الاتزان الانفعالي والصحة النفسية					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						د. محمد أيوب شحيمي					
					
						
						 المصدر:  
						مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ص271 ـ 272					
					
					
						
						17-8-2022
					
					
						
						3259					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				الاتزان الانفعالي مظهر بارز من مظاهر الصحة النفسية، وهو يميز بين الأسوياء وغير الأسوياء. وهو مظهر من مظاهر التوافق الاجتماعي أيضاً والتفاعل مع المجتمع بواقعية ووضوح. عدم الاتزان الانفعالي يؤدي إلى العصاب، والعصاب اضطراب وظيفي يضرب الشخصية، ويتمثل بالشكوك الدائمة والمخاوف اللاواعية والوساوس، (وهو محاولة شاذة لحل أزمة نفسية مستعصية، أو تغطية لاضطرابات ومشكلات التكيف لدى الفرد، أو انتهاج مسلك ملتوٍ لتفادي ما يؤلمه)(1).
ونلاحظ اختلافاً بين العلماء حول الصحة النفسية، ومفهومها، وقد تشعبت آراؤهم في هذا الموضوع. ففي حين اعتبرها بعضهم متمثلة في المقدرة على التوافق السليم، رآها بعض آخر في الخلو من الأمراض النفسية والعقلية، وربطها بعض آخر بالاتزان الانفعالي، والخلو من الصراعات المرضية، وقوة الأنا في مواجهة الضغوط الموجهة من جانب الهو، والأنا العليا، والتوفيق بينهما. وقد قامت دراسات عديدة وكثيرة حول (الأنا)، وتأثيرها على مدى توافق الفرد، وتوفيقه بين رغباته ومتطلبات المجتمع. وقد عرف (أريكسون)، الأنا بأنها، (طاقة الفرد لتقييم الحدود المعقولة في تفسيراته وإدراكاته للبيئة)(2).
وقد أكد كثيرون من العلماء بالإضافة إلى (أريكسون)، على قوة الأنا والنظر إليها كمقياس لتحرر الشخص من التشوهات الإدراكية. فتبين أن انخفاض قوة (الأنا)، تشكل نقصاً في السيطرة على البيئة وفي كبح الذات، وفي معالجة الضغوط والمشكلات النفسية. وللأنا في نظر فرويد وجماعته من مدرسة التحليل النفسي أثر هام في إقامة التوازن بين الهو، والأنا العليا، وإخفاقها في إقامة هذا التوازن يؤدي إلى العصاب. وقد رأى (أدلر)، أن الشخص العصابي يعمل من أجل تقدير الذات، وهذا هدف أناني محض، بينما يكافح السوي من أجل الأهداف الاجتماعية.
(ومن معايير التفرقة بين السواء والمرض في الشخصية الشعور بالسعادة، ومعيار الشعور بالارتباط مع الآخرين، ومعيار التوافق مع النفس)(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. إبراهيم أبو زيد، سيكولوجية الذات والتوافق، ص 198.
2ـ المصدر السابق، ص 199.
3ـ المصدر السابق، ص201. 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  التربية النفسية والعاطفية 					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة