أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/12/2022
1160
التاريخ: 12-3-2016
9389
التاريخ: 2023-02-22
1026
التاريخ: 2023-02-22
1550
|
مكانة الجغرافيا بين العلوم : يقتضي منا تناول بعض المفاهيم التي توضح "مكانة الجغرافيا بين العلوم وعلى النحو الآتي:
علمية الجغرافيا: يمكن القول أن "العلم" في أبسط تعريف له هو "البحث عن الحقيقة" ووفق هذا المفهوم هل الجغرافية علم؟ وهل بإمكانها البحث عن الحقيقة؟ وهل تنفرد عن غيرها في أسلوبها ومنهجها للوصول إلى الحقيقة؟
يرتبط الكشف عن الحقيقة الجغرافية، في أن الجغرافيا تدرس حشدا من "الجغرافيا . الظواهر والأشياء المختلفة المتداخلة في المناطق فالتعريف الذي يدعي أن هي ما يعمله الجغرافي" أوضح وأبسط دليل على شمولية مادة هذا الموضوع. فيرى الكزندر (Alexander) بأن ميزة الجغرافيا ليست "بماذا " تدرس بقدر "ما كيف" تدرس؟ ويقول جيمس (James) إن الجغرافيا في الحقيقة تتناول كل شيء على وجه الأرض ).
حيث أن أية ظاهرة كانت طبيعية أو حياتية أو حضارية موزعة بدون انتظام على الأرض يمكن أن تدرس بالطريقة الجغرافية .وهذه الطريقة يمكن تطبيقها على الظواهر المادية وغير المادية إذا أمكن قياسها وتحديد موقعها وننطلق في ذلك من أن المكان أو المجال الجغرافي هو سطح الأرض بأشكاله المختلفة أو أي جزء من سطح الأرض، صغر أم كبر، فهو مجال مادي، ومحسوس، ومترابط، ومتنوع، ومتحرك. فالجغرافيا علم ديناميكي لم يقصر همه على الإنسان وأثره على البيئة ولا على البيئة وأثرها على الإنسان فقط. إن ما يميز الحقيقة الجغرافية عن الحقائق للعلوم الأخرى، أنها تأخذ المكان كعنصر اساسي في الكشف عن هذه الحقيقة سواء كان بصفة التشابه والتباين لمجموع الظواهر التي تتناولها الجغرافية.
ويذكر لنا هوستون (Housto) وفريمان (Freeman) رأيهما في علم الجغرافيا وكذلك هارتشون Hartshorn وهو إن الجغرافيا ليست حصيلة لجمع المعلومات عن سطح الأرض ولكنها أعمق بكثير عن مجرد عملية الجمع. بل هي علم يستهدف النتائج الأصيلة التي تتماشى مع المفهوم المتطور الحديث، وبذلك تشمل توزيع الظواهر وتعليلها وكذلك ربطها الذي يستهدف تحديد العلاقات بين ظاهرة جغرافية وظاهرة جغرافية أخرى ).
ثم يعزز هذا المفهوم بالتحليل الذي يقصد به تفسير هذا التوزيع، والتعليل في حد ذاته ليس غاية بل هو وسيلة يلجأ اليها الجغرافي لكي يخرج بنتائج معينة وصولاً إلى الحقيقة العلمية. كما يلتزم الجغرافي بعد ذلك بالربط الذي يستهدف تحديد العلاقات بين ظاهرة جغرافية وظاهرة جغرافية أخرى. وقد يكون تحديد العلاقات بين ظاهرة جغرافية طبيعية وظاهرة جغرافية بشرية مثلما يكون بين ظاهرتين طبيعيتين أو ظاهرتين بشريتين، وتمخض هذا الأسلوب العلمي عن نتائج أخرى، ويكسب الباحث قدرة على تقدير وقياس وتسجيل معاملات الارتباط بين الظواهر.
ومن الباحثين الجغرافيين من يؤكد إن الجغرافيا وأن كانت تتبنى الطريقة العلمية في البحث والاستنتاج، الا أنه لا يمكن اعتبارها علما مستقلا وموضوعياً كبقية العلوم، لأن ذلك يعني أن تكون لهذا العلم حقائق خاصة به وقوانين معينة تحكم سلوك هذه الحقائق وهذا مناقض للحقيقة. إذ أن الجغرافيا لا تملك حقائق خاصة بها، وإنما هي تشمل حصيلة ابحاث العلوم الأخرى المتعددة وتحاول فحصها لا بشكلها المجرد ولكن عن طريق علاقاتها وارتباطاتها المكانية لنرى مدى انسجامها وصحة موقعها. أي أن الجغرافيا لها وجهة نظر خاصة تتحدد بنوع العلاقة ونوع الموضوع الذي يقوم الجغرافي بدراسته، فالحقائق الجغرافية أن صحت هذه التسمية ما هي إلا عبارة عن كل شيء يوضح ظاهرة ما أو ظواهر موزعة توزيعا متباينا.
ويؤكد الباحث موقفه هذا أيضا من أن الجغرافيا لا يمكن اعتبارها علما محضا وذلك لأن الإنسان وأعماله وجهوده تكون الشق الثاني الذي له نفس أهمية الناحية الطبيعية في دراسة البيئة الجغرافية، ففي الوقت الذي يقوم به الجغرافي بمعالجة مواضيع علمية مجردة فأن ذلك ليس غاية بحد ذلك، وانما يتم ذلك بما له علاقة بسطح الأرض باعتباره موطن الإنسان.
كما أن هناك محاولة إصلاح أخرى للجغرافيا كانت مرفوعة الرغبة في جعل الجغرافيا علما محضاً. فالعلم يتطلب التعامل مع الظواهر القابلة للملاحظة (Observable Pheomena فعلى الجغرافيا لكي تكون على بغيتها في اللاندسكيب المرئي Visible Landscape) وإذا ما زعم بأن بعض الاشياء يمكن ملاحظتها لكنها غير منظورة، فعلى الجغرافيا أن تحصر نفسها في الأشياء المادية، ففي الامكان رصد الاشياء المادية وقياسها بشيء من الدقة واليقين، على العكس من الظواهر غير المادية.
ورغم وجود النقاش بين الجغرافيين فيما إذا كانت الجغرافيا كبقية العلوم الأخرى تستطيع أن تكون قوانين ومفاهيم عامة ونظريات لكي يمكن أن توصف كعلم. أما أنها تهتم بمعالجة عدد لا حصر له من الحالات الفردية الخاصة التي قد لا يمكنها من التوصل إلى مفاهيم ونظريات علمية؟ يرى هارتشون بأن هذه المشكلة بالذات ليست مقتصرة على الجغرافيا وحدها.
إن تركيز الجغرافيا على المكان بخصائصه وجزئياته أبقى الجغرافيا كحقل معرفي في حيز الخاص" بينما طموح العلم وكل علم هو أن يكون علم "العام" أي أن يتمنطق بقوانين علميه عامة.
ولكن السؤال إذا كانت الجغرافيا هي علم "الخاص" هل تنتفي عنها صفة العلمية؟
هذا التركيز على "الخاص" يعلق عليه جمال حمدان بقوله : والجغرافيا لا تدري لسوء الحظ او حسنه، علم الخاص (Specific) لا العام (Generis) أو بلغة الفلاسفة علم تصويري (diographic) أو بلغة مبسطة علم المتفرد المتوحد (Suegeneris, unique لا النمطي المتكرر ).
ثم يضيق إن الجغرافيا ليست علماً تعقيديا" أي ليس لها قواعد وقوانين عامة. فالإقليم لا يكرر نفسه" بمعنى آخر لا يوجد في الجغرافيا نموذج Modele" قابل للتعميم في كل مكان وزمان ، فالأرض مختلفة وما على الجغرافيا إلا أن تطاع وترصد وتدرس اختلاف الاراضين هذا كل شيء فعلمية الجغرافيا تأتي من قدرتها التحليلية المتطورة فهي تهتم بطريقة توزيع ظاهرة ما على سطح الأرض ويكون التأكيد على التخطيط والخريطة وترتيب الظاهرة هندسيا في اطارها المكاني.
إن الجغرافيا كما يؤكد اير.( Eyre) هي التي تهتم بجميع العلاقات التي تؤثر في توزيع وموقع ونظام الكائنات التي تعيش على سطح الأرض) فالجغرافيا تبدأ من حيث إن العلم نفسه ليس شيئاً تجريدياً بل هو سعي الإنسان للمعرفة عن عالمه، وفي هذا العالم تعتبر الأرض بالنسبة للعلم متفردة فوق جميع الوحدات الأخرى، باعتبارها الوحدة التي يعيش فوقها الإنسان.
ومن حقنا أن نسال انفسنا فيما إذا كانت الجغرافيا كما عبر عنها دوغلاس جونسون Douglas Johnson يمكنها بلوغ المكانة العالية التي تحظى بها العلوم. أو أن تقبل بمكانة أكثر تواضعا، وإن كانت مكانة مشرفة ضمن مجموعة المعارف الأخرى كالتاريخ والاقتصاد والاجتماع.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|