الصناعة ومعامل الطابوق:

تسهم هذه المصادر في تلوث التربة بعدد من العناصر الثقيلة نتيجة استعمال الوقود او الخليط (المازوت) صورة (۸)، مما ينبعث منها إلى الجو ثم يترسب على سطح الارض او تتلوث التربة نتيجة دخول التربة في العمليات الإنتاجية ومنها معامل الطابوق التي تعد من الصناعات الملوثة للتربة من خلال مظهرين أساسيين:

 أ- الأول يتمثل في تخريب واستنزاف جميع مكونات التربة عندما يتعدى ذلك إلى التجاوز على الأراضي الزراعية المجاورة وتشويه شكلها العام لاسيما أن التربة هي المادة الأساسية في عملية صنع الطابوق، وخاصة عندما تكون ترب غنية وخصبة ومنها ترب كتوف الأنهار التي تكون خالية من الأملاح ومخصصة للإنتاج الزراعي وصالحة لإنتاج الطابوق في نفس الوقت، وهنا تكمن خطورة هذه الصناعة بسبب زحفها على الأراضي الزراعية والمتمثلة بعمليات الحفر الواسعة والمفرطة التي يصل عمقها من (۷٫4مترا) والتي تتحول إلى مناطق حفر ومستنقعات مملوءة بالمياه الجوفية أو بمياه الأمطار صورة (۹)، بعدها تتحول الى مناطق ترسبات ملحية أو مياه آسنة بسبب تبخر الماء الموجود فيها نظرة لارتفاع درجات الحرارة لاسيما في فصل الصيف.

ب- والثاني يتمثل في تلوث التربة بالمواد الصلبة التي تطرحها معامل الطابوق وهي على نوعين الأول هو الأطراف أو الحواشي التالفة والناتجة عن عملية القص والبالغ نسبتها (10%) من الإنتاج، لكن في بعض الأحيان يعاد مباشرة الى العجانة لإعادة كبسه وتقطيعه وفي أحيان أخرى ينقل الى المقلع بوصفه جزءا من تربة المقلع، فضلا عن ما يتلف من اللبن بسبب نقله عدة مرات وتقليبه لغرض تجفيفه وعمليات التحميل والنقل وهذا يجمع وينقل إلى المقلع لإجراء عملية التدوير عليه للسنة القادمة التي تتراوح نسبته (10%) من الإنتاج، أما النوع الثاني هو ما يطرح بعد عملية الحرق من مادة الكسر (الكردة)، إذ يتم تجميعه ونقله إلى المقالع القديمة من أجل ردم الحفر وهي الحل الأمثل لتعويض التربة المفقودة من مقالع معامل الطابوق.