المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الغضب لله تعالى
18-10-2018
القران والروايات يعترفان بوقوع التحريف اللفظي في القرآن الكريم
12-1-2017
حلم الامام الباقر
22-8-2016
تجهيز الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وتشييعه ودفنه
18-6-2022
جهد الامتزاز adsorption potential
13-10-2017
Peter Ramsay
7-5-2017


من التراث الفقهي للإمام الباقر ( عليه السّلام )  
  
1704   03:40 مساءً   التاريخ: 20/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص230-234
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /

وتحدث الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) عن حكم القتال والحرب في الإسلام حينما سأله رجل من شيعته عن حروب الامام أمير المؤمنين علي ( عليه السّلام ) فقال له :

« بعث اللّه محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) بخمسة أسياف : ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وسيف مكفوف ، وسيف منها مغمود ، سله إلى غيرنا ، وحكمه إلينا .

فأما السيوف الثلاثة الشاهرة : فسيف على مشركي العرب ، قال اللّه عز وجل :

فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ[1]  فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ[2] هؤلاء لا يقبل منهم إلّا القتل أو الدخول في الإسلام ، وأموالهم فيء وذراريهم سبي على ما سن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فإنه سبى وعفا ، وقبل الفداء .

والسيف الثاني : على أهل الذمة قال اللّه سبحانه وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً [3] نزلت هذه الآية في أهل الذمة ، ونسخها قوله : قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ[4] فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل ، وما لهم فيء ، وذراريهم سبي ، فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم ، وحلت لنا مناكحهم[5] ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ، ولم تحل لنا مناكحتهم ، ولم يقبل منهم إلا دخول دار الإسلام والجزية أو القتل .

والسيف الثالث : على مشركي العجم كالترك والديلم والخزر ، قال اللّه عزّ وجلّ : في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ، ثم قال : فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها[6].

فأما قوله : فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ يعني بعد السبي منهم « وأما فداء » يعني المفاداة بينهم ، وبين أهل الإسلام ، فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام ، ولا يحل لنا نكاحهم ما داموا في الحرب .

وأما السيف المكفوف : فسيف على أهل البغي والتأويل قال اللّه : وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ[7] فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ان منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسأل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) من هو ؟ فقال : خاصف النعل - يعني أمير المؤمنين - وقال عمار ابن ياسر : قاتلت بهذه الراية مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ثلاثا[8] وهذه الرابعة واللّه لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر[9] لعلمنا أنا على الحق ، وانهم على الباطل ، وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) مثل ما كان من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في أهل مكة يوم فتحها فإنه لم يسب لهم ذرية ، وقال : من أغلق بابه فهو آمن ، ومن القى سلاحه فهو آمن ، وكذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : يوم البصرة نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية ، ولا تدفّفوا على جريح[10] ولا تتبعوا مدبرا ، ومن أغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن .

والسيف المغمود : فالسيف الذي يقام به القصاص قال اللّه عزّ وجلّ : النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ[11] فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا .

فهذه السيوف التي بعث اللّه بها محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) فمن جحدها أو جحد واحدا منها وشيئا من سيرها فقد كفر بما انزل اللّه تبارك وتعالى على محمد نبيه »[12].

واستمد فقهاء المسلمين الاحكام التي رتبوها على قتال أهل البغي من سيرة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) في حرب الجمل ، كما أخذوا عن أئمة الهدى ( عليهم السّلام ) الكثير من الاحكام في هذا الباب .

المسح على الخفين :

وجوّز فقهاء المذاهب الإسلامية المسح على الخفين في الوضوء ، ولم يشترطوا مماسّة اليد لظاهر القدمين[13]. وأمّا أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) فقد اعتبروا المماسّة واشترطوها ولم يسوغوا غيرها ، يقول الربيع : سألت أبا إسحاق عن المسح ، فقال : أدركت الناس يمسحون - يعني على الخفين - حتى لقيت رجلا من بني هاشم لم أر مثله قط يقال له : محمد بن علي بن الحسين فسألته عن المسح ، فنهاني عنه ، وقال : « لم يكن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) يمسح ، وكان يقول : سبق الكتاب المسح على الخفين »[14].

لقد دل الكتاب العظيم على اعتبار المماسة إذ قال تعالى : وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ والآية ظاهرة أشد الظهور فيما حكم به أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

مس الفرج لا ينقض الوضوء :

وذهب الشافعي إلى أنّ مسّ الفرج من نواقض الوضوء ، وتمسّك بذلك بما روي عن ابن عمر وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وعائشة وسعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار من أن مسّ الفرج من نواقض الوضوء . أما الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) وسائر أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) فإنهم لا يرون ذلك ، فقد روى زرارة عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) أنه قال : « ليس في القبلة ولا المباشرة ، ولا مس الفرج وضوء »[15].

الجهر في صلاة الاخفات :

وذهب فقهاء المذاهب الإسلامية إلى أن الجهر في صلاة الإخفات أو الإخفات في صلاة الجهر متعمدا غير مبطل للصلاة ، أما في فقه مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) فإنه مبطل للصلاة ، فقد روى زرارة عن الامام أبي جعفر ( عليه السّلام ) في رجل جهر فيما لا ينبغي الاجهار فيه أو أخفى فيما لا ينبغي الإخفاء فيه ، فقال ( عليه السّلام ) : « إن فعل ذلك متعمدا فقد نقض صلاته وعليه الإعادة ، وإن فعل ذلك ناسيا أو ساهيا أو لا يدري فلا شيء عليه وقد تمّت صلاته »[16].

الصلاة على آل النبي في التشهد :

وذهب أكثر فقهاء المسلمين إلى وجوب الصلاة على آل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في التشهد ، وقد روى جابر الجعفي عن الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) أنه قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « من صلى صلاة لم يصلّ فيها عليّ ، ولا على أهل بيتي لم تقبل منه »[17].

هذه نماذج من المسائل الفقهية الكثيرة التي تكلّم عنها الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) .

 

[1] التوبة ( 9 ) : 5 .

[2] التوبة ( 9 ) : 11

[3] البقرة ( 2 ) : 83 .

[4] التوبة ( 9 ) : 29 .

[5] في التهذيب والكافي « مناكحتهم » .

[6] محمد ( 47 ) : 4 .

[7] الحجرات ( 49 ) : 9 .

[8] الثلاث : التي قاتل مع تلك الراية الصحابي العظيم عمار بن ياسر هي : يوم بدر ويوم أحد ويوم حنين ، وكان يتزعم تلك الحروب أبو سفيان عميد الأمويين

[9] هجر : - بالتحريك - بلدة باليمن ، كما إنها اسم لجميع أرض البحرين .

[10] لا تدففوا على جريح : أي لا تجهزوا عليه .

[11] المائدة ( 5 ) : 45 .

[12] تحف العقول : ص 288 - 290 ، ورواه الكليني في فروع الكافي ، والشيخ الصدوق في الخصال ، والشيخ الطوسي في التهذيب .

[13] الخلاف : 1 / 18 .

[14] روضة الواعظين : 243 ، وهذا النصّ يفيد أنّ الكتاب لا يوافق المسح على الخفّين .

[15] الخلاف : 1 / 23 .

[16] المصدر السابق : 1 / 130 .

[17] الخلاف : 1 / 131 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.