المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



اختبار العقل والذكاء  
  
1441   09:52 صباحاً   التاريخ: 2023-04-06
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص133 ــ 136
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2022 1694
التاريخ: 25-7-2016 1892
التاريخ: 2024-09-02 301
التاريخ: 2024-04-13 723

إن من الامور التي استأثرت باهتمام بالغ في علم النفس الجديد، مسألة اختبار عقل الأطفال والشبان وذكائهم . ففي القرون الغابرة كان الناس يعرفون إلى حد ما ان هناك تبايناً في قوة الإدراك والاستيعاب بين الناس، ولكنهم لم يعرفوا كيف يحددون نسبة هذا التباين بين إنسان وآخر، وأية طريقة يتبعون أما علماء اليوم فقد توصلوا بفضل دراساتهم وأبحاثهم الدؤوبة إلى درجة متقدمة في هذا المجال ، بحيث أصبح بإمكانهم اختبار عقول الأطفال والشبان وذكائهم وذاكرتهم وسرعة البديهة لديهم ، وتحديد المقاييس بدقة.

مقياس عقول الاطفال:

«مع مطلع القرن الحالي خضعت أول تجربة لقياس عقول الأطفال للاختبار بفضل جهود العالم بينه ، وحتى ذلك اليوم لم يكن يشهد ما توصل إليه هذا العالم في هذا المجال نظيراً له، طبعاً كان واضحاً يومئذ أن هناك أطفالاً أكثر ذكاء من غيرهم ، ولكن لم يحاول أحد أن يكتشف علاقة الذكاء أو الغباء بسن الطفل»(1) .

«وكان المطلوب يومها اختراع وسائل مخبرية تساعد في تحديد الأطفال الأغبياء وفصلهم عن الأطفال العاديين. وكان العالم «بينه» يعتقد أن بالإمكان صناعة أو ابتكار مقياس لاختبار قوة الذكاء لدى الأطفال على غرار مقياس الطول الذي اخترعه «غوز»» .

«وفي بادى الأمر وضع «بينه» وزميله «سيمون» جدولاً امتحانياً لتحديد درجة الاستيعاب والذاكرة لدى الأشخاص وقدراتهم النفسية، وباشرا تحقيقات واسعة لمعرفه مستوى تجاوب الأطفال على اختلاف أعمارهم مع الجدول الامتحاني» .

مراتب الاختبارات:

«وبعد تنظيم مراتب الاختبارات لأعمار محددة ، اكتشف «بينه» و «سيمون» مفهوماً جديداً وهو السن العقلي. فالطفل الذي يبلغ من العمر خمس سنوات كان ينجح في الاختبار الذي حدد لمثل عمره ، لكنه كان يخفق في الاختبار الذي وضع لعمر ال 6 سنوات ، إذن سن هذا الطفل العقلي خمس سنوات ، ومثل هذا الطفل يعتبر طبيعياً .

السن العادي والعقلي:

«أما إذا كان سن الطفل العادي عشر سنوات ولم يستطع اجتياز الاختبار المخصص لسن ال 5 سنوات ، فإنه يكون من فصيل الأطفال الأغبياء. وإذا كان سن الطفل العادي ثلاث سنوات ونجح في الاختبار المخصص لسن ال 5 سنوات ، فهذا معناه أنه خارق الذكاء. إذن فإن تحديد السن العقلي كفيل بإبراز حدة ذكاء الأطفال أو غبائهم ، وهذا ما يمكن تحديده إذ ما أخذ السن العقلي والسن العادي بعين الاعتبار معاً»(2) .

منذ أن تم اكتشاف مقياس للعقل والذكاء لدى الإنسان بأساليب علمية وعملية ، ومنذ أن شرعت البلدان المتقدمة باستخدام هذه الأساليب برزت حقائق مرة ومفاجئة كانت تجهلها شعوب العالم .

فقد أثبتت الاختبارات التي خضع لها طلاب المدارس وعمال المصانع وجنود المعسكرات أن عدداً كبيراً من أبناء المجتمعات يعانون من ضعف العقل والغباء أي أنهم غير طبيعيين ومتخلفون من جهة النمو العقلي.

(يقول الدكتور كارل : هناك الكثيرون (في فرنسا وفي أميركا) ممن لم يتجاوز سنهم العقلي ال 10 سنوات . وقد ذكر تقرير صدر عن اللجنة الوطنية للصحة النفسية أن 400000 طفل لا يمكنهم مواصلة الدراسة بسبب غبائهم» .

«وأثبتت الاختبارات التي أجراها «هيركس» عام 1917 على جنود وضباط الجيش الأميركي أن السن العقلي ل46 % منهم لا يتجاوز سن ال 13 سنة» .

«ومن المؤكد أن مثل هذه الاختبارات لو خضع لها الشعب الفرنسي وخاصة في بعض مدن ولايتي «بروتاني» و«نورماندي» لجاءت نتيجتها مماثلة، ولكن ليس هناك إحصاءات في هذا المجال في فرنسا» .

«ولهذا يجب أن لا نتوهم بنتائج الامتحانات الدراسية التي تحتل جزءاً كبيراً من مرحلة شبابنا ، فنحن نعلم أن نيل الشهادات وتحقيق النجاح حتى في الدراسات العليا ليس دليلاً على قدرة الاستيعاب والذكاء، فهناك من هم أغبياء لكنهم ينجحون في مثل هذه الامتحانات» .

______________________________

(1) العقل الكامل ، ص15.

(2) أصول روانشناسى مان (مبادى، علم نفسنا) ،ص 56. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.