المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حصرُ القراءات في السبع  
  
2839   01:33 صباحاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص312-315 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / القراء والقراءات / رأي المفسرين في القراءات /

كان العرض المتقدِّم نموذجاً كافياً عن اعتناء المسلمين في عامّة أدوارهم بالقراءات المعروفة عن الأئمّة الكبار وحفظها وتدوينها والقراءة بها أجمَع ، غير أنّ أهل كلّ بلد كانت عنايتهم بمَن حلّ في بلدهم من الأئمّة أكثر من غيرهم ، ولم يكن من أحد من العامَّة والخاصَّة نكير على هذه السيرة المستمرَّة ، كما تقدّم في كلام ابن الجزري أخيراً .

وهكذا كانت اختيارات القرّاء واجتهاداتهم في الأخْذ والتمحيص موضع عناية كافّة المسلمين ، يتلقّونها ويقرأون بها ، نعم ، في إطار من محدوديّة شروط خاصّة تقدَّمت أيضاً .

لقد جرت هذه السيرة المستمرَّة في كِلا جانبَي القراءة والإقراء ، حتّى مطالع القرن الرابع ، حيث نبغ نابغة بغداد ـ في اجتلاب قلوب العامّة والنفوذ في عقول الأمراء ـ أبو بكر ( ابن مجاهد ) ، كان قد تصدَّر كرسيّ شيخ القرّاء رسميّاً من قِبل الدولة ، واجتمعت عليه عامّة الناس في غوغاء وضوضاء ، وكان له منافسون أفضل نَبلاً وقدَماً في القرآن ، وكانوا يستصغرونه لضآلة عِلمه وقلّة روايته عن الشيوخ وعدم رِحلته في طلب العِلم ، وضعف مقدرته في فنون القراءة وأنواعها المأثورة عن الأئمّة الكبار .

يقول المعافي أبو الفرج : دخلتُ يوماً على ابن شنبوذ (1) ، وهو جالس وبين يديه خزانة الكتُب ، فقال لي : يا معافي ، افتح الخزانة ، ففتحتها وفيها رفوف عليها كتُب ، وكلُّ رفٍّ في فنٍّ من العلم ، فما كنت آخذ مجلَّداً وأفتحه إلاّ وابن شنبوذ يهذُّه كما يقرأ الفاتحة (2) ، ثمَّ قال : يا معافي ، والله ما أغلقتها حتّى دَخلت معي إلى الحمّام هذا ، والسوق للعطشي (3) .

قال ابن الجزري : وكان قد وقع بين ابن شنبوذ وابن مجاهد تنافس على عادة الأقران ، حتّى كان ابن شنبوذ لا يُقرئ مَن يقرأ على ابن مجاهد ، وكان يقول : هذا العطشي ـ يعني ابن مجاهد ـ لم تُغبَّر قدَماه في هذا العِلم .

قال العلاّف : سألت أبا طاهر : أيُّ الرجُلين أفضل ، أبو بكر بن مجاهد ، أو أبو الحسن بن شنبوذ ؟ قال : فقال لي أبو طاهر : أبو بكر بن مجاهد عقله فوق عِلمه ، وأبو الحسن ابن شنبوذ عِلمه فوق عقله (4) .

* * *

كان ابن مجاهد حريصاً على التزمّت ، والأخْذ بتقليد السلَف فيما قرأوا ، قال عبد الواحد بن أبي هاشم : سأل رجُل ابن مجاهد : لِمَ لا يختار الشيخ لنفسه حرفاً يحمل عليه ؟ فقال : نحن أحوج إلى أن نُعمل أنفسنا في حفْظ ما مضى عليه أئمّتنا ، أحوج منّا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا (5) .

وهو الّذي أشار على الوزير ابن مُقلة بإحضار ابن شنبوذ وابن مقسم (6) في مجلسين ، ومحاكمة كلِّ واحد منهما بمَلأ من الفقهاء ، للضرب على يد الاختيار رأساً .

قال الدكتور صبحي الصالح : وقد انعقد المجلسان بأمر شيخ القرّاء ابن مجاهد ، الّذي عرفنا أنّه أوّل مَن جمع القراءات السبع ، وكان ابن مجاهد قد أخَذ القراءة عن ابن شاذان الرّازي ، الّذي أخذ عنه أيضاً كلّ من ابن مقسم وابن شنبوذ ، ولكن اشتراك الثلاثة في التلقّي عن شيخ واحد لم يمنع ابن مجاهد من التشدّد مع زميلَيه (7) .

وكان اعتراض ابن شنبوذ لموقف ابن مجاهد هذا شديداً حسبما ذكَرنا بعض كلامه ، وهكذا اعترض ابن مقسم على سدِّ باب الاختيار في القراءة ، قال : لمّا كان لخلَف بن هشام ، وأبي عبيد ، وابن سعدان أن يختاروا ، وكان ذلك مباحاً لهم غير منكَر ، كان لِمَن بعدهم أيضاً مباحاً (8) .

وهكذا جاهدَ ابن مجاهد قصارى جهده في سدِّ باب الاختيار في القراءة ، وقد توفّق لذلك نسبيّاً ، حيث وافقَته الظروف القاسية الّتي كانت تمرّ برَكْب الإسلام ذلك القرن المضطرب بالشغَب والدسائس وتفشّي الفساد في أرجاء البلاد .

* * *

أمّا قضية حصْر القراءات في السبع المشهورة ، فهو أيضاً من صُنع ابن مجاهد ، ويعود أكثر لَومه عليه .

قال الدكتور صبحي الصالح : ويقع أكبر قِسط من اللوم في هذا الإيهام ـ إيهام انحصار القراءات في السبع ـ على عاتق الإمام الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن العبّاس المشهور بـ( ابن مجاهد ) ، الّذي قام على رأس الثلاثمئة للهجرة في بغداد بجمْع سبع قراءات لسبعةٍ من أئمّة الحرَمين والعراقَين والشام ، واشتهروا بالثقة والأمانة والضبط وملازمة القراءة ، وجاء جمْعه لها محْض مصادفة واتّفاق ، إذ كان في أئمّة القرّاء مَن هُم أجلّ منهم قدراً ، وكان عددهم لا يُستهان به (1) .

هذا ، وعبارة ( القراءات السبع ) لم تكن معروفة في الأمصار الإسلامية حين بدأ العلماء يؤلّفون في القراءات : كأبي عبيد القاسم بن سلام ، وأبي جعفر الطبري ، وأبي حاتم السجستاني ، وغيرهم ، فقد ذكروا في مؤلّفاتهم أضعاف تلك القراءات ، وإنّما بدأت هذه العبارة تشتهر على رأس المئة الرابعة من لدُن ( ابن مجاهد ) ، ولم يكن متّسِع الرواية والرِحلة (2) ، وتوهّم الكثير ـ من عوام الناس وغوغائهم ـ أنّها هي المرادة من الأحرُف السبعة الّتي جاءت في الحديث النبوي .

ومن ثَمّ هبَّ الأئمَّة النقّاد في توجيه مَلامتهم الحادَّة إلى موقف ابن مجاهد هذا الموهِم ، الأمر الّذي حطَّ من كرامة أئمَّة آخرين هم أكبر شأناً وأعظم قدراً من هؤلاء السبعة .

_________________________

(1) محمّد بن أحمد بن أيّوب بن شنبوذ . ( راجع غاية النهاية : ج2 ، ص52 ) .

(2) يقال : هذّ الحديث يهذّه ـ بتشديد الذال ـ أي : قرأه سريعاً .

(3) السوق كناية عن رواج الأمر ، والعطشي : لقب ابن مجاهد ؛ لأنّه وُلد بحارة سوق العطش في بغداد ، فنُسب إليها .

(4) غاية النهاية في طبقات القرّاء : ج2 ، ص54 ـ 56 .

(5) معرفة القرّاء الكبار للذهبي : ج1 ، ص217 .

(6) محمّد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم . ( راجع غاية النهاية : ج2 ، ص123 ) .

(7) مباحث في علوم القرآن : ص251 ـ 252 . وراجع معرفة القرّاء الكبار : ج1 ، ص221 و247 .

(8) معرفة القرّاء : ج1 ، ص249 .

(9) مباحث في علوم القرآن : ص247 ـ 248 .

(10) راجع البرهان للزركشي : ج1 ، ص327 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .