التيارات البحرية:

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تتسبب في تحريك المياه السطحية للبحار والمحيطات في صورة تيارات مائية نجملها فيما يلي:

1- الرياح الدائمة: ويتناول تأثير مساحات واسعة من المسطحات المائية، وخاصة الرياح التجارية الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي تهب صوب خط الاستواء من الشمال ومن الجنوب. فهي تقوم بالدور الرئيسي في دفع المياه الاستوائية نحو أمريكا الوسطى حيث يخرج تيار الخليج الدافئ الذي يعبر المحيط الاطلسي الى غرب أوربا وشمالها الغربي.

2- القوى الارشميدية: وتنشأ من تغيرات داخلية تحدث في كتل المياه وتسبب التفاوت في درجة كثافتها. وترجع هذه التغيرات الى عاملي التمدد والانكماش في الماه نتيجة لتعرضها للحرارة والبرودة. وقد ترجع أيضا الى ازدياد في ملوحة المياه نتيجة للتبخر الشديد في الماه السطحية مثل ما يحدث في الجات المدارية، أو قد تعزى الى نقص في درجة الملوحة نتيجة لتدفق كميات عظيمة من المياه العذبة الناشئة عن ذوبان الجليد أو هطول الامطار  الغزيرة.

ولاشك في تأثيرات هذه القوى خاصة في احداث التباين والتغير الافقي والرأسي في الاحواض المحيطية الكبيرة. وقد ظهر من الدراسات التي قامت بها البعثات الكشفية في المحيطين الاطلسي والجنوبي حقيقة هامة، وهي ان التساقط الغزير في هيئة مطر او ثلج، وكذلك ذوبن الجليد المتراكم فوق القارة القطبية الجنوبية لهما تأثير واضح في تحريك مياه المحيط الجنوبي يمتد عبر خط الاستواء الى نصف الكرة الشمالي. وهذا مثال يعطينا فكرة عن أهمية تلك القوى الارشميدية وأثرها في تحريك المياه في صورة تيارات بحرية.

3- دوران الارض حول نفسها: وهو يولد قوة انحرافية تعرف بقوة كوريولي Corioli. وهي تؤثر في الغلاف الجوي كما تؤثر في المسطحات المائية. وهي ليست سببا في الحركة الداخلية للمياه. وإنما هي تسبب انحرافها. فالمياه حين تتحرك في أي اتجاه تنحرف نحو اليمين في نسف الكرة الشمالية والى اليسار في نفصها الجنوبي، وفضلا عن قوة كوريولي تسهم أشكال السواحل وامتداداتها في التأثير على اتجاه مسار التيارات البحرية.

والتيارات البحرية بطيئة الحركة. وهي وان كانت عظيمة الاثر من الوجهة المناخية إلا أنها لا تقوم إلا بنصيب محدود في تشكيل السواحل، فالتيارات الساحلية تحمل المواد الناعمة التي تصادفها في طريقها بجوار الشواطئ. وتنقلها الى حيث ترسبها في منطقة شاطئية أخرى، ولهذه العملية اهميتها في بعض الشواطئ، إ أنها تزيح نتاج تعرية الامواج، وتكشف أسافل الجروف التي تتعرض من جديد لغزو الامواج.