المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قدوم الرسول (صلى الله عليه وآله) الى المدينة
6-2-2017
تأثير النية على الأعمال
9-4-2019
The matter equations
22-12-2016
مواجهة الشهود
16-3-2016
النبي و الإمامة
30-3-2016
تضعيف العين وزيادة واو بين العينين
18-02-2015


تأثير الألفاظ النفسي والعاطفي  
  
2011   03:04 مساءً   التاريخ: 9-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص18 ـ 23
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017 1899
التاريخ: 22-9-2019 2189
التاريخ: 15-4-2016 2417
التاريخ: 15-4-2017 3255

قد يكون لبعض الالفاظ أحياناً في العلاقة بين شخصين دور بنّاء أو معاكس، كما لبعض الالفاظ التي تجرح القلب وتؤثر في النفس، وتؤدي الى الشقاق والفرقة ذلك، وهي أحياناً تكون أشد من ضرب السيوف(1)، تتآكل بها نفس الانسان كما يتآكل بالارضة الخشب، ويعرض على الانسان بسببها أمراض نفسية خطيرة(2).

ان الالفاظ والكلام الطيب يزرع بذرة العلاقات الطيبة، وعلى العكس منها يزرع الكلام الخبيث بذرة العلاقات غير المحمودة. وقد يتداول الأبوين لا شعورياً كلمات بذيئة في محاوراتهم، يكون لها الاثر السيء، ويمكن ان تكون سبباً في العذاب النفسي للطرف المقابل، بحيث تؤدي الى تحقيره والإزدراء به(3).

أن مشكلتنا الاساسية هي اننا لا ابداع لنا في تطوير وتحسين علاقاتنا مع الآخرين، فإن أكثر أبناء العوائل في مجتمعنا وان كانوا من المؤمنين والأوفياء بعضهم لبعض، إلا أنهم وللأسف قليلوا البضاعة في مجال ايجاد علاقات صحيحة بينهم، خصوصاً بعد ان يكون لهم أبناء.

ولهذا الكلام الذي هو مصداق (الكلمة الخبيثة) آثار سيئة يخلفها على العلاقات العائلية، مما يؤدي الى تكدير صفو العلاقات ويكون سبباً في الآلام النفسية، مما يؤول بسببها الأمر الى ضعف العلاقة، بحيث لو استمر الامر على ذلك الحال تنقطع العلاقات بين الطرفين ايضاً.

إن نار الخلاف بين الزوجين يمكن ان تأخذ بأذيال العلاقات بين افراد العائلة، ولها ايضاً آثار سوء تخلف بصماتها على علاقات الأبناء مع سائر افراد العائلة والمجتمع.

إننا نتعامل مع الآخرين ونشكل معهم علاقات قائمة على أساس تبادل الألفