المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



القناعة في الحب  
  
2103   10:33 صباحاً   التاريخ: 24/10/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص65 ــ 66
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 2211
التاريخ: 13-1-2016 2681
التاريخ: 2024-09-25 651
التاريخ: 2023-11-22 1590

هل ينطلق الحب من القناعة؟ بلا شك كل الذين مروا بهذه التجربة او حتى أولئك الذين لم يمروا بعد سيقولون نعم، لكن ليست المشكلة في هذه الـنعم. انما المشكلة في القناعة نفسها، فهل حقاً حين يرتبط الرجل بالمرأة اول الارتباط كان عن قناعة حقيقية؟ وهل للمرتبط ان يحلل هذه القناعة ويضبطها؟ ان استطاع الشاب ان يضع الخطوات الجادة قبل الارتباط وان الهدف الحقيقي من ارتباطه هو كذا وكذا. بلا ريب ستكون هنالك قناعة جيدة وعلاقة مبنية على تخطيط وليس على الغريزة او الفوضى او الرغبة في الحب والارتباط، واذا تأملنا في الدين نجد ان العلاقة يضعها في نتيجة صحيحة ويحسم الامر، بعد ان يضع مقدمات من القبول والسؤال عن من يريد ان يرتبط بها الانسان، وعن أهلها وخلقها ودينها، ويحق له ان يتحدث معها ويستكشفها حتى لا يقع في التدليس كما هو مذكور ومعروف في كتب الفقه، وينتهي بالأمر الى الزواج، الذي جعله الدين الغاية من ارتباط الرجل بالمرأة وهو النتيجة الواقعية حتى لمن لا يؤمن بالدين، فالزواج رباط مقدس جعله اللَّه بين الزوجين لتنتظم به الحياة البشرية وهو في الوقت نفسه ميثاق وشركة بين طرفين(1)، ويكاد يتفق اغلب من يبحث عن الارتباط الجاد ان النتيجة هي الزواج والاقتران، لكن المرء لا يسلك سبيل العقلانية والرشد منذ اول الامر، بل يغفل ويتذكر ذلك بعد فتوات الأوان، واذا تولدت القناعة الزائفة ستكون نتيجة العلاقة زائفة ومدمرة للطرفين، ومجرد حصول الغرض يزول الارتباط ويبدو امراً طبيعياً جداً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحوث فقهية: الشيخ حسين الحلي، ص183. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.