المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

اهم مميزات المنتجات الزراعية العضوية
24-4-2018
أساليب إدارة المناقشة
1/11/2022
DISCOVERY OF THE ATOMIC NUCLEUS
26-11-2020
فطر السكريات Zuckerpilz
8-10-2020
زياد مولى جعفر
7-9-2017
الترويــــج
20-3-2016


ماذا نعمل لكي نرسخ العقيدة  
  
1574   03:24 مساءً   التاريخ: 10/10/2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص21 ــ 23
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الإنسان لكي يتحرك نحو هدف معين لابد أن تتوفر لديه الدوافع المناسبة لذلك التحرك وهذه الدوافع لابد أن تكون وراءها قناعة عقلية وإيمان راسخ بجدوى ذلك التحرك وفائدته وعندما تكون تلك القناعة والعقلية مرتبطة بالله تعالى أو بشريعته الخالدة تحتاج من الإنسان أن يبحث عن الأساليب الصحيحة والموضوعية التي ترسخ عقيدته بخالقه وشريعته حتى ينطلق انطلاقة سريعة وبدون تردد نحو التطبيق وبإيمان وقناعة.

وهناك إيمان بوجود الله ومعرفته يحصل عليه الإنسان عن طريق البحث والتفكر في عجائب صنعه من سماوات وأرضين ومخلوقات ودقة النظام الذي يسير عليه الوجود من أصغر ذرة فيه إلى أكبر مجرة في الماء بحيث لو حدث اختلاف بمقدار شعرة في حساب المكان والزمان لاختل النظام، ولو أمعنت النظر في واحدة من عجائب التدبير الإلهي وهو نظام الزوجية في الكون ابتداءً من الشحنة السالبة والموجبة في الذرة ومروراً بالإنسان والحيوان والنبات وانتهاءً بالكون لاستغنيت عن الاستدلالات العقلية والنظرية في اثبات توحيده تعالى.

هذا وهناك معرفة لله تعالى وهي أسمى وأرقى من الطريقة السابقة وهي المعرفة الفطرية التي تظهر كنوزها عن طريق تهذيب الإنسان لنفسه وتربيته لها حينما يتخلق بالأخلاق الإنسانية من الرحمة والإيثار والكرم والتسامح وحب اخوانه وقضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم وصلة الأرحام وعمل الخير لكل الناس حين ذلك ستصفو مرآة قلبه لأن القلب هو مرآة عاكسة للعلوم الربانية العالية، وباجتماع هاتين الطريقتين سوف يحصل له من الإيمان واليقين ما ينير له الدرب ويحركه نحو الطاعات واجتناب المحرمات حيث قال المسيح (عليه السلام): يا بني إسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من يصعد فيأتي به ولا في تخوم الأرض من ينزل يأتي به ولا وراء البحر من يعبر يأتي به، العلم مجبول في قلوبكم، تأدبوا بآداب الروحانيين وتخلقوا بأخلاق الصديقين يظهر العلم في قلوبكم، ويقول الصادق (عليه السلام)، ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه (بحار الأنوار- المجلد السابع عشر).

ولو استعرضنا أقوال العلماء والمفكرين في الاستدلال والاعتراف بوحدانية الله تعالى لعرفت انهم اجمعوا على الإيمان به ولاسيما العالم داروين الذي كان ينكر وجود الله في أول أمره ولكنه ما لبث أن تراجع عن رأيه وأذعن لوجود الله وآمن به، وهوكان صاحب النظرية المشهورة (أصل الأنواع) أو (التطور)، ونقل عنه الكاتب الأمريكي المعروف (جان كلورمونثا) انه اعترف في أواخر حياته أنه تراجع عن نظريته واعترف بالقوة   الإلهية الأزلية والأبدية، وينقل عنه العالم الألماني (بختر) في كتابه أصل الأنواع انه اعرف في رسائله إلى أصدقائه أن (من الحال على العقل أن ينكر وجود مبدأ مدبر لهذا الكون وهو يرى فيه هذا النظام والتناسق المحيرين)، وسار على نفس المنهج الفيلسوف الألماني الشهير(رتينغ)، اضطر للتسليم والخضوع أمام ضغط الفطرة وألف كتاباً باسم (الدنيا المخلوقة) واعرف أن لهذا العالم خالقاً، وكذلك الحال مع الفيلسوف الانكليزي (رومين) الذي كان من دعاة المادية والإلحاد، اعترف أخيراً وقال: (كل الأسس العلمية والفلسفية التي اعتمدتها سابقاً في مجال وجود العالم من مادة غير مدركة، أسس باطلة، وجود العالم من دون صانع متعال مقتدر حكيم كما يشهد بذلك إحساسي الباطني وتصدقه حكم الوجود محال، وخالق العالم حق، وهذا العالم والفيلسوف الإنكليزي كان يعتبر العالم موجوداً من التركيبات التصادفية للمواد لا غير ولم يكن يعتقد بالله الحكيم المدبر وأمضى تمام عمره في أبحاث الفيزياء والكيمياء حيث يقول في أحد الأيام وكان على فراش المرض جواباً لصديقه الذي سأله بأية نظرية تفكر، يقول: أشكر الله أني لا أفكر بأية نظرية، أنا أسجد أمام عظمة الله وأركع معترفاً بالحق، إني أفكر فقط بالله الذي تشهد بوجوده فطرتي وإحساس وشعوري الباطني وكل أنظمة العلوم، أنا أعرف ربي وأنا مطمئن أنه سيغفر لي تقصيري وزلاتي لعجزي وانكساري وتوبتي) (نقلاً عن كتاب بالفارسية ـ جاهلية وإسلام). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.