المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعويد الأولاد على المستحبات وأثره
2024-11-06
استحباب الدعاء في طلب الولد بالمأثُورِ
2024-11-06
المباشرة
2024-11-06
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الطلاق.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النكاح.
2024-11-06

حضور المحامي اثناء سماع الشهود
1-2-2016
ترجمة منذر في المطمح
4/9/2022
تحويل القبلة.
27-6-2021
قاعدة « مشروعيّة عبادات الصبيّ غير البالغ » (*)
20-9-2016
الاشتقاق
19-7-2016
صفات المتقين / قناعة النفس
2023-08-12


الفرق بين العقل والعاطفة  
  
2194   12:46 صباحاً   التاريخ: 2023-05-03
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص208 ــ 213
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 8412
التاريخ: 24-4-2017 1898
التاريخ: 29-1-2023 1567
التاريخ: 2023-03-06 1234

إن العقل والعاطفة عاملان مؤثران في إدارة شؤون الإنسان الحياتية ، وقدرتان مهمتان في تأمين سعادة الإنسان ورغده، ووجود كل منهما في موقعه ضروري ولازم، وهناك تباين بين العقل والعاطفة من حيث خصوصيات كل منهما ومجال عملهما.

فالعقل هو مصدر المعرفة البشرية ومركز التفكير. والعقل يعتمد دائماً أساس المنطق والاستدلال ويحكم في مختلف القضايا وفق معايير وحسابات صحيحة. أما العاطفة فلا شأن لها بالمنطق والاستدلال، ولا تولي أدنى اهتمام للمعايير والحسابات، بل إن هدف الدوافع العاطفية والأحاسيس هو الإثارة والتحريك وبلوغ النتيجة المرجوة سواء أتت مطابقة للمنطق والمصلحة أم منافية للاستدلال والمصلحة.

والعقل هو بمثابة السراج المنير الذي ينير ظلمة الحياة ويميز درب الهداية عن درب الضلالة والصلاح عن الفساد، إلا أن العاطفة هي التي تدفع بالإنسان إلى سلوك طريق الخير أو الشر، فالميول العاطفية والرغبات النفسية هي التي تحرك الإنسان، وتارة تراها تنصاع لنداء العقل وتنقاد إلى طريق الخير والصلاح واخرى تتمرد عليه فتؤدي بصاحبها إلى طريق الشر والوقوع في الأخطار. 

قاعدة المحبة :

إن العقل هو رأسمال الإنسان في سيادته وقدرته على سطح الكرة الأرضية، والإنسان يستطيع بعقله حل رموز كتاب الخلقة وتسخير كل ما في الطبيعة لنفسه، لكن العقل هو كالعلم والعدل جاف وبارد لا يمنح الحياة البشرية دفئاً أبداً ولا يساهم في تجاذب الناس وتعايشهم بعضهم مع البعض الآخر، على عكس العاطفة تماماً المليئة بالوجد والدفء والنشاط ، والدوافع العاطفية هي التي تربط أواصر الناس وتجعل في نظرهم الحياة جميلة ومطلوبة.

«إن ما يدفع الإنسان إلى العمل هو العقيدة وليس المنطق ، فالعقل لا يمكنه أن يمنحنا قوة العيش وفق طبيعة الأشياء، ولا يساهم في دفعنا إلى الأمام بل يكتفي بإنارة الدرب لنا».

«إن سلوك المفكرين البحت في الحياة أشبه ما يكون بالمشلول الذي يؤتى به ليشارك في مسابقة للجري ، فهو يرى ساحة الجري أمامه جيداً لكنه عاجز عن الانطلاق فيها. إننا لن ننجح في تذليل العقبات التي تعترضنا إلا إذا ما تصاعدت من أعماقنا موجة عارمة من العواطف والأحاسيس»(1).

«إن العقل يستخدم المعلومات التي تمليها عليه لأعضاء الحسية من العالم الخارجي ويوفر لنا وسائل عملنا في الحياة. وقد ساهم بفضل اكتشافاته في زيادة مستوى إدراكنا وقوة تصرفنا بنمو مذهل، وهو الذي ساهم في وصول الإنسان إلى اكتشاف المنظار الرصدي العظيم في كاليفورنيا وجبل ويلسون، ليصل إلى عوالم اخرى تفصلها ملايين من السنين الضوئية عن المجرة، وساهم ايضاً في اكتشاف الميكروسكوب الإلكتروني الذي يمكن بواسطته الغوص في عالم الذرات» .

«إذن فالعقل هو مبدع العلم والفلسفة وهو مرشد جيد إذا ما كان متزناً، لكنه لا يمنحنا حس الحياة أو القدرة على العيش، وهو ليس سوى واحد من أوجه النشاطات النفسية، ولو نما العقل بمفرده دون أن يصاحبه نمو للعواطف والأحاسيس لفصل بين بني البشر وجردهم من إنسانيتهم».

منشأ الاحساسات :

«تنشأ الإحساسات من الغدد الداخلية والأعصاب السمبثاوية والقلب أكثر مما تنشأ من المخ، ويساهم الشوق والشجاعة والحب والكراهية في حثنا على تنفيذ ما خطط له العقل. ويولد الخوف والغضب والحب والبغض الجرأة على العمل بواسطة الأعصاب السمبثاوية التي تعمل على غدد تدفعنا إفرازاتها إلى اتخاذ حالة العمل والدفاع أو الفرار والهجوم، وتجعل الغدة النخامية والغدد الجنسية والكظرية الحب والشوق والحقد والكراهية أمراً ممكنا».

