أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2022
1694
التاريخ: 25-7-2016
1892
التاريخ: 2024-09-02
301
التاريخ: 2024-04-13
723
|
إن من الامور التي استأثرت باهتمام بالغ في علم النفس الجديد، مسألة اختبار عقل الأطفال والشبان وذكائهم . ففي القرون الغابرة كان الناس يعرفون إلى حد ما ان هناك تبايناً في قوة الإدراك والاستيعاب بين الناس، ولكنهم لم يعرفوا كيف يحددون نسبة هذا التباين بين إنسان وآخر، وأية طريقة يتبعون أما علماء اليوم فقد توصلوا بفضل دراساتهم وأبحاثهم الدؤوبة إلى درجة متقدمة في هذا المجال ، بحيث أصبح بإمكانهم اختبار عقول الأطفال والشبان وذكائهم وذاكرتهم وسرعة البديهة لديهم ، وتحديد المقاييس بدقة.
«مع مطلع القرن الحالي خضعت أول تجربة لقياس عقول الأطفال للاختبار بفضل جهود العالم بينه ، وحتى ذلك اليوم لم يكن يشهد ما توصل إليه هذا العالم في هذا المجال نظيراً له، طبعاً كان واضحاً يومئذ أن هناك أطفالاً أكثر ذكاء من غيرهم ، ولكن لم يحاول أحد أن يكتشف علاقة الذكاء أو الغباء بسن الطفل»(1) .
«وكان المطلوب يومها اختراع وسائل مخبرية تساعد في تحديد الأطفال الأغبياء وفصلهم عن الأطفال العاديين. وكان العالم «بينه» يعتقد أن بالإمكان صناعة أو ابتكار مقياس لاختبار قوة الذكاء لدى الأطفال على غرار مقياس الطول الذي اخترعه «غوز»» .
«وفي بادى الأمر وضع «بينه» وزميله «سيمون» جدولاً امتحانياً لتحديد درجة الاستيعاب والذاكرة لدى الأشخاص وقدراتهم النفسية، وباشرا تحقيقات واسعة لمعرفه مستوى تجاوب الأطفال على اختلاف أعمارهم مع الجدول الامتحاني» .
«وبعد تنظيم مراتب الاختبارات لأعمار محددة ، اكتشف «بينه» و «سيمون» مفهوماً جديداً وهو السن العقلي. فالطفل الذي يبلغ من العمر خمس سنوات كان ينجح في الاختبار الذي حدد لمثل عمره ، لكنه كان يخفق في الاختبار الذي وضع لعمر ال 6 سنوات ، إذن سن هذا الطفل العقلي خمس سنوات ، ومثل هذا الطفل يعتبر طبيعياً .
«أما إذا كان سن الطفل العادي عشر سنوات ولم يستطع اجتياز الاختبار المخصص لسن ال 5 سنوات ، فإنه يكون من فصيل الأطفال الأغبياء. وإذا كان سن الطفل العادي ثلاث سنوات ونجح في الاختبار المخصص لسن ال 5 سنوات ، فهذا معناه أنه خارق الذكاء. إذن فإن تحديد السن العقلي كفيل بإبراز حدة ذكاء الأطفال أو غبائهم ، وهذا ما يمكن تحديده إذ ما أخذ السن العقلي والسن العادي بعين الاعتبار معاً»(2) .
منذ أن تم اكتشاف مقياس للعقل والذكاء لدى الإنسان بأساليب علمية وعملية ، ومنذ أن شرعت البلدان المتقدمة باستخدام هذه الأساليب برزت حقائق مرة ومفاجئة كانت تجهلها شعوب العالم .
فقد أثبتت الاختبارات التي خضع لها طلاب المدارس وعمال المصانع وجنود المعسكرات أن عدداً كبيراً من أبناء المجتمعات يعانون من ضعف العقل والغباء أي أنهم غير طبيعيين ومتخلفون من جهة النمو العقلي.
(يقول الدكتور كارل : هناك الكثيرون (في فرنسا وفي أميركا) ممن لم يتجاوز سنهم العقلي ال 10 سنوات . وقد ذكر تقرير صدر عن اللجنة الوطنية للصحة النفسية أن 400000 طفل لا يمكنهم مواصلة الدراسة بسبب غبائهم» .
«وأثبتت الاختبارات التي أجراها «هيركس» عام 1917 على جنود وضباط الجيش الأميركي أن السن العقلي ل46 % منهم لا يتجاوز سن ال 13 سنة» .
«ومن المؤكد أن مثل هذه الاختبارات لو خضع لها الشعب الفرنسي وخاصة في بعض مدن ولايتي «بروتاني» و«نورماندي» لجاءت نتيجتها مماثلة، ولكن ليس هناك إحصاءات في هذا المجال في فرنسا» .
«ولهذا يجب أن لا نتوهم بنتائج الامتحانات الدراسية التي تحتل جزءاً كبيراً من مرحلة شبابنا ، فنحن نعلم أن نيل الشهادات وتحقيق النجاح حتى في الدراسات العليا ليس دليلاً على قدرة الاستيعاب والذكاء، فهناك من هم أغبياء لكنهم ينجحون في مثل هذه الامتحانات» .
______________________________
(1) العقل الكامل ، ص15.
(2) أصول روانشناسى مان (مبادى، علم نفسنا) ،ص 56.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|