المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أبو دؤاد الأيادي  
  
6158   07:59 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص122-124
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015 2010
التاريخ: 29-12-2015 2496
التاريخ: 26-1-2016 4933
التاريخ: 30-12-2015 2443

- هو ابو دؤاد جارية بن حمران الحجّاج بن بحر بن عصام بن منبّه ابن حذاقة بن زهير بن إياد بن نزار بن معدّ.
كان أبو دؤاد يربّي الخيل لنفسه ويتعهّدها لغيره، وقد كان مشرفا على خيل المنذر بن ماء السماء (ت 554 م)، وعلى هذا يكون أبو دؤاد الإيادي قديما قبل طرفة بن العبد (ت 55 قبل الهجرة-567 م)، ولكن بعد امرئ القيس (ت 540 م).
وكان أبو دؤاد يعمل أيضا في التجارة فيرسل أبناءه بتجارات إلى الشام، من العراق في الأغلب.
- أبو دؤاد الأيادي شاعر جاهلي قديم، ولكنّ الرواة أهملوا شعره لأن في شعره عيوبا من اللفظ والتركيب: فألفاظه مثلا غير نجدية فهو يذكر الينجوج (العود، عود الطيب) والميسناني (نسبة إلى ميسان: منطقة بين واسط والبصرة). ومن تراكيبه الشاذّة: «سوف، حقّا، تبليهم الأيّام». وذلك كلّه راجع إلى ان معظم مقامه كان في سواد العراق (حول الحيرة)، في الجنوب (غ 16:379).
وأبو دؤاد أوصف شعراء الجاهلية والاسلام للخيل خاصة، وهو يجيد وصف الإبل ووصف الثور. وله أشياء من الفخر والمديح والرثاء والعتاب والغزل والحكمة. إلاّ أن أكثر أشعاره في وصف الخيل.
- المختار من شعره:
قال أبو دؤاد الايادي يذكر مصير الاوّلين ويورد شيئا من العتاب والحكمة:
وأتاني تقحيم كعب لي المنـ...‍ ـطق، إنّ النكيثة الإقحام (1)
في نظام ما كنت فيه، فلا يحزن‍...ـك شيء، لكلّ حسناء ذام (2)
لا أعدّ الإقتار عدما، ولكن...  فقد من قد رزئته الإعدام (3)
من رجال من الاقارب فادوا... من حذاق هم الرؤوس العظام (4)
ورجال أبوهم وأبي عم‍... ـرو وكعب بيض الوجوه جسام.
وشباب كأنّهم أسد غيل... خالطت فرط حدّهم أحلام
وكهول بنى لهم أوّلوهم... مأثرات يهابها الأقوام (5)
سلّط الدهر والمنون عليهم... فلهم في صدى المقابر هام (6)
وكذاكم مصير كلّ أناس... سوف، حقا-تبليهم الأيّام.
فعلى إثرهم تساقط نفسي... حسرات، وذكرهم لي سقام (7)
وقال في الأدب (الحكمة):
حاولت حين صرمتني... والمرء يعجز، لا محاله (8)
والدهر يلعب بالفتى ...والدهر أروغ من ثعاله (9)
والمرء يكسب ماله... والشّحّ يورثه الكلاله (10)
والعبد يقرع بالعصا... والحرّ تكفيه المخاله (11)
والسكت خير للفتى... فالحين من بعض المقالة (12)
__________________________
1) بلغني عن كعب بن مامة أنه يذمني من غير سبب ومن غير أن كان بيننا عداوة سابقة. هذه النكيثة (الخلف: مخالفة ما كان بيننا من الولاء) اقحام: سبيل صعبة المسلك.
2) في نظام ما كنت فيه: نسب إلى أشياء وجعلني في مرتبة أقوام لست منهم. فلا يحزنك شيء: لا تحزن من ذلك (يخاطب نفسه). لكل حسناء ذام: في كل امرأة جميلة ذام (عيب، جانب من القبح)؛ يمكن أن يكون في أنا أيضا نقص (على كثرة فضائلي).
3) ليست قلة المال في رأيي اعداما (فقرا)، ولكن موت رؤساء الأسرة والقوم فقر حقيقي.
4) فادوا: ماتوا. حذاق: قبيلة من اياد.
5) الغيل: الاجمة (والاسود التي تكون في الآجام تكون ضارية جدا!). لهؤلاء الشباب، مع ما يتصفون به من الحدة وطيش الشباب والغضب، أحلام (عقول راجحة).
6) في الخرافات الجاهلية أن الانسان إذا قتل ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة (طائر) وأخذت تصيح: «اسقوني»، حتى يثأر له.
7) ان نفسي على أثرهم (بعدهم، بعد موتهم) تنفتت (تتألم من الحزن).
8) حينما صرمتني (قطعتني: عاديتني) حاولت (أن أعيدك إلى صداقتي). ولكن هنالك أشياء كثار يعجز المرء عن تحقيقها بلا شك.
9) أروغ: أشد مكرا وخداعا. ثعالة: الثعلب.
10) يقضي الانسان (البخيل) دهره يجمع المال ثم يموت فيورث كلالة (الكلالة: الانسان الذي لم يتزوج فيرثه إذا مات أقاربه من غير ولده).
11) المخالة: العلامة، الاشارة، الظن (من نفسه). وفي رواية: المقالة: الكلمة، النصيحة.
12) السكت: السكوت. الحين: الموت. المقالة: الكلام، الاقوال.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.