المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

احتجاج عمار بن ياسر على القوم
10-4-2016
البيئة التسويقية Marketing Environment
2-10-2018
الامام الكاظم (عليه السلام ) عابد اهل البيت
17-05-2015
فكرة الشورى وأبعادها.
2023-10-09
الدخـل القومـي
11-2-2019
{النار التي وقودها الناس والحجارة}
2024-07-02


أضرار عدم التشجيع في تربية الفرد  
  
1271   10:03 صباحاً   التاريخ: 29-12-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص344 ــ 353
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2018 2002
التاريخ: 2024-09-24 206
التاريخ: 2023-02-20 1093
التاريخ: 15-12-2020 2420

عدم التشجيع لا يسبب عدم التفات الفرد الى الأمور المهمة فقط، بل يسبب صدمات خطيرة الى شخصية الفرد. البحوث التجريبية الحاضرة أثبتت أن الذين لم يشجعوا ولم يؤيدوا أبداً يعيشون حالة من الاضطراب والحيرة في حياتهم العادية ويترددون ويتأخرون في أخذ القرارات اللازمة في حياتهم.

نحن نعرف أشخاصاً كثيرين، كانت لهم برامج مرتبة ومنظمة وكانوا يحبون عملهم ولكنهم بعد ذلك بسبب عدم الاعتناء والمحبّة من قبل الآخرين والتوقف عن التشجيع أن يصل وضعهم الى درجة فقدوا علائقهم، ويأسوا من عملهم وتوجهوا إلى الكسل والاهمال. وهنا لا نتكلم عن الاشخاص الذين تركوا عملهم ووظيفتهم مرة واحدة. الاختبارات النفسية التي أنجزت على الحيوانات وصلت الى نتيجة وهي أن عدم التشجيع وعدم اعطاء المكافأة على العمل يسبب في خمود معلومات الحيوانات وعدم اعتنائه بها.

يسعى علماء النفس الى تعميم هذه المسائل على الناس والأطفال خصوصاً، ويدّعون أن الطفل في حالة عدم مكافأته وتشجيعه تنشأ عنده بالتدريج حالة عدم التفات واعتناء. بل والاعراض في موارد اخرى.

جاء في كلمات أحد العلماء: ان الوردة تحتاج إلى النور والحرارة والماء والهواء فكذلك الأطفال يحتاجون إلى التشجيع في مسيرة التقدّم.

دور التشجيع اثناء التعلم

التشجيع يحسب عامل ومحرك أساسي للأطفال. تجارب المعلمين والمربين تبيّن أن الأطفال الذين يشجعون في الصف أو المدرسة لأجل الدرس والتقدم الدراسي يتعلمون ويتوفقون الى فهم المسائل أكثر من الآخرين وأفضل منهم بعض البحوث الأخرى التي دوّنت على أساس الاختبارات، أثبتت أن التشجيع له دور مؤثر وأكثر أهمية من التأديب والملامة والتوبيخ. تأثيرات التشجيع تكون أكثر من تأثيرات التأديب.

وكذلك بيّنت احدى التحقيقات أن التشجيع في درس واحد وان كان يسبب الرشد والتقدّم في نفس الدرس ولكن آثاره من الوسعة بحدٍ تشمل بقية الدروس أيضاً.

بمعنى أن تشجيع الطفل في درس واحد يسبب تقدّمه في الدروس الأخرى أيضاً.

هذا الأمر بسبب أن الطفل تكون له رؤية موجبة بسبب التشجيع الى التعلم وبصورة كلية تسبب في وجود الرغبة إلى العمل والسعي في نفس الطفل.

التشجيع والبناء الفكري

التشجيع مؤثر في بناء الشخصية وكذلك له دور مهم وأساسي في توجيه سلوك الطفل وهدايته. عن طريق التشجيع نستطيع أن نوجد سلوك العمل الفعّال والموجب في الفرد ونثبت هذا السلوك في نفسه أو في ظل الملاحظات التي تكون ناشئة عن التشجيع نستطيع أن نزيل جذور السلوك والعمل الخاطئ عن نفس الطفل.

