أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2022
1548
التاريخ: 4-2-2020
2354
التاريخ: 25/12/2022
1344
التاريخ: 22-1-2020
3095
|
مغزى الجغرافيا - تطور علم الجغرافيا:
تعد الجغرافيا من أقدم العلوم، وخلال تاريخها الطويل تفرعت منها علوم عديدة أصبحت ذات شخصيات مستقلة كعلم طبقات الأرض (الجيولوجيا) وعلم التضاريس (الجيومورفولوجيا ) وعلم المناخ (الكلايما تولوجيا) وعلم دراسة الإنسان (الأنثروبولوجيا) أما الموضوع الأصلي (الجغرافيا) فقد انحصرت بحوثه الخاصة في ناحيتين هما النشرة الأرضية والطبقة الدنيا من الجو، وفي مجالهما ). لقد كان تطور الجغرافيا أحد معالم التطور الحضاري، وتم ملاحظة هذا
التطور في مجموعة حضارات وادي الرافدين ووادي النيل والسند والصين وفي انجازات الإغريق والرومان وفي أفكار العرب والمسلمين. ألا أن الانجازات للإغريق والرومان والعرب المسلمين مثلاً تعد اللبنة الأولى في صرح التحولات الجغرافية التي طرأت بعد حين والتي انطلقت نحو أهداف واهتمامات ومناهج جديدة.
ففي زمن الإغريق والرومان توسعت المعرفة الجغرافية توسعاً كبيراً مما حمل البعض على اعتبارهم المؤسسين لعلم الجغرافية.
فكلمة جغرافيا ذات أصل اغريقي تتألف من مقطعين معناهما اللفظي وصف الأرض"، وربما كان اراتوستين (276ق.م (192ق.م) هو أول كاتب إغريقي استعمل مصطلح "جغرافيا" ولكن يبقى بأن المفكرين الإغريق لم يبدؤوا من الصفر، بل تأثروا بأفكار وجغرافية الحضارات التي سبقتهم، ولاسيما حضارات مصر وبابل وأشور وغيرها التي كانوا على صلة بها والتي اقتبسوا منها في بداية نهضتهم الشيء الكثير في مختلف حقول المعرفة.
وفي هذا الاتجاه يقول جورج سارتون في مقدمة كتابه تاريخ العلوم : "انه لمن سذاجة الأطفال أن نفترض أن العلم بدأ في بلاد الإغريق. لأن المعجزة اليونانية سبقتها آلاف الجهود العلمية في مصر وفي بلاد ما بين النهرين أما العلم اليوناني فكان أحياء أكثر منه اختراعا.
ويعد أرسطو الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد بحق واضع "الجغرافيا" على أساس علمي وهو أول من قال بكروية الأرض، وجاء من بعده ايراطستين فقدر حجمها، وقد بين أرسطو أيضاً أن الدنيا المسكونة في عصره لم تكن إلا جزءاً يسيراً من سطح الأرض، وإذا كان ارسطو هو واضع الجغرافيا الرياضية (الفلكية) فأن استرابو الذي ولد في سنة (50ق.م) وتوفي في (24) ميلادية يعد واضع الجغرافية الإقليمية والسياسية.
كما أن اسم "جغرافيا" ظهر لأول مرة كعنوان كتاب لبطليموس الاقلودي، وكان معناه آنذاك يدل على رسم خريطة العالم، وإن هذا الاسم كان يحتوي على المعلومات الرياضية التي تتحكم في رسم خريطة العالم وشكل الأرض وما بعدها، وبعد توسع اليونان في البحر المتوسط واتصالهم بشعوب مختلفة تحولت مادة الجغرافيا إلى النواحي الوصفية العامة، كما فعل هيرودوتس (Hradatus) وسترابو (Strabo) (63 ق.م – 36م) وغيرهم.
أما الجغرافيا عند العرب، فقد مثلت الفترة ما بين القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) وأوائل القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) قمة ما وصلت إليه الجغرافية العربية والإسلامية من ازدهار. وكان على رأس مؤلفي هذه الفترة ابن خرداذبة واليعقوبي، والبلخي والاصطخري، وابن حوقل والمقدسي والمسعودي والادريسي وغيرهم. حيث كانت كلمة "الجغرافيا" في دلالتها عند العرب تعني "البلدان" و "المسالك والممالك" للدلالة على هذا العلم في بادئ الأمر فمثلاً أخرج اليعقوبي كتابا بعنوان جديد هو كتاب "البلدان" وذلك سنة 266هـ، وقد ذكر فيه ان من زمن تأسيس سر من رأى إلى وقت كتابته خمساً وخمسون سنة أي (55سنة) منذ 211هـ وقت تأسيس سر من رأى أصبح لدينا عنوان " "المسالك والممالك" وعنوان "البلدان" ويدل كل منهم على علم الجغرافيا كما عرفه العرب.
