المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الدلالة على إثبات غيبته (عليه السلام) وصحة إمامته
2-08-2015
{يسالونك عن الانفال}
2024-06-05
مفهوم المواطنة
31-1-2023
العزل الوظيفي كاثر للجريمة الجنائية
13-4-2017
داود بن الوارع أو الوادع
9-8-2017
المبادئ الأساسية للتخطيط - التكاملية
2023-03-14


احتياج الانسان  
  
2468   03:20 مساءً   التاريخ: 10/10/2022
المؤلف : علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص15ــ24
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-11 1233
التاريخ: 2024-09-20 258
التاريخ: 2024-09-26 285
التاريخ: 29-1-2023 986

الحاجة أو الاحتياج عبارة عن نوع من طلب الفرد من المحيط، وتوضيح ذلك : ان الانسان عبارة عن كائن حي، يحيا حياةً فردية واجتماعية، وفي خضم ديمومة حياته وبناء ذاته يحتاج إلى بعض المتطلبات التي ينبثق الكثير منها من اعماقه، إنه يمتلك نوعاً من التحرك والسعي لتأمين تلك المتطلبات والاحتياجات.

أساس ذلك ومنشأه : 

ان اغلب حاجات الانسان تنبثق من ظروف وجوده وطبيعته، لقد خلق الانسان بشكل يوحي إلى ان وجوده بأسره يحكي عن الاحتياج، ان هيكلية وجوده بحاجة إلى وسائل وأدوات وكذلك إلى ظروف وشرائط خاصة لغرض بقائه وسلامته ونموه، وكل ذلك يمكن الاشارة إليه في اطار الحاجة.

ان محرك بقائه يحتاج إلى الوقود في كل آن، فان لم يحصل على الغذاء والماء والهواء و... لا يتعرض إلى الفناء فحسب، بل إلى اختلالات شديدة جداً في الفترة بين انقطاع هذه الوسائل والادوات ولحظة الموت.

ماهية الحاجات :

ماهية الحاجة تتمثل بالطلب والعوز، وهي بالدرجة التي تتوقف عليها حياة الانسان أو موته، ولهذا السبب فان كل جهد يبذله الطفل يعبر عن الرغبة في اشباع احدى الحاجات حتى وان كان عفوياً وكل حركة أو سلوك إنما يصدر بدافع سد حاجة ما، وعلى ما يعتقده علماء النفس فان الطفل عندما يشعر بحاجة ما سيسعى جاهداً إلى تأمين تلك الحاجة فوراً ودون أدنى تأخير، وان تعرقل في الوصول إلى الهدف قليلاً سيلجأ إلى اثارة الضجيج، ولكن من المسلم به ان الطفل وفي ظل التربية السليمة سيدرك فيما بعد انه ومن أجل الوصول إلى اشباع بعض الاحتياجات لابد وان يتحلى بالصبر والتحمل.

وعلى هذا الاساس فانه يتسم بالإصرار في الطلب، وتبعا لذلك فان الطفل وفي ظل هذا الوضع يسعى ويتحرك ويتعلم، وحتى يأنس وينسجم.

ان الاحتياج بذاته ليس أمراً سيئاً، بل انه وسيلة للنضج والرقي وسمو الانسان وعدم اشباعه يوجب التضاد والتأزم النفسي .

حدوده :

من الخطأ أن نفكر كما يفكر بعض الفلاسفة من ان الانسان كائن ذو مجموعة من الاحتياجات المادية، الفردية والغريزية وانه بعيد عن الأمور المعنوية وفي منأى عنها، أو انهم يدعون بان احتياجات الانسان محدودة وتنحصر فقط في إطار المأكل والملبس والماء والهواء.

والحقيقة ان حدود الاحتياج لها من السعة والشمول بحيث تشمل جميع الأمور، والاحتياجات التي لها صلة بجميع أبعاد وجود الانسان.

لقد سعينا في دراستنا هذه، ان نصنف تلك الاحتياجات إلى معيشية وبدنية، وعاطفية، ونفسية، واجتماعية، وإلى الاحتياجات المثلى واحتياجات الاطفال الخاصة، وان نستعرض بعض النماذج لكل منها.

ان الحاجة إلى المأكل والملبس والمشرب تعتبر أمرا طبيعيا جداً، وهناك ما هو أهم منها ولكن الوالدين والمربون لا يهتمون بها كثيراً، مثل الحاجة إلى الاعتراف، والاحترام والثقة بالنفس، والانتماء، وعزة النفس، والإباء، والتفاخر، الكمال والفضيلة، المنطق والاستدلال، الدفاع عن الجسم والنفس والمعتقد و...

أنواع الاحتياج :

يمكن تصنيف الاحتياجات إلى عدة أصناف، منها :

١ - الاحتياج المادي وغير المادي :

ويمكن رؤية مظهره المادي في الغذاء والماء والملبس و...الخ، ومظهره غير المادي في الحاجة إلى الأمن، والحماية، والتكفل، والاطراء و.. الخ .

٢ - الاحتياج الفطري والكسبي :

بعض الاحتياجات ذات أساس فطري ونفسي مثل الحاجة إلى الاعتماد على الغير والارتباط، والحاجة إلى الغذاء والهواء ،والحاجة إلى التمجيد و..الخ، والبعض الآخر منها ذات أساس كسبي مثل الحاجة إلى الجاه والمقام، والحاجة إلئ التظاهر والتزين و...الخ.

٣- الاحتياج الفردي والاجتماعي:

بعض الاحتياجات تحمل طابعاً فردياً مثل الحاجة إلى الماء والهواء والغذاء والتغوط و...الخ، وللبعض الآخر منها طابعاً اجتماعياً مثل الحاجة إلى الصديق، وإلى المعاشرة والمشاركة، وإلى الأدب والأخلاق، والحاجة إلى الجماعة .

٤ - الاحتياج الواقعي والكاذب :

بعض الاحتياجات واقعية ومتجذرة، وتستمد واقعيتها من طينة وطبيعة الانسان، مثل الحاجة إلى الماء والغذاء... الخ، وبعضها الآخر كاذبة مثل الحاجة إلى الكماليات والتجملات التي تراها عين الانسان ويميل لها القلب.

5ـ وأخيراً فان بعض الاحتياجات:

جسمية، وبعضها نفسية، أو عاطفية، أو اجتماعية ...، وقد خلق الانسان بشكل يوجب تأمين جميع احتياجاته كي يطيب خاطره، وإلا سيبقى عرضة للمشاكل والصعوبات.

خصائص الاحتياجات :

تتسم احتياجات الانسان ببعض الخصائص و أهمها مايلي :

* ترتبط الاحتياجات بسن الافراد، ولكل مرحلة من مراحل العمر مقتضى خاص بها.

* تتعلق الاحتياجات بالنمو، سواء بالنمو البدني ونسبته أو بالنمو النفسي، والعاطفي و.. الخ.

* تمتاز الاحتياجات بقابليتها على التغيير، ومن الممكن احلال حاجة ما محل أخرى، وخاصة فيما يتعلق بالأطفال.

* تتفاوت الاحتياجات باختلاف الافراد بالرغم من تشابهها في الأمور العامة التي ترتبط بحياة الانسان.

* ترتبط الاحتياجات بنوع العمل والجهد، وبالتجارب الشخصية أيضاً. وهذا الأمر بحد ذاته يتسبب في ايجاد الاختلافات.

* بعض الاحتياجات تسبب في تجلى سلوك خاص بحيث يمكن التعرف عليها من خلال هذا السلوك.

* اغلب الاحتياجات تكون بصورة احساس مكنون وغير قابلة للمس.

* وأخيراً فان نوع الاحتياج وشدته لهما تأثير واضح في السلوك وتسبب في ردود فعل معينة.

سلسلة مراتب الاحتياجات :

احتياجات الانسان ذات مراتب متعددة، بحيث ان بعضها تؤثر على البعض الآخر، وعلى سبيل المثال من الممكن ان يؤثر الاحتياج إلى الغذاء على الاحتياجات الغريزية الأخرى، وان يتسبب الاحتياج إلى النوم في عدم مبالاة الطفل بغذائه.

ومن هذا المنطلق تنقسم الاحتياجات إلى قسمين: اساسية وغير اساسية، إذ من المؤكد بان هذا التقسيم يتغير باختلاف الافراد، وتفاوت الاعمار، وفيما يتعلق بأكثرية أفراد المجتمع يمكن القول بان الاحتياجات الأساسية عبارة عن الاحتياج إلى الغذاء والماء والهواء والملبس والصحة ، واغلبها ذات جنبة فسيولوجية.

أما القسم الثاني من الاحتياجات فيتمثل في الحاجة إلى التقدير والاحترام والمواساة و... الخ.

ومن الجدير بالذكر ان اصحاب الرأي غير متفقين على هذا التقسيم، فمثلاً يرى البعض ان الحاجة إلى الأمن من ضمن الاحتياجات الاساسية، بينما ذكره البعض الآخر ضمن الاحتياجات الثانوية، أو ان عالماً يقول: كل انسان يحتاج إلى ثلاثة أمور لغرض تكامله : التربية ، والأمن والحرية ، بينما يقول الآخر بأولوية مسائل أخرى.

تضاد وتعارض الاحتياجات:

في كثير من الأحيان تقف الاحتياجات في حالة تضاد وتعارض فيما بينها وتحمل الطفل على ان يتردد في اختبار واحدة منها، وفي بعض الاحيان من الممكن ان يهيئ هذا الأمر الأرضية للتوترات السلوكية لدى الطفل، ومن الممكن أيضاً ان يقوي احتياج ما احتياجاً آخر أو يضعفه، ويظهر هذا الأمر في خضم حياة الطفل ونموه.

وعلى سبيل المثال فيما يخص جانب التضاد والتعارض، ترى طفلاً يسعى للحصول على رضى والدته، فيضطر إلى اهمال رضاه الشخصي، أو فيما يخص جانب تضعيف أو تقوية الاحتياجات، تجد ان طفلاً يعاني من حرمان محبة الوالدين فيلجأ إلى مضاعفة اهتمامه بالغذاء عوضاً عن ذلك.

ويمكن الاشارة هنا إلى الاحتياجات التي تقف في حالة تضاد وتعارض لدى الطفل وهي عبارة عن:

* الاعتداد بالنفس قبال الاعتراف بالآخرين والتفاهم معهم.

* مداراة النفس قبال الاهتمام بالآخرين أو الاحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين.

* تقبل الحق فيما يرتبط بالمحافظة على شخصيته وموقعه.

* الاستقلال الفردي فيما يرتبط بالسيطرة ومهارة الآخرين .

* مراعاة قوانين الآخرين فيما يرتبط بالابتكار والذوق الشخصي و... الخ.

ان وجود هذا التضاد والتعارض يعد بحد ذاته انذاراً للمربي كي ينتبه ويركز جيداً في المواقف التي يتخذها ومع الأخذ بنظر الاعتبار مسألة التأثير والتأثر، ينبغي التنبه إلى الاحتياجات المتداخلة مع بعضها البعض والتي تساعد على خلق روحية مطلوبة وقيمة لدى الطفل وبما يضمن استقراره النفسي.

الفرق بين احتياج الانسان والحيوان :

* الكثير من الاحتياجات مشتركة فيما بين الانسان والحيوان مثل الحاجة إلى الماء، والهواء، والغذاء، والحركة.

* بعض الاحتياجات مختصة بالإنسان، مثل الحاجة إلى الأمور المعنوية، والاحترام والمواساة، والكمال والفضيلة .

* المرشد إلى سد حاجة الانسان هي الغريزة، ويضاف الى ذلك التربية والتعليم.

* حينما يعمل الانسان على تأمين الحاجات، يأخذ بنظر الاعتبار تبعيته للدين والثقافة، والحيوان ليس كذلك .

* تتصف احتياجاتنا بانها تخلق اثناء تأمينها موجبات نمونا ونضجنا، إلا: ان هذه الحالة تنعدم لدى الحيوان .

* حدود الاحتياج لدى الانسان واسعة جداً، وللحيوان محدودة جداً.

* تأمين احتياج الحيوان له صورة واحدة فقط ، وفي الانسان له صور أكثر تنوعاً.

* في تأمين احتياجات الانسان تلعب طرق التفكير، العادات والتقاليد والمعتقدات، وأخيراً إرادة الانسان دوراً اساسياً في ذلك، ولكن في الحيوان تأخذ الاحتياجات صورة الجذب والانجذاب وهو - الغريزة.

عفوية الاحتياجات

تتسم الاحتياجات في بعض الموارد بالعفوية وهي تسوق الافراد دون وعي منهم نحو جهة معينة، وتظهر هذه الاحتياجات لدى الافراد بصورة آمال وتمنيات وتسوق حركته نحو الاتجاه المطلوب.

وعادة ما تكون ميول الاطفال التي تتسبب في بروز السلوكيات الخاصة لديهم مجالا وعلامة لإبراز نوع الاحتياجات، ويبرز هذا الامر أيضاً لدى البالغين أيضاً دون ان ينتبهوا لذلك، وعلى سبيل المثال حالة التكبر والغرور لدى الشباب والبالغين، وتعلقهم بالكماليات والاناقة واهتمامهم بأنفسهم، كل ذلك يوضح الاحتياج الغريزي لديه، ويسعى في ظل ذلك إلى اثارة انتباه شخص ما كأن تكون زوجته.

استمرار ذلك في جميع المراحل :

لا تختص الاحتياجات بمرحلة خاصة من العمر فقط بل انها تبرز وتتجلى في مختلف مراحل العمر، ولكن في نفس الوقت يمكن تقسيم احتياجات الانسان إلى ثلاثة مجاميع :

١- مجموعة الاحتياجات التي يحتاجها الانسان مادام حياً، ولا بد من تأمينها بنحو معين في كل مرحلة من مراحل العمر، مثل الحاجة إلى الماء ، والغذاء ، والهواء و... الخ.

٢- مجموعة أخرى من الاحتياجات التي تبرز في سن معينة، مثل الاحتياجات الغريزية والشهوانية التي تطرح نفسها في سني البلوغ.

٣ـ المجموعة الثالثة تتمثل بالاحتياجات الخاصة بمرحلة الطفولة او على الاقل تجليها يرتبط بمرحلة خاصة من العمر، مثل اللعب والنشاط والحركة أو التقليد والبكاء.

ولكن تلعب الظروف والاحوال النفسية ، والبيئية ، دوراً استثنائياً ومهماً جداً في ايجاد هذه الاحتياجات وكيفية تأمينها، وتختلف في نفس الوقت شموليتها ودرجة شدتها وضعفها وكيفية بروزها وظهورها باختلاف الافراد ، ولهذا السبب فان اشباعها لا بد ان يكون على أساس تلك الظروف والأحوال، وبشكل عام يجب ان تكون بالنحو الذي تشعر فيه روح الانسان بالاشباع منها، وان يتمكن الانسان من تأمين وارضاء حاجته وطلبته .

فقدان الاحتياج :

لا يوجد انسان فاقد للاحتياج، إلا من كان ميتاً فانياً. نعم، من الممكن ان يشعر بعض الافراد إلى حاجة معينة إلا انهم ولأسباب متعددة لا يتمكنون من معرفتها وتشخيصها، أو بسبب البلاهة أو الجنون يفقدون بعض الاحتياجات مثل الحاجة إلى الاحترام والمحبة و...الخ.

طبعاً تجدر الاشارة إلى ان درجات شدة الاحتياجات تتفاوت باختلاف الافراد، وبعض الافراد يجدون خلاصة همهم في المأكل والملبس والاستراحة، وطائفة أخرى في المقام والجاه، المحبة والاحترام، وهذه المسألة بحد ذاتها هي السبب في ايجاد الفوارق في المواقف والسلوك وأنماط تصرفات الافراد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.