المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

دموع اليتيم في كف الرحمن
21-7-2021
معنى كلمة زفر
4-06-2015
حاجة الطفل الى سلامة النفس
20/12/2022
Dottie Number
2-10-2019
معنى كلمة بدل
15/11/2022
عدم وجوب التسمية في تغسيل الميت.
21-1-2016


الاتزان الانفعالي والصحة النفسية  
  
2385   01:15 صباحاً   التاريخ: 17-8-2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص271 ـ 272
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2017 2332
التاريخ: 26-6-2019 2147
التاريخ: 19-7-2016 8589
التاريخ: 19-6-2022 2081

الاتزان الانفعالي مظهر بارز من مظاهر الصحة النفسية، وهو يميز بين الأسوياء وغير الأسوياء. وهو مظهر من مظاهر التوافق الاجتماعي أيضاً والتفاعل مع المجتمع بواقعية ووضوح. عدم الاتزان الانفعالي يؤدي إلى العصاب، والعصاب اضطراب وظيفي يضرب الشخصية، ويتمثل بالشكوك الدائمة والمخاوف اللاواعية والوساوس، (وهو محاولة شاذة لحل أزمة نفسية مستعصية، أو تغطية لاضطرابات ومشكلات التكيف لدى الفرد، أو انتهاج مسلك ملتوٍ لتفادي ما يؤلمه)(1).

ونلاحظ اختلافاً بين العلماء حول الصحة النفسية، ومفهومها، وقد تشعبت آراؤهم في هذا الموضوع. ففي حين اعتبرها بعضهم متمثلة في المقدرة على التوافق السليم، رآها بعض آخر في الخلو من الأمراض النفسية والعقلية، وربطها بعض آخر بالاتزان الانفعالي، والخلو من الصراعات المرضية، وقوة الأنا في مواجهة الضغوط الموجهة من جانب الهو، والأنا العليا، والتوفيق بينهما. وقد قامت دراسات عديدة وكثيرة حول (الأنا)، وتأثيرها على مدى توافق الفرد، وتوفيقه بين رغباته ومتطلبات المجتمع. وقد عرف (أريكسون)، الأنا بأنها، (طاقة الفرد لتقييم الحدود المعقولة في تفسيراته وإدراكاته للبيئة)(2).

وقد أكد كثيرون من العلماء بالإضافة إلى (أريكسون)، على قوة الأنا والنظر إليها كمقياس لتحرر الشخص من التشوهات الإدراكية. فتبين أن انخفاض قوة (الأنا)، تشكل نقصاً في السيطرة على البيئة وفي كبح الذات، وفي معالجة الضغوط والمشكلات النفسية. وللأنا في نظر فرويد وجماعته من مدرسة التحليل النفسي أثر هام في إقامة التوازن بين الهو، والأنا العليا، وإخفاقها في إقامة هذا التوازن يؤدي إلى العصاب. وقد رأى (أدلر)، أن الشخص العصابي يعمل من أجل تقدير الذات، وهذا هدف أناني محض، بينما يكافح السوي من أجل الأهداف الاجتماعية.

(ومن معايير التفرقة بين السواء والمرض في الشخصية الشعور بالسعادة، ومعيار الشعور بالارتباط مع الآخرين، ومعيار التوافق مع النفس)(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. إبراهيم أبو زيد، سيكولوجية الذات والتوافق، ص 198.

2ـ المصدر السابق، ص 199.

3ـ المصدر السابق، ص201. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.