أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-23
811
التاريخ: 1-12-2019
11322
التاريخ: 2024-04-24
760
التاريخ: 18/12/2022
1192
|
إن الإنسان لكي يتحرك نحو هدف معين لابد أن تتوفر لديه الدوافع المناسبة لذلك التحرك وهذه الدوافع لابد أن تكون وراءها قناعة عقلية وإيمان راسخ بجدوى ذلك التحرك وفائدته وعندما تكون تلك القناعة والعقلية مرتبطة بالله تعالى أو بشريعته الخالدة تحتاج من الإنسان أن يبحث عن الأساليب الصحيحة والموضوعية التي ترسخ عقيدته بخالقه وشريعته حتى ينطلق انطلاقة سريعة وبدون تردد نحو التطبيق وبإيمان وقناعة.
وهناك إيمان بوجود الله ومعرفته يحصل عليه الإنسان عن طريق البحث والتفكر في عجائب صنعه من سماوات وأرضين ومخلوقات ودقة النظام الذي يسير عليه الوجود من أصغر ذرة فيه إلى أكبر مجرة في الماء بحيث لو حدث اختلاف بمقدار شعرة في حساب المكان والزمان لاختل النظام، ولو أمعنت النظر في واحدة من عجائب التدبير الإلهي وهو نظام الزوجية في الكون ابتداءً من الشحنة السالبة والموجبة في الذرة ومروراً بالإنسان والحيوان والنبات وانتهاءً بالكون لاستغنيت عن الاستدلالات العقلية والنظرية في اثبات توحيده تعالى.
هذا وهناك معرفة لله تعالى وهي أسمى وأرقى من الطريقة السابقة وهي المعرفة الفطرية التي تظهر كنوزها عن طريق تهذيب الإنسان لنفسه وتربيته لها حينما يتخلق بالأخلاق الإنسانية من الرحمة والإيثار والكرم والتسامح وحب اخوانه وقضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم وصلة الأرحام وعمل الخير لكل الناس حين ذلك ستصفو مرآة قلبه لأن القلب هو مرآة عاكسة للعلوم الربانية العالية، وباجتماع هاتين الطريقتين سوف يحصل له من الإيمان واليقين ما ينير له الدرب ويحركه نحو الطاعات واجتناب المحرمات حيث قال المسيح (عليه السلام): يا بني إسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من يصعد فيأتي به ولا في تخوم الأرض من ينزل يأتي به ولا وراء البحر من يعبر يأتي به، العلم مجبول في قلوبكم، تأدبوا بآداب الروحانيين وتخلقوا بأخلاق الصديقين يظهر العلم في قلوبكم، ويقول الصادق (عليه السلام)، ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه (بحار الأنوار- المجلد السابع عشر).
ولو استعرضنا أقوال العلماء والمفكرين في الاستدلال والاعتراف بوحدانية الله تعالى لعرفت انهم اجمعوا على الإيمان به ولاسيما العالم داروين الذي كان ينكر وجود الله في أول أمره ولكنه ما لبث أن تراجع عن رأيه وأذعن لوجود الله وآمن به، وهوكان صاحب النظرية المشهورة (أصل الأنواع) أو (التطور)، ونقل عنه الكاتب الأمريكي المعروف (جان كلورمونثا) انه اعترف في أواخر حياته أنه تراجع عن نظريته واعترف بالقوة الإلهية الأزلية والأبدية، وينقل عنه العالم الألماني (بختر) في كتابه أصل الأنواع انه اعرف في رسائله إلى أصدقائه أن (من الحال على العقل أن ينكر وجود مبدأ مدبر لهذا الكون وهو يرى فيه هذا النظام والتناسق المحيرين)، وسار على نفس المنهج الفيلسوف الألماني الشهير(رتينغ)، اضطر للتسليم والخضوع أمام ضغط الفطرة وألف كتاباً باسم (الدنيا المخلوقة) واعرف أن لهذا العالم خالقاً، وكذلك الحال مع الفيلسوف الانكليزي (رومين) الذي كان من دعاة المادية والإلحاد، اعترف أخيراً وقال: (كل الأسس العلمية والفلسفية التي اعتمدتها سابقاً في مجال وجود العالم من مادة غير مدركة، أسس باطلة، وجود العالم من دون صانع متعال مقتدر حكيم كما يشهد بذلك إحساسي الباطني وتصدقه حكم الوجود محال، وخالق العالم حق، وهذا العالم والفيلسوف الإنكليزي كان يعتبر العالم موجوداً من التركيبات التصادفية للمواد لا غير ولم يكن يعتقد بالله الحكيم المدبر وأمضى تمام عمره في أبحاث الفيزياء والكيمياء حيث يقول في أحد الأيام وكان على فراش المرض جواباً لصديقه الذي سأله بأية نظرية تفكر، يقول: أشكر الله أني لا أفكر بأية نظرية، أنا أسجد أمام عظمة الله وأركع معترفاً بالحق، إني أفكر فقط بالله الذي تشهد بوجوده فطرتي وإحساس وشعوري الباطني وكل أنظمة العلوم، أنا أعرف ربي وأنا مطمئن أنه سيغفر لي تقصيري وزلاتي لعجزي وانكساري وتوبتي) (نقلاً عن كتاب بالفارسية ـ جاهلية وإسلام).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|