التوازن والخلل البيئي:

يقصد بالتوازن البيئي (Ecological balance) استمرار وبقاء مصفوفه العلاقات التفاعلية التكاملية للمكونات الحية (العضوية والمكونات الغير حية (غير عضوية) على حالها دون حدوث أي ضرر أو تلف يؤثر عليها، وهو توازن العناصر الحية وغير الحية التي يتكون منها النظام البيئي بنسب معينة تتفاعل وترتبط مع بعضها البعض وتحقق حالة من التوازن الدقيق ينتج عنها أداء دورها الطبيعي، في حين يعد الخلل البيئي حدوث تلف وضرر أو تدهور في النظام البيئي مما يؤثر على مصفوفة العلاقات التفاعلية التكاملية سواء العضوية وغير العضوية مما يؤدي إلى حدوث تدهور في المنظومة البيئية، وهناك من يميز بين التوازن، والخلل البيئي، إذ يرى عدد منهم بأن التوازن هو (حدوث تغير طفيف في خصائص عناصر المصفوفة البيئية لا ينجم عنه أخطار أو أضرار)، وعندما تصبح هذه الظاهرة خطرا ينجم عنها أضرار متباينة، تصبح خلل بيئي.

وعند القاء نظرة شاملة على التوازن البيئي في بيئة الغابات نجد أن المساحات الخضراء من الأشجار والشجيرات والمحاصيل، تنتج الغذاء اما باقي الأحياء فهم مستهلكون ومحللون، ويظهر من ذلك بأن رصيد العناصر الكيميائية ثابت في اي نظام بيئي، أما البكتريا والفطريات وهي محللة تعيد العناصر الكيميائية إلى النظام البيئي بعد موت الأحياء وعند موت البكتريا والفطريات تتحلل بأحياء أدق حجما، وهذه تحللها ادق الاحياء على سطح الأرض وهي الفيروسات، ولأهمية المساحات الخضراء (الغابات) سوف يتم دراستها لمعرفة اهمتها البيئية في التوازن والاستنزاف البيئي كالتالي:

1- حفاظها على التربة من الانجراف بسبب تماسكها عن طريق الجذور مما يمنع تطاير التربة ولكن عند تعرضها للقطع يترتب عليها تعرية التربة وقلة تماسكها وانجرافها وتنشط تلك الحالة خاصة في المناطق المظرسة.

2- وتسهم الأشجار والشجيرات بإضافة كميات من بخار الماء عن طريق التبخر النتح ، أي بمعنى إنها تسهم في الدورة الهيدرولوجية في الغلاف الجوي ولكن عند الخلل تتغير الدورة الهيدرولوجية وتقل كمية بخار الماء في الجو وجفاف الهواء.

3- تعد الأشجار والشجيرات مصدات مهمة تقلل من حدوث التلوث وتسهم في امتصاص الغازات الملوثة مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون وزيادة نسبة الأوكسجين في الجو إلا أن تعرضها للقطع أو الحرق والتدهور تقل منها نسبة الاوكسجين في الجو، ويزداد وفق ذلك غازات الاحتباس الحراري الذي يترتب عليه تدهور البيئة.

4- تقلل المساحات الخضراء من ارتداد الاشعة الشمسية الى الغلاف الجوي التي تعرف (بالألبيدو) أي أن العلاقة طردية فكلما أزدادت كثافة الغطاء النباتي، قلة كمية الأشعة المنعكسة للجو، والعكس صحيح، أي تزداد كمية الأشعة الشمسية المنعكسة مباشرة في المناطق الصحراوية وذلك لقلة وانعدام الغطاء النباتي.

5- تسهم النباتات بتناقص مستوى الضوضاء بمقدار (5 ديسبل) أن تقوم بامتصاص جزء من الأصوات المنبعثة من مصادرها وعند تعرضها للقطع يزداد مستوی الضوضاء المنبعثة لذلك تختلف مستوى الضوضاء المنبعثة في المناطق التي ينتشر فيها النباتات عنها في المناطق القليلة او التي ينعدم فيها الغطاء النباتي.

6- تعد المساحات الخضراء (الغابات) مصدر استقرار تحيا فيه عدد من الكائنات الحية، كما في الأسود، القرده، والطيور، والارانب، والسناجب..الخ، فضلا عن توفر الغذاء لهم من خلال الثمار أو الأوراق والأغصان وعند تعرضها للقطع أو الحرائق أو من خلال التغير المناخي مثلا فتؤدي الى هجرة أعداد كبيرة من الحيوانات من موطنها الأصلي الى أماكن أخرى.