المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الجهاز التنفسي للدجاج
2024-05-03
الراشد بالله ووزارة جلال الدين أبا الرضا
19-1-2018
الفجوة القائمة بين المنظومة التعليمية وقوى السوق
18-1-2022
نائب الملك باسر.
2024-05-31
Homogentisic Acid
12-8-2018
احرف الاستقبال
20-10-2014


الإمام الجواد ( عليه السّلام ) يعالج ظاهرة التشكيك بإمامته  
  
1280   02:55 صباحاً   التاريخ: 2023-04-07
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص167-170
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

نهض الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بأعباء الإمامة الشرعية للمسلمين وهو لما يبلغ الحلم على نحو ما حدث لعيسى بن مريم ( عليه السّلام ) حيث أوتي النبوّة في المهد ، وقد أوجدت هذه الظاهرة حالة من التساؤل والتشكيك لدى البعض من الموالين لأهل البيت ( عليهم السّلام ) والمعتقدين بإمامتهم بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، لكن الإمام ( عليه السّلام ) استطاع أن يدحض هذه التشكيكات ويجيب على التساؤلات المعلنة والخفيّة بما أوتي من فضل وعلم وحكمة وحنكة .

إن حالة الصبا التي تزامنت مع اضطلاع الإمام ( عليه السّلام ) بأعباء الخلافة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وتصديه لامامة المسلمين في ذلك الوقت المبكّر دفعت ببعض أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) إلى التساؤل والتشكيك .

وأما التساؤلات فقد تمّ حسمها بدرجة ما ، من خلال الأحاديث والتوجيهات والإشارات التي صدرت عن والده الإمام عليّ الرضا ( عليه السّلام ) وانتشرت بين مقرّبيه ورؤساء القوى الموالية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) في البلدان كمصر والحجاز والعراق وبلاد فارس .

على أنّ الإمام الجواد ( عليه السّلام ) نفسه قد قام بنشاط واسع لتبديد تلك الشكوك التي أثيرت بشكل أو بآخر بعد وفاة الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وهو ما نفهمه من خلال بعض الروايات الواردة بهذا الشأن ، ومنها ما يلي :

أ - أورد السيد المرتضى ( رضى اللّه عنه ) في عيون المعجزات أنّه : لما قبض الرضا ( عليه السّلام ) كان سن أبي جعفر ( عليه السّلام ) نحو سبع سنين ، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد وفي الأمصار ، واجتمع الريّان بن الصلت ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن حكيم ، وعبد الرحمن بن الحجّاج ، ويونس بن عبد الرحمن ، وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجاج في بركة زلول ، يبكون ويتوجّعون من المصيبة ، فقال لهم يونس بن عبد الرحمن : دعوا البكاء ! من لهذا الأمر وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا ؟ يعني أبا جعفر ( عليه السّلام ) .

فقام اليه الريّان بن الصلت ، ووضع يده في حلقه ، ولم يزل يلطمه ، ويقول له : أنت تظهر الايمان لنا وتبطن الشك والشرك .

إن كان أمره من اللّه جل وعلا فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه ، وان لم يكن من عند اللّه فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس ، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه . فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبّخه .

وكان وقت الموسم ، فاجتمع فقهاء بغداد والأمصار وعلماؤهم ثمانون رجلا ، فخرجوا إلى الحج ، وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر ( عليه السّلام ) ، فلمّا وافوا أتوا دار جعفر الصادق ( عليه السّلام ) لأنها كانت فارغة ، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير ، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسى ، فجلس في صدر المجلس وقام مناد وقال :

هذا ابن رسول اللّه فمن أراد السؤال فليسأله .

فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم .

واضطرب الفقهاء ، وقاموا وهمّوا بالانصراف ، وقالوا في أنفسهم : لو كان أبو جعفر ( عليه السّلام ) يكمل لجواب المسائل لما كان من عبد اللّه ما كان ، من الجواب بغير الواجب .

ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفّق وقال : هذا أبو جعفر ، فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه فدخل صلوات اللّه عليه ، وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين وفي رجليه نعلان وجلس وأمسك الناس كلهم ، فقام صاحب المسألة ، فسأله عن مسائله ، فأجاب عنها بالحق ، ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه وقالوا له : إن عمّك عبد اللّه أفتى بكيت وكيت ، فقال : « لا اله الّا اللّه يا عمّ إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك : لم تفتي عبادي بما لم تعلم ، وفي الأمة من هو أعلم منك ؟ ! »[1].

ب - وروي أنّه جيئ بأبي جعفر ( عليه السّلام ) إلى مسجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) بعد موت أبيه ، وهو طفل ، وجاء إلى المنبر ورقا منه درجة ثم نطق ، فقال : « أنا محمد ابن علي الرضا ، أنا الجواد ، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب ، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه ، علم منحنا به قبل خلق الخلق أجمعين ، وبعد فناء السماوات والأرضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ، ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك ، لقلت قولا تعجّب منه الأوّلون والآخرون . . »[2].

ج - وقال إسماعيل بن بزيع : سألته - يعني أبا جعفر الثاني ( عليه السّلام ) - عن شيء من أمر الإمام ، فقلت : يكون الإمام ابن أقلّ من سبع سنين ؟ فقال : « نعم وأقل من خمس سنين »[3].

د - قال علي بن أسباط : « رأيت أبا جعفر ( عليه السّلام ) وقد خرج عليّ فأخذت أنظر إليه وجعلت انظر إلى رأسه ورجليه ، لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد ، فقال ( عليه السّلام ) : يا عليّ ! ان اللّه احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة ، فقال : وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[4] وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ[5] وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [6]، فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو صبي ويجوز ان يؤتاها وهو ابن أربعين سنة »[7].

إنّ تصدي الإمام الجواد ( عليه السّلام ) لإمامة المسلمين وهو صبي كان معجزة بذاته .

وسنتطرق فيما بعد إلى ما أظهره من المعارف الإلهية ، وقد ذكرنا نماذج من تحدّيه لكبار الفقهاء ومنهم قاضي قضاة الدولة العباسيّة مع ما كان عليه من كبر السن ، ولا شك أنّ ذلك من مصاديق الصفة الإعجازية في الإمام ( عليه السّلام ) ومن الأدلة التي تجسّد مدى علاقته وتؤكد عمق ارتباطه باللّه تعالى وقربه منه وحجم الدعم الغيبي الذي كان يحظى به الإمام ( عليه السّلام ) من عند اللّه عز وجل .

 


[1] بحار الأنوار : 50 / 99 - 100 .

[2] بحار الأنوار : 108 .

[3] حلية الأبرار : 2 / 398 ، نقلا عن حياة الإمام محمّد بن علي الجواد : 32 - 33 .

[4] مريم ( 19 ) : 12 .

[5] القصص ( 28 ) : 14 .

[6] الأحقاف ( 46 ) : 15 .

[7] أصول الكافي : 1 / 314 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.