أولاً) التطور التاريخي للتأجير 

التأجير ليس وليد الساعة ، فهو تاريخياً يمتد منذ تاريخ الفراعنة ، وفي العراق منذ آلاف السنين كانوا يعملون في التأجير مثل تأجير الأراضي الزراعية والمعدات الزراعية ، وفي نفس الوقت التأجير معروف في الاقتصاد الإسلامي، ويستند التأجير حالياً بمجمله الى التجربة الغربية ، ولكن في واقع الأمر كان موجوداً في الاقتصاد الإسلامي شيء اسمه الإجارة ، والإجارة التي تفضي الي التملك. 

فبالرغم من الاعتقاد على إن التأجير كتقنية تمويل معاصرة في أغلب الأحيان ، فإن هناك إشارات دلت على إن صفقات التأجير حدثت تقريباً في 3000 قبل الميلاد ، عندما أستأجر المزارعون السومريون الأدوات من كهنة المعبد . وتمتلك أساسيات التأجير تغيراً قليلاً منذ ذلك الوقت. 

فالتأجير له جذوره في العصر القديم . حيث عمل السومريون على تأجير الأعمال المماثلة بحدود 3000 قبل الميلاد. وكان أول عمل للتأجير يتعلق بالأصول القانونية من بلاد بابل والمؤرخة 1700 قبل الميلاد تقريباً . وقد ذكر أرسطو بأن الثروة توجد بالأحرى عند الاستخدام كما في الملكية.  

حتى القرن التاسع عشر ، إن مسألة تأجير العمل المماثل قد تلاشت مراراً وتكراراً وتم وضع هذا العمل كجزء كبير في مجال الملاحة ، حيث رافعات التحميل ، والمراسي أو حتى سفن كاملة للتأجير . ومع بداية التصنيع ، ازداد معنى التأجير بشكل خاص في بريطانيا والولايات المتحدة. 

تعتبر السنة 1877 كولادة لتأجير منتج تمويلي حديث . في هذه السنة بدأت (شركة الهاتف Bell في الولايات المتحدة الأمريكية ) لتأجير هواتفها وليس لبيعها . وفي منتصف العشرينات تلت ذلك الشركات الأخرى مثل IBM .

كما استنتج بأنه في 1933 كانت أول عملية تأجير للشاحنات . وكان سبب العرض الصغير خلال الحرب العالمية الثانية هو تأجير السيارات والعربات المجربة العملاقة الصعود. وكانت نقطة بداية هذا التطور أيضاً هنا مرة أخرى في الولايات المتحدة ، عندما عرضت شركة تابعة من مجموعة شركة موترز Geeral Motors Group في 1942 التأجير على أساس نظامي.

وقد ولدت فكرة التأجير كمصدر للتمويل في صورتها الأصلية المعروفة باصطلاح (leasing) في الولايات المتحدة لدى أحد رجال الصناعة الأمريكية وهو السيد poth حيث كان يمتلك مصنعاً صغير الحجم لإنتاج بعض المواد الغذائية المحفوظة ، وأثناء الحرب الكورية عام 1950 تقدمت القوات المسلحة الأمريكية الى السيد poth بطلب توريد كميات كبيرة من الأغنية المحفوظة تفوق القدرة الإنتاجية لمصنعه ، فلم يكن يمتلك المعدات اللازمة لتلبية الصفقة المعروضة عليه ، كما لم تتوفر لديه الأموال اللازمة لشرائها . ومن فرط رغبته في تلبية الصفقة المعروضة فقد فكر في دراسة تأجير المعدات اللازمة لإنتاج المواد الغذائية المطلوبة بدلاً من شراءها ، وعكف على دراسة هذه الفكرة .

وبالرغم من إن السيد poth لم يعثر على مؤجر للمعدات المطلوبة إلا إنه اكتشف من خلال الحسابات التي عكف على دراستها إن احتراف تأجير المعدات الإنتاجية  للمستودعات الاقتصادية يمكن أن يكون مصدراً للأرباح الطائلة ، فأقنع مجموعة من أصدقائه وتم تأسيس أول شركة للتأجير التمويلي في الولايات المتحدة سنة (1952).

إن إنشاء شركة تأجير الولايات المتحدة (United States Leasing Corporation USL) في سان فرانسيسكو في 1952 . حيث تعتبر USL من الناحية التاريخية كأول شركة تأجير . بعد ذلك أنشأت شركات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية . كانت الشركات الأولى ناجحة جداً وذات نمو سريع . لذا وجدت هذه الفكرة مقلدين في البلدان الأخرى ذات التوجه نحو السوق الحرة . من هنا يتضح إن الصورة الجديدة التي يعرف بها الآن التأجير لم يبدأ إلا في سنة 1952 في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الحرب الكورية منتظراً عشر سنوات ليعبر المحيط نحو أوربا . 

في 1962 تكونت عدة شركات في ألمانيا منها ) ( (Deutsche Leasig GmbH  Maschinen-Miete GmbH ) (Deutsche Anlagen-Leasing GmbH) و (Mietfinanz GmbH) .