المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تفاعل طارد للحرارة : كلوريد الكالسيوم
29-11-2015
Hydrogen and Halogen Atom Abstraction
27-8-2018
جود وكرم الحسين ( عليه السّلام )
3-7-2022
المواد المخاطية أو اللعابية (لثأ) Mucilages
1-12-2020
تقنيات كشف الإصابة بالآفات في المواد المخزونة
1-2-2016
formalization (n.)
2023-09-02


بدل ملامة النفس / أصلح أخطاءك  
  
1808   02:29 صباحاً   التاريخ: 18-7-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص95ــ99
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016 2118
التاريخ: 5-10-2021 3160
التاريخ: 24-11-2016 2740
التاريخ: 25-7-2016 1866

هنالك صنفان من الناس: منهم من يخطأ ولا يبالي، ومن هو على نقيض ذلك يخاف أن يخطأ فلا يقدم على عمل، وإذا أخطأ جلد نفسه بسياط التأنيب والعتاب.

والصنف الأول؛ قد يكرر الخطأ عشر مرات، ويلدغ من الجحر الواحد عشرين مرة دون مبالات منه ولا اهتمام بعواقب الأمور، فهذا الصنف من الناس تكون خسارته بلا حساب.. لأن من لا يتعلم من أخطائه لن تتاح له الفرصة للتعلم.

أما الصنف الثاني؛ فهو غالباً لا يقوم بأي عمل خوفاً من الانزلاق في الخطأ، ولو ارتكب خطأ لام نفسه وعاتبها إلى حد إيذائها وتحقيرها.

وبالطبع فإن كلا الصنفين على خطأ، أما المطلوب فهو أمر بين الأمرين: أي أن تتجنب الخطأ قبل وقوعه وأن لا تكرره إذا وقع، وقد تكون الملامة للنفس هنا مجدية ولكن على ألا تتعدى حدودها المعقولة، ولا تكون عقبة أمام نشاط الإنسان وفاعليته في الحياة العامة.

ذلك إن الأسوأ من الخطأ هو أن نترك العمل خوفاً من الوقوع في الخطأ. أما أن نتوقع أن نكون كاملين في كل شيء فهو أمر غير وارد على الإطلاق، فالخطأ يمكن إصلاحه أما الإحجام عن العمل خوفاً من الزلات فلا معنى لإصلاحه، إذ ليس له وجود.

علينا إذن أن نجتهد قدر المستطاع، وأن نعمل بقدر الإمكان، فإذا أصبنا في عملنا فإننا سوف نحصل على امتيازين، وإذا أخطأنا كان لنا امتياز واحد، أما الاعتزال عن العمل خشية من الوقوع في الخطأ فسيؤدي لضياع الفرص، فحتى العظماء الذين حققوا مكانة تاريخية كبرى فإن أعمالهم لم تخل من أخطاء، فكل البشر خطاء وجل الذي لا يخطأ.. فلماذا تسعى لكي تكون أعمالك كاملة من دون أخطاء؟

وهنا قد تسأل: ما هي الخطوات اللازمة إذن؟

والجواب: أن تقوم بما يلي:

أولاً: الإقدام على العمل حتى مع احتمال ارتكابك للخطأ، فبدل أن تتجنب الأعمال لاحتمال الزلل فيها، قم بالعمل، وحاول أن تتجنب الخطأ.

ثانياً: أخذ العبرة من أخطائك الماضية ثم نسيانها تماماً، فربك غفور رحيم يتوب عليك ويغفر، فإذا استوعبت الدرس من عصيانك، وأخذت العبرة من أخطائك، وتبت منها فلا داعي للخوف والقلق.

ثالثاً: القيام بتطوير عملك باستمرار، فلا تكرس الأخطاء من دون السعي لإصلاحها، فإذا حاولت أمرا وفشلت فيه، كرر المحاولة في اليوم الثاني مع التصميم على التعديل والإصلاح، لأن الفشل هو نتيجة لمقدمات خاطئة، وإذا لم تغيرها فإن النتيجة لن تكون لصالحك بالتأكيد.

رابعاً: التوقف عن توجيه الملامة إلى نفسك وتعنيفها، لأن اللوم كما لا ينفع مع الآخرين، لا ينفع مع النفس أيضاً!

إن عليك دائماً أن تتقدم بثبات، وبدون سوء نية ولا خوف، بل بثقة قوية وعميقة بأنك ستقول الكلام المناسب، وتعمل الشيء المناسب، في الوقت المناسب، بحيث يعطي النتيجة المناسبة. وبهذه الثقة بالنفس، والتصميم على اتخاذ الموقف الصحيح، وأداء العمل الصحيح تحرز النجاح وتتجنب الأخطاء.

وبكلمة فإن المطلوب: ليس ترك العمل، ولا تكرار الخطأ فيه، وإنما هو العمل مع السعي لتجنب الأخطاء وهو ما يفعله كل الصالحين والناجحين في الحياة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.