يرسب النهر قسما كبيرا من حمولته في بحيرة تعترض ينتهى الها مصبه, فهو حين يصل اليها يتسع مجال تيار مياهه   فيضعف، ويلقى برواسبه مكونا الدلتا، ومثلها دلتا نهر كاندر Kander في بحيرة تون Thyn بسويسرا (شكل 1). وأوضح منها دلتا الرون في بحيرة جنيف. فبعد ان يمر النهر بمدينة مارتني Martigny يشق طريقه خلال سلاسل جبال بيرنر Berner Oberland الجيرية في خانق سان موريس الذي يبلغ طوله زهار 20كم. والنهر في هذه الشقة من مجراه شديد التدفق سريع الجريان عظيم الحمولة, وعند بلدة Bex ينفتح واديه ويضمحل انحداره فجأة. وهنا كان الارساب يبدأ ف بحيرة جنيف التي كانت بلا ريب تمتد فيما مضى حتى بلدة بيكس, وقد ملأت الرواسب جزء البحيرة من هذه الجهة بالتدريج ابان فترات طويلة من الزمن وهو الجزء الذي يتميز حتى وقتنا الحاضر بوجود المستنقعات, وعلى الرغم من ان يد الانسان قد امتدت الى مجرى النهر في هذه الشقة بالتنظيم والتهذيب، إلا أنه ما يزال متعدد المجاري Braided حول الجزر الرسوبية. ويكثر بالمنطقة وجود البحيرات المتقطعة والمجاري المقتطعة والمجاري الراكدة التي هجرتها مياه النهر. وما تزال الدلتا دائبة ف نموها على حساب البحيرة. ويشاهد التفاوت واضحا بين مياه النهر التي تبدو بلون رمادي عند مدخله في البحيرة، وبني المياه الصافية عند مخرجه في نهايتها الغربية. وتتضح من الجو أسفل المياه الصافة تلك الشطوط الرسوبية التي تعتبر امتداد للدلتا فوق قاع البحيرة, واذا جاز لنا اعتبار بحر قزوين بحيرة كبيرة فيمكننا حينئذ ان نضيف الى أمثلة الدالات الحبيرية تلك الدالات التي انشأتها فه انهار الفولجا وأورال وكيورا Kura.

ويمثل هذه البحيرات مهما كبر حجمها مآلها الى الزوال بدوام الارساب، سواء منها ما اعترض مجرى النهر او انصبت مياهه فيها. وقد أمكن الاستدلال على بعض من تلك البحيرات القديمة التي كانت تعترض المجاري المائية فيما مضى والتي امتلأت بالرواسب وانصرفت مياهها، واصبحت الانهار تتدفق في اماكنها خلال مجاري محدودة الجوانب. ومنها بحيرة (السد) التي يقال انها كانت تحتل رقعة عظيمة من حوض النيل قدرت مساحتها 23000كم2، وبلغ أقصى عرض لها 530كم، واقصى طول لها 1050كم فيما بني بلدة شمبى على بحر الجبل وخانق شبلوكة شمال الخرطوم. وكان يصب فيها النيل وقد امتلأت بالرواسب التي كانت تجلبها تلك الانهار، وانصرفت مياهها خلال خانق شبلوكة متجهة نحو الشمال الى النيل النوبي فالنيل الاعظم.