في حياته ومن هذا المنطلق ، يندفع أتباع الرسالات السماوية نحو الالتزام بالأحكام والتعاليم الدينية، وتطبيقها عملياً في حياتهم. أما أتباع المدارس الوضعية فيعتقدون بأن الفكر البشري هو الذي سن هذه القوانين ووضع هذه التعاليم الأخلاقية ، أي أنها من صنع الإنسان ، وكيف يكون ذلك والإنسان معرض دائماً للخطأ ؟، بل كيف يمكنه ذلك وهو الذي لا يلبث أن يغير من مواقفه ومعتقداته تبعاً لاختلاف العوامل والظروف التي يعيشها؟.

الأخلاق وتعارضها مع الأهواء النفسية :

لربما عمل هؤلاء وفقاً للمناهج التربوية في الظروف العادية ، لكنهم عندما يرون أنها تتعارض مع شهواتهم وأهوائهم النفسية ، يتعمدون تجاهلها ويتحركون في الطريق المعاكس تحقيقاً لميولهم ورغباتهم.

«يقول «لوكونت دونوي» : إن بعض العلمانيين ممن يتمتعون بجانب من الأخلاق يقولون: ان لا حاجة لهم بالدين إذا استطاعوا تطبيق التعاليم والقوانين الأخلاقية، طالما أن إطاعة هذه القوانين تعتبر المشكلة الأساس. وهذه الفكرة الخاطئة إنما هي نابعة من جهلهم لعلم النفس ، لأن الإنسان يشكك على الدوام بكل قاعدة يجهل مصدرها كما أن هذه الفكرة تعتبر دليلاً واضحاً على عدم إدراكهم لأساس المشكلة ، فالهدف أن نجعل الإنسان يبني ذاته بذاته ليكتسب الخلق الفكري ، لا أن نجبره على الإتيان بما يجسد هذا الخلق ، لأن عمل كل إنسان سيبقى مصطنعاً ومؤقتاً طالما أنه لم يعكس نموه الفكري وتكامله الباطني. إن القواعد الأخلاقية إذا ما فرضت على الإنسان فرضاً فإنها رغم قيمتها العملية لن تكون مؤثرة أمام النزوات الحيوانية»(12).

أفضل كفيل لتطبيق التعاليم:

ونستشف مما مر ذكره أن المنهاج التربوي الذي جاء به أنبياء الله يترك آثارا عميقة في نفوس أتباعهم وطرق تفكيرهم، وتنفذ تعاليمهم الدينية والأخلاقية الى أعماق أتباعهم. فالإيمان بالله وهو القاعدة الأساسية للدين يعتبر أفضل كفيل لتطبيق التعاليم الأخلاقية.

حدود التعاليم الإلهية:

إن الذين يؤمنون بحق بخالق الكون ويعتنقون دينه لن يتوانوا عن القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاهه مهما كانت الظروف والأحوال، ولن يتجاوزوا حدود الفضيلة والأخلاق التي هي حدود التعاليم الإلهية ، وإذا ما صادف وزلت أقدامه. وتخلفوا عن المنهج الديني ، فإنهم يتألمون كثيراً ويتوبون إلى الله طالبين منه العفو والغفران.

أما التربية التي لا تقوم على أساس الإيمان بالله ، فإنها تكون تربية متزلزلة لا أثر لها في أعماق الإنسان وفكره. وربما أوجدت هكذا تربية في الظروف العادية نظماً أخلاقياً واجتماعياً ، ولكنها تفقد كل أثر لها في الظروف الاجتماعية الحرجة. فالإنسان الذي تلقى هذا النمط من التربية قد يجد نفسه مضطراً في الظروف الصعبة إلى ارتكاب أبشع الجرائم والقيام بما يتعارض والمعرفة الإنسانية والأخلاقية ، ولنا في الأحداث المروعة التي شهدها العالم الغربي المتحضر إبان الحرب العالمية الاولى والثانية خير شاهد ودليل .

محو القيم الأخلاقية:

«يقول «إدكاربش» عالم النفس الفرنسي : لقد انهارت الظواهر الآيديولوجية والأخلاقية التي كانت تصطبغ بها الحضارة الأوروبية على أثر اندلاع الحرب العالمية الاولى ، وسبب ذلك أنها كانت تقوم على اسس مادية بحتة. وباندلاع الحرب العالمية الثانية سادت العالم حالة هستيرية من الخوف والقلق ، حيث فقدت الإنسانية احترامها ، وفقدت القيم الأخلاقية أدنى أثر لها ، وباتت عمليات الإبعاد والنفي والإبادة الجماعية للمدنيين والفتك والقصف والتدمير ومعسكرات العمل القسري (التي كانت تشهد شتى أنواع التعذيب إلى جانب القحط والمجاعة والأمراض السارية التي كانت متفشية فيها) ، كل ذلك بات من الأساليب الطبيعية المتبعة خلال الحرب».

__________________________________

(1) وسائل الشيعة ج 2 ، ص 140 .

(2) الكافي ج6، ص47.

(3) تفسير مجمع البيان ج 2 ،ص 385 .

(4) مشكاة الأنوار، ص 155.

(5) سفينة البحار، (شبب) ، ص 680 .

(6) مستدرك الوسائل ج2 ، ص625 .

(7) الكافي ج 6 ، ص 47 .

(8) سنة الحياة، ص155.

(9) البهجة، ص43.

(10) سبل الحياة، ص 126.

(11) نفس المصدر، ص 169.

(12) سرنوشت بشر ص216 (مصير البشرية). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.