لقد ظهرت مدرسة البلدانيين التي تختص بوصف الأقاليم المختلفة . مع رسم خرائط توضيحية لكل إقليم. ومن هذه المدرسة يمكننا أن نذكر اسماء لامعة كالاصطخري المتوفي 340هـ والمسعودي المتوفي 245هـ ، وابن حوقل المتوفي بعد سنة 367هـ ، والمقدسي المتوفي بعد سنة 378هـ ، والادريسي المتوفي سنة 560هـ /1166م ، وأبو الفداء المتوفي سنة 732هـ / 1231م، أما ابن خلدون (1330م - 1406م) فأنه اتبع اتجاها جديدا في دراسته العامة حين حاول تعليل السلوك البشري على ضوء الظروف البيئية. كما أن مقدمته غنية بالأفكار الأصيلة التي تحلل نشوء المدن وتطورها وتصنيفها حسب وظائفها وله عدة آراء في الدولة ونشؤها وسلوكها وتدهورها.
لقد كان للعرب فضل في علم الجغرافيا وتقدمها فهم بعد أن نقلوا عن اليونان وغيرهم الكتب الجغرافية وتوسعوا في مباحثها زادوا عليها ما شاهدوه اثناء خوضهم البحار وارتيادهم الاقطار.
ويقع التقدم الذي حققه الجغرافيون العرب ضمن أربعة حقول :
1- الجغرافية الفلكية والرياضية.
2- الجغرافية الطبيعية.
3- الجغرافية الوصفية أو جغرافية البلدان.
4- الخرائط.
ونتيجة لهذا التقدم الذي حققه الجغرافيون العرب فقد غطت نتاجاتهم من الكتب الجغرافية الوصفية ما يأتي:
1- وصف المدن وصفاً دقيقاً مفصلاً مع نبذة عن تاريخها ونباتها وسكانها وأهم آثارها.
2- دراسة طرق المواصلات من حيث اتجاهاتها، والمدن التي تقع عليها والمسافات التي تفصل بين هذه المدن، ومدى درجة الأمن فيها.
3- الاهتمام ولكن بدرجة أقل بوصف الظواهر الطوبوغرافية والتركيز بصورة خاصة على مجاري الأنهار والبحار والبحيرات.
4- الاهتمام بذكر الزراعات والمعادن والأحوال الاقتصادية.
5- سرد المعلومات التاريخية المتعلقة بالبلدان والمدن وحكامها. وتشمل المعلومات التاريخية عادة الحديث عن سكان البلاد واديانهم ومذاهبهم وعاداتهم وتقاليدهم.
هذا الازدهار الجغرافي في جانب منه كان نتيجة لاتساع رقعة الدولة العربية الإسلامية والحاجة إلى معلومات جديدة عن البلدان التي تقع تحت رايتها. إلا أن هذه المعرفة الجغرافية قد فقدت اصالتها منذ القرن السادس الهجري بتفكك الدولة وانحلالها سياسياً وازدهرت بدلاً عنها الرحلات وهي ذات صفة اخبارية. وتعتبر رحلة ( ابن جبير) افضل نموذج لهذا النمط من الكتابة الجغرافية في ذلك الوقت، وكذلك رحلة (ابن بطوطة) التي تفوقت عليها في المعلومات. ومنذ القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) بدأت شمس الجغرافية العربية الإسلامية بالأفول.
وفي القرن التاسع عشر ظهرت عدة مدارس تهتم بالجغرافية الحديثة كالمدرسة الألمانية والانكليزية والفرنسية والأمريكية والروسية. ولكل من هذه المدارس وجهة نظرها وفلسفتها وروادها في هذا العلم وطرقه, فالجغرافيا كعلم حديث لم ينشأ الأخلال الفترة من( 1750-1850) وذلك بالمساهمة الفعالة التي ابداها كل من همبولت(Humboldt)(1769- 1859م), وريتر (Ritter) (1779-1859م), في المانيا لهذا الحقل من حيث مادته وطرقه، إذ تحولت الجغرافيا من تكديس وجمع المعلومات الوصفية العامة عن الطبيعة والبشر إلى حقل فلسفي يعتمد على الملاحظة والتحليل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|