«وتتواصل حياة الإنسان نتيجة عمل هذه الأعضاء ، فالمنطق لا يمكنه لوحده أن يوحد بين الناس ولا هو قادر على استقطاب عطفهم أو إثارة حقدهم وبغضهم ، ولهذا فإن تطبيق الفضائل الأخلاقية يصبح أمراً عسيراً عندما تكون الغدد الداخلية ناقصة». 

النشاطات العاطفية:

«إن العقل يتمعن في ظاهر الحياة على عكس العاطفة التي تتبحر في باطنها، يقول «باسكال»: إن للقلب دلائله حيث انه لا يعرف المنطق، فالنشاطات العاطفية النفسية وحس الأخلاق وحس الجمال والحس الديني هي التي تبعث فينا الحيوية والبهجة وتمنحنا القدرة على الخروج من الانزواء الذاتي ومخالطة الناس وإضمار الحب لهم والتضحية في سبيلهم))(2) .

دليل الفضيلة:

إن احد الفوارق المهمة بين العقل والعاطفة والذي ينبغي أن يلتفت إليه عامة الناس لا سيما جيل الشباب هو أن العقل يشكل بالفطرة دليل الفضيلة والطهارة، يدعو الناس دائماً إلى الخير والصلاح ويحذرهم من الغرق في الآثام والرذائل، أما العاطفة فلها هدف مغاير، وهي تارة تهدي الإنسان إلى الخير والطهر وتارة اخرى تسوقه إلى ارتكاب الجرائم.

والعقل هو الحجة الإلهية وهادي البشرية، وهو مرشد منزه يدعو الناس إلى الحق والحقيقة، وهو جليس المعرفة التي لا تخون في الاستشارة أبداً، إذن فاتباع العقل يبعث على السعادة والهناء ومخالفته تؤدي إلى التعاسة والشقاء، وقد أوضح أولياء الله هذه النقطة في غير حديث وبينوا لأتباعهم فائدة طهارة العقل.

بلوغ الخير:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما يدرك الخير كله بالعقل(3) .

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل(4).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): إسترشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا(5).

الناصح الأمين:

وقال الإمام علي (عليه السلام): ليست الرؤية مع الأبصار فقد تكذب العيون أهلها ولا يغش العقل من استنصحه(6).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : العقل دليل المؤمن(7).

قوة العاطفة:

في مقابل قوة العقل هناك قوى أخرى كامنة في ذات الإنسان، يطلق عليها الأهواء والغرائز والعواطف والأحاسيس والرغبات النفسية والميول الشاذة وما إلى ذلك.

وتعتبر الميول العاطفية أكبر قدرة محركة للإنسان وأقوى عامل في تحريكه وإثارته، فالعاطفة تارة تدفع بالإنسان إلى طريق الخير والصلاح وتصبح عاملاً في سمو السجايا الأخلاقية والخصال الإنسانية، وتارة اخرى تثيره وتدفعه إلى طريق الشر والضلال وتصبح عاملاً في ارتكاب أخطر الجرائم.

مصدر الخير والشر:

إن الكثير من السجايا والصفات الإنسانية السامية كالعطف والشفقة والحب والعشق والتغاضي والمسامحة والعفو والمغفرة والتضحية والفداء والبذل والحنان، تنبع بمجملها من العواطف والأحاسيس.

كما أن الكثير من الصفات الانسانية السيئة كالجريمة والقتل والخيانة والسرقة والغضب وحب الانتقام والأذى والظلم والهتك والإهانة والابتزاز والقرصنة والتخريب والتدمير والغرور والتكبر والأنانية ، تنبع هي الاخرى أيضاً من العواطف والأحاسيس.

إن الإنسان منذ اليوم الأول لولادته تصاحبه استعدادات فطرية تشكل جذوراً أساسية للميول الغرائزية والرغبات العاطفية لديه، وتبدأ هذه الميول

والرغبات بالتفتح الواحدة تلو الاخرى إلى جانب نمو الجسم ونمو قوة الإدراك عند الطفل بشكل يتناسب واحتياجات الحياة.

التحريك الانفعالي:

«لا يمكن ملاحظة الانفعالات المختلفة على الطفل منذ ولادته وبعدها لفترة ، وما نلاحظه في هذه الفترة هو نوع من الإثارة والهياج ليس إلا ، لكن الانفعالات تبدأ بالنمو تدريجياً لتأخذ أشكالها، وهذه الأشكال مرتبطة بالبلوغ الآلي من جهة وبالتعليم من جهة ثانية».

«والتحريك الانفعالي للطفل في المرحلة المبكرة من عمره يرتبط باحتياجاته الفيزيولوجية، فعندما تصطدم حاجته للطعام وتخلصه من الألم ورغبته بالحركة بموانع، يبدأ بالانفعال وتصدر عنه ردة فعل كالبكاء مثلا ، إلا أن هذا الانفعال يخمد فور تلبية احتياجاته، وهكذا تتشكل الانفعالات في نفسية الطفل»(8).

____________________________________

(1) راه ورسم زندكى (سبل الحياة) ، ص113.

(2) راه ورسم زندكى (سبل الحياة) ، ص130.

(3) تحف العقول ، ص 54 .

(4) الكافي ج1، ص25.

(5) مستدرك الوسائل ج22 ص 286 .

(6) نهج البلاغة، ص 525.

(7) الكافي ج1، ص25.

(8) مبادئ علم نفسنا، ص120. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.