أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-9-2019
1950
التاريخ: 13/9/2022
2082
التاريخ: 6-1-2021
1660
التاريخ: 9-9-2019
2216
|
فعل الامواج: تنشأ الامواج عادة من هبوب الرياح والعواصف فمعظم الامواج ناتجة من تأثير احتكاك الرياح بسطح المياه، غير أن الامواج قد تنشأ بتأثير حركات المدر والجزر، كما تنشأ من تأثير الزلازل والثوران البركاني في قاع المحيط. ولكل موجة ارتفاع يقاس من قاعها Troigh الى قمتها Crest ((ولها طول Length )) يعبر عنه بالمسافة بين قمتها وقمة الموجة بين لحظتي مرور قمتين متتاليتين بنقطة معينة.
وجيدر بالذكر ان كتلة المياه لا تتحرك ولا تنتقل مع الموجة، ولكن الذي ينتقل هو الطاقة الدافعة، فجزيئات الماء تتحرك في مسار دائري او بيضاوي يتعامل على خط مرور الموجة ثم تعود قريبا جدا من مكانا الاصلي. ولو تحركات كتل الماء مع الامواج بالفعل لأصبحت الملاحة البحرية مستحيلة، ولتعذرت السكني بجوار السواحل البحرية. ويمكن تمثيل حركة الموجة بقطعة من الفليين تطفو فوق مياه متماوجة، فإنها
تعلو وتنخفض مع الموج ولكنها لا تكاد تغير موضعها ما لم تجرفها بالفعل رياح أو تيار مائي. وشبيه بذلك تمايل سنابل القمح وتموجها مع الريح.
وتنشأ أعظم الامواج في المحيطات لاتساع مجالها الذي يعبر عنها بطول الامتداد Lengih Fetch، وهو المسافة التي تقطعها الامواج مدفوعة برياح دائمة الهبوب في اتجاه واحد دون أن يعترضها عائق، وكلما كبر امتداد الامواج Fetch كلما ازداد طولها Length وارتفاعها Heinght. وأطول موجة محيطية جرى قياسها وصل الى 1130 م (بين قمتين متتاليتين). وأعظم ارتفاع وصلته وصل الى 22م، قام بتسجيله جهاز آلي أثناء عاصفة هاريكين في غرب المحيط الاطلسي في عام 1961. وحينما تصل الامواج الى مياه ضحلة يشتد انحدار قممها وتتجعد ثم تتكسر، وهي التي تعرف بالأمواج المتكسرة breakers (شكل 78)، ومن ثم تندفع كتل المياه فوق الشاطئ، ثم ترتد ثانية صوب البحر. ويقابل احتشاد المياه على الشاطئ حركة للمياه مضادة في هيئة تيار رجعي (تعويض) نحو البحر. ويشعر المستحم في هذه الحالة بمثل هذا السحب الخطير.
وتدفع الرياح الامواج نحو الشاطئ، ويتقرر مدى ارتفاعها وطاقتها بقوة الرياح التي تسوقها وبطول الامتداد. ولهذا فإن موقع خط الساحل بالنسبة لاتجاه الريح ولعرض البحر يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر في تشكيله، وبخاصة موقعه بالنسبة لاتجاه أقصى طول امتداد، ومن ثم لا عظم الامواج وهي الامواج الاقدر على القيام بعمليات التعرية.
ولأمواج العواصف أهمية خاصة، وهي التي تحركها رياح في قوة الاعصار أو العاصفة تهب فوق مسطح مائي عظيم. فمثل هذه الامواج العاتية قد يعادل تأثيرها في تشكيل السواحل في ويم واحد ما تستطيع الامواج السائدة العادية فعله فيها أثناء عدة أسابيع. وتتسابق هذه الامواج وتتلاحق بسرعة وبمعدل يتراوح بين 12 -14 موجة في الدقيقة الواحدة، ونظرا لتزاحمها ترتفع قممها وتتساقط كتل المياه من وفقها على طول جهتها الزاحفة وتعوض فجأة بهدير شديد، فيزداد عنفوان السحب وارتداد المياه التي تنحت أرض الشاطئ وتجرف معها موادها نحو البحر. ولهذا فهي تعرف بأمواج الهدم (النحت (destructive.
أما الامواج المتوسطة القوة التي تتهادي نحو الساحل بمعدل يتراوح بين 6 – 8 موجة كل دقيقة، فإنها تتسم بقوة دافعة فعالة نحو الساحل تفوق قوة السحب وارتداد المياه التي يعرقلها احتكاكها بالقاع وامتصاص رواسب الشاطئ لجزء من تلك المياه المرتدة. ولهذا فإن مقدار ما تدفعه من الحصى نحو الساحل يزيد على مقدار ما تجرفه معها نحو البحر، ولذا تسمى بأمواج البناء (الإرساب) Constructive. ويقدر مقدار الضغط الذي تمارسه أمواج المحيط الاطلسي في فصل الشتاء على الشاطئ الغربي لإيرلندا بنحو أربعة أطنان للمتر المربع. ويشتد الضغط فيبلغ ثلاثة أمثال هذا القدر في حالة الامواج العاصفة. ويعظم تأثير الامواج العاصفة على خط الساحل حين تشد من أزرها أمواج المد العالي، فيصل فعلها حينئذ الى واجهة الجروف البحرية.
ومن الامواج العاتية ما يعرف بالأمواج الزلزالية او التسونامية Tsunami. وهي تنشأ نتيجة للهزات الزلزالية التي تصيب الاخاديد والاحواض في القاع المحيطي العميق. ففي أخاديد أتكاما وألوشيان واليابان تحدث الزلازل التي تثير امواجا عنيفة ترتطم بالسواحل فتسبب الكثير من الهدم والتخريب. وتحتل هذه الاخاديد وأمثالها مواضع ضعيفة غير ثابتة يصيبها الاختلال والاضطراب مما يولد الكثير من الزلازل التي تسبب الامواج الثائرة العظيمة.
وتعمل الامواج كعامل نحت بطرق متعددة فالفعل الهيدروليكي Hydraulic لكتل المياه ذاتها له تأثير مباشر على تحطيم الصخور حينما تصطدم بها. وينضغط الهواء الموجود في الشقوق والشروخ والفواصل التي تكتنف واجهة الجرف بشدة نتيجة لدفع المياه، وحينما ترتد المواجه يتمدد الهواء في الشقوق فجأة فيؤدي ذلك الى تأثير انفجاري عنيف. وحينما تتوالي عملية انضغاط الهواء وتمدده، فإن تلك التراكيب الصخرية الثانوية تكبر، ويؤدي هذا في النهاية الى تحطيم الصخر وتآكل الجرف. وتسرع تلك العملية إذا كان الصخر يحتوي على كثير من تلك الفواصل والشروخ.
وأهم من هذا وأكثر قدرة الفعل التحاتي Cirrasive الذي تمارسه كتل الحطام الصخري حين تصطدم بأسافل الجروف فمثل هذا التقويض السفلي ينشئ جروفا معلقة فيها تؤثر عوامل التجوية كفعل الصقيع وماء المطر، ويتوقف ذلك على طبيعة الصخور المكونة لها كما سنشير فيما بعد.
وتتصادم مكونات هذا الحطام الصخري ببعضها Attrtion كما تصدم بالجروف. ويحدث التصادم باستمرار سواء حين تدفعها مياه الامواج نحو الساحل، وحين تسحبها مياه الامواج المرتدة نحو البحر. وتبعا لذلك تتآكل مكونات الحطام الصخري نفسها. إذ ينحت بعضها بعضا نتيجة لاحتكاكها ببعضها. ويقع حصى الشواطئ تحت تأثير خضخضة وسحق عنيف مستمر أثناء هبوب الرياح القوية التي تثيرها الامواج العاتية.
ويبقى بعد ذلك أن نشير الى التأثير الكيماوي الذي تمارسه مياه الامواج في صخور الشواطئ خاصة منها الصخور الكربونية، وسنشير الى ذلك بشيء من التفصيل فيما بعد.
ومن هذا نرى ان العمل التحاتي للأمواج من أربعة انماط: الفعل الهيدروليكي Hydraulic Action، والنحت Corrasion، والاحتكاك Attrition ثم الاذابة Solution، وهو يماثل بذلك العمل التحاتي للمياه الجارية (الانهار).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|