التشجيع في بعض الأحيان يكون سبباً لأن يتخذ الطفل طريقا وأسلوباً خاصاً على أساس نصائح الفرد المشجع ويتقّبل الضوابط المعينة من قبله، عندما تشجعون أبنائكم على الاستمرار في طريق ما ففي الحقيقة أنكم تقولون له أن الطريق الذي يتقدم فيه طريق صحيح وسليم وأنّكم راضون عن ذلك.

نستطيع الانتفاع من التشجيع لأجل تقوية المحفزات والمحركات إلى الفعالية واعتماده واطمئنانه إلى الاستمرار في العمل وكذلك نستطيع أن نحيي حس التقدير وأداء الحق في الفرد أو نستطيع أن نوجد الثقة والأمل فيه ونكون سبباً لئلا يتوهّم أن عمله لا قدر ولا قيمة له.

تجاربكم الشخصية أيضاً تبيّن لكم كيف ان التشجيع أصبح لابنكم سبباً لانشغاله وسعيه في القضاء على الضعف والعجز وإلى أي مدى توضح رضا خاطره وبأي مقدار هو خاضع لرأيكم ونظركم.

أضرار التشجيع

كذلك يجب أن لا ننسى أن التشجيع بجميع فوائده ومنافعه يوجد كثير من المضاعفات والأضرار. هذه الأضرار ليست بسبب نفس التشجيع. بل بسبب الأخطاء التي يرتكبها الآباء والمربون في أعمالهم، بعض الآباء والأمهات وفي بعض الأحيان المربين والمسؤولين يشجعون أبنائهم بصورة تكون في النهاية موجدة لبعض المضاعفات والأضرار.

التشجيع في بعض الأحيان يمهد المجال للمنافسات الخاطئة بين الأطفال أو تلاميذ الصف الواحد، وبدل أن يكون التشجيع عاملاً محركاً لأجل رشد الأفراد يصبح وسيلة للتفاخر والغرور والسلوك الخاطئ.

وفي بعض الموارد يحسب التشجيع عاملاً ووسيلة للرشوة الى الأطفال ويسبب في أن يتخذ الطفل موقفاً لا يعمل فيه أي شيء إلا لأجل التشجيع والمكافأة. وأخيراً من الممكن في بعض الموارد أن يصير التشجيع عاملاً للمكر والخداع والرياء والتزوير حتى يكون سبباً لجلب انتباه أولياء المدرسة إلى الطفل والعناية به.

نحن نعرف أطفالاً تعودوا على التشجيع إلى درجة كبيرة، فان لم يشجعوا يتركوا العمل والوظيفة، وهذا هو نوع من نقض الغرض في تربية الأطفال ويحسب أمراً مضراً.

الأصل في التشجيع

الأصل في التشجيع هو تحريك العاطفة، مادياً كان أم معنوياً، ليكون سبباً ووسيلة لتحقق الأعمال والسلوك الصحيح في الأفراد، أو يكون موجباً لإجبار الطفل واقناعه إلى ترك الأعمال السيئة والتوجه الى الأعمال الصائبة.

لهذا فقصدنا من التشجيع هو الهداية والارشاد الى الطريق الصحيح. نريد أن يتعلم الطفل في ظل التشجيع طريقة الحياة ويتقدم في طريق الرشد والموفقية، وكذلك اتخاذ الطريق الصحيح والمقبول في الحياة. ويجب أن يستمروا في هذا الطريق.

نحن نعرف أن الطفل في أول حياته لا يعرف المواقف المتنوعة التي يجب أن يتخذها وهو جاهل بها. لا يعرف الموقف والاسلوب الذي يجب أن يتخذه أمام الحوادث أو الوقائع.

هو منتظر لهدايتكم واعلام رأيكم، فتأييدكم وتشجيعكم هو الذي يوجد هذه المواقف ويوجهها.

لا شك أن المقصود من هذه التوجيهات هو أن نهدي الأفراد إلى الفضائل والأخلاق ونربي شخصيتهم. وكذلك التشجيع يجب أن يكون في جهة الفضائل ورعاية الأحكام العادلة حتى تساق دائماً الى جهة الشرف والانسانية.

تعليم الوظيفة

احدى الأمور المهمة في التربية هي تعليم الوظيفة، الآباء والأمهات والمربون يجب أن يربوا أطفالهم منذ البدء بصورة يحسبون أن الحياة نوع من المسؤولية والوظيفة، وعلى هذا الأساس يجب أن يواجهوا الأمور والوقائع. أنتم في البيت والمعلم في المدرسة يجب أن تعينوا له واجبات ووظائف وهو يجب أن يؤدي هذه الأعمال بدون أي توقع وانتظار وتشجيع وتأييد من قبل الوالدين والمربّين.

في المراحل الآتية يجب أن نجعل الطفل يعتقد ويؤمن بأداء الوظيفة إلى حد لا تأثر فيه حالة التأييد والمعارضة ويتقدم الى الامام باعتماد واطمئنان، الفرح والسرور أو الضعف أمام التشجيعات والتأييدات يقلل من صحة العمل وقيمته ويسبب بالتدريج الى تربيته فرداً خطراً للرشوة. وكذلك لا يبعد أن تصل حياة مثل هؤلاء الأفراد إلى المكر والحيلة والخداع.

والخلاصة؛ هي أن التشجيع يجب أن يكون بصورة لا يسبب في سيطرة فكرة التشجيع على قلبه وفكره ولا يمنعه عن أداء وظيفته: على حد قول علماء النفس، التشجيع يجب أن يكون له اتجاه نفسي ويسبب اقناعه النفسي والداخلي لا الخارجي.

المربي العارف والجيد يعرف أن هذا ليس بصحيح أن يطلب الطفل لأجل العمل الذي يعمله شيئاً في مقابله. بعض الآباء والأمهات عودوا أطفالهم على طلب المكافأة في مقابل كل عمل، ولو كانت هذه المكافأة قبله من الأب والأم.

الأصل في الحياة هو أن الطفل يتعلم على الاستمرار في أداء وظيفته ويصدر عنه سلوكاً طبيعياً. كل من يعمل عملاً صحيحاً فأنه يشجع ويقدر من قبل الآخرين. وسوء الأستفادة من التشجيع أمر شنيع إلا لأجل هداية الفرد الى الطريق القويم أو سعي المربي لأجل تعويد الطفل على سلوك مطلوب.

يجب أن نتعامل ببرود مع الطفل الذي تعود بسبب العادات الخاطئة من قبل الوالدين والمربين على أن يطلب شيئاً أو مكافأة في مقابل العمل الذي يؤديه ويجب أن لا نعتني إليه في الموارد التي تقتضي ذلك. حتى يعرف أن نظام الرشوة قد زال.

يجب أن نعلّمه ونعرّفه على وظيفته ويجب أن نطلب منه عدم نسيان أصل وظيفته.

طلب التشجيع والتأييد من قبل الآخرين نوع من عدم الاعتماد على العمل والسعي الذي يؤدّيه، وتكون خطيرة على الوحدة والصداقة، ومثل هذا الفرد لا يتوفّق في حياته المستقبلية.

موارد الاستفادة من التشجيع

لأجل الاستفادة بصورة مؤثرة من التشجيع في التربية، نستطيع أن نذكر موارداً أهمها ما يلي:

ـ الانتفاع من التشجيع لأجل توجيه الطفل الى الهدف المقصود الذي يقع في مدى نظر الآباء والمربين.

ـ تشجيع الطفل وترغيبه على أداء العمل الذي يصاب بالترديد في أدائه.

ـ تقوية السلوك الحسن عند الطفل، بصورة يكون طالباً وراغباً على استمرار ذلك العمل.

ـ تحريض الطفل واجباره على تكرار سلوك، عمل، قول و...

ـ اصلاح سعي الطفل وعمله الذي يؤديه وهو ضروري لحياته الحالية أو المستقبلية.

ـ التمهيد لأجل تعلم كيفية الحياة وايجاد الخصال العقلائية الفردية أو الاجتهادية.

ـ ايجاد التحرك في جسم الفرد بقصد تعلم يديه وأعضائه على العمل وتعويدها على ذلك.

ـ اعلام التأييد لأجل العمل الذي عمله وبقصد اعلامه أن ما فعله كان صحيحاً وعملاً صواباً.

ـ أعطاءه أجراً ومكافأة على عمله الذي صدر منه وكان حسناً.

ـ تقديره لأجل العمل الذي صدر منه ولم نكن نتوقع صدوره منه.

مقدار التشجيع

يقول علماء التربية، أن التشجيع للطفل يجب أن يكون له حد ومقدار وبرعاية هذين الأمرين لا نقع في الأفراط والتفريط. الامتناع عن التشجيع في الموارد الضرورية يسبب اليأس وعدم الجد في اداء الأعمال، وبعد ذلك لا نستطيع أن نحوله ونحرضه على الأعمال المهمة الأخرى. الأسراف في التشجيع أيضاً يسبب التمهيد الى الآمال الوهمية الزائدة والارتشاء وسوء الفهم.

لأجل معرفة مقدار وحدود التشجيع، يجب أن ننتبه الى الموارد التالية:

ـ يجب أن يكون التشجيع بمقدار لا يفقد أثره ولا يصل إلى درجة يكون عدمه ووجوده سواء عند الطفل. يجب أن نجعل رغبة الحصول على التشجيع حيّة فيه.

ـ يجب ان لا يكون التشجيع بمقدار يساوم الطفل لأجل الحصول اليه ويتكلم عن قلة وزيادة المكافأة والتأييد والتشجيع.

ـ لا يجب أن يكون التشجيع بصورة يتسم بالرشوة ومثلاً يربط الطفل بين التشجيع ودراسته وذهابه الى المدرسة والدرس ويقول أن لم تعطني مكافأة أو أن لم تشتري الشيء الفلاني فلا أكتب واجباتي.

ـ يجب أن لا يكون التشجيع بصورة يجعل الطفل فيها يعيش الأمل دائماً، حتى أن لم يقل بلسانه. فيتوقع ذلك في نفسه.

ـ يجب أن لا يكون التشجيع بصورة يولّد عادات سيئة في الطفل ويجعله يعيش الأمل الكاذب.

ـ يجب أن يكون التشجيع متناسباً مع العمل بصورة يختلف التشجيع في الأعمال الكبيرة والصغيرة، المهمة وغيرها.

ـ يجب أن يكون التشجيع بصورة يستطيع المربى فيها أن يهيئ المكافأة والأجر المناسب الى الخطوات المهمة التي يجب أن يخطوها فيما بعد.

ـ يجب الانتباه في التشجيع الى الشرائط والتيارات الاجتماعية حتى لا يتوهم الطفل أنه يختلف عن الآخرين وأعلى منهم، يجب أن يكون توافق وتطابق بين البيت والاجتماع من هذه الناحية.

الموارد المهمّة في التشجيع

هناك موارد يكون التشجيع فيها ضروري ويجب أن يكون مقداره أكثر من الحد المتعارف السابق ويزيد عليه.

ـ في الموارد التي يؤدي الطفل فيها عملاً مهماً، العمل الذي بحسب المعمول والمتعارف لم نكن نتوقعه من الطفل.

ـ عندما يتقبل الطفل عملاً كان يجب أن يعمله أفراداً آخرين يؤديه بقصد القربة وبدون أي توقع.

ـ عندما يتقبل وظيفة بدون جلب انتباه الآخرين أو بدون التوجه الى هذا الأمر، أن شخصاً يرى عمله وسلوكه ويؤدّيه ولا يكون فيه تظاهر ورياء.

ـ في الموارد التي استطاع أن يكسب فيها فخراً لنفسه ومجتمعه، أو أمر لا نتوقعه من الأفراد المشابهين له.

ـ في الموارد التي يصاب الطفل فيها بصدمة نفسية ويجبن ويحتاج إلى العطف لأجل القيام مرة أخرى، تشجيعكم في هذا المجال مفيد جداً.

ـ الطفل الذي كان قد تعود على الكسل والتكاهل لمدة طويلة وفجأة ظهر تغير ولمعان مهم في حياته. في تلك الحالة يجب أن نشجعه حتى يحتفظ بحرارته وتحركه ويستمر في طريقه.

ـ وأخيراً، الطفل الذي كان مورداً للملامة والتحقير والخجل وهو عرضة لليأس وفقدان القدرة على الحركة للعمل

في هذه الموارد والموارد الأخرى التي يرى المربي أنها مفيدة لأجل التقدم والرشد وسلامة الطفل. يجب أن نشجعه حتى تزداد شدة عمله وجهده. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.