المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مسلم المجاشعي / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
1647   01:38 صباحاً   التاريخ: 10/9/2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص304 ـ 305
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

كان يعيش في المدائن أيام واليها حُذيفة بن اليمان، وبعد قتل عثمان وبقاء حذيفة والياً عليها بأمر الإمام علي (عليه السلام)، قرأ حذيفة على الناس رسالة الإمام (عليه السلام)، ودعاهم إلى بيعته متحدثاً عن عظمته. ولما بايع الناس، طلب مسلم من حذيفة أن يحدثه بحقيقة ما كان قد جرى، ففعل فأصبح مسلم من الموالين للإمام (عليه السلام). ورسخ حب الإمام في قلبه.

روى في ذكر أحداث حرب الجمل أنه لما تقابل العسكران: عسكر أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وعسكر أصحاب الجمل، جعل أهل البصرة يرمون أصحاب علي بالنبل حتى عقروا منهم جماعةً، فقال الناس: يا أمير المؤمنين، إنه قد عقرنا نبلهم فما انتظارُك بالقوم؟!

فقال علي: اللهم إني أشهدك أنى قد أعذرت وأنذرت، فكن لي عليهم من الشاهدين.

ثم دعا علي بالدرع، فافرغها عليه، وتقلد بسيفه واعتجر(1)، بعمامته واستوى على بغلة النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم دعا بالمصحف فأخذه بيده، وقال: يا أيها الناس، من يأخذ هذا المصحف فيدعو هؤلاء القوم إلى ما فيه؟

قال: فوثب غلام من مجاشع يُقال له: مسلم، عليه قباء أبيض، فقال له: أنا اخذه يا أمير المؤمنين.

فقال له علي: يا فتى إن يدك اليُمنى تقطع، فتأخذه باليسرى فتقطع، ثم تضرب عليه بالسيف حتى تُقتل.

فقال الفتى: لا صبر لي على ذلك يا أمير المؤمنين.

قال: فنادى عليُّ ثانيةً، والمصحفُ في يدهِ، فقام إليه ذلك الفتى وقال: أنا آخذهُ يا أمير المؤمنين.

قال: فأعاد عليه علي مقالته الأولى، فقال الفتى: لا عليك يا أمير المؤمنين، فهذا قليل في ذات الله، ثم أخذ الفتى المصحف وانطلق به إليهم، فقال: يا هؤلاء، هذا كتاب الله بيننا وبينكم.

قال: فضرب رجلٌ من أصحاب الجمل يده اليمنى فقطعها، فأخذ المصحف بشمالهِ فقُطِعت شمالهُ، فاحتضن المصحف بصدرهِ فضُرب عليه حتى قُتل - رحمة اللهِ عليه ـ (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الاعتِجارُ بالعمامة: هو ان يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذقنهِ (النهاية: ج3، ص185).

2ـ المناقب للخوارزمي: ص186، ح223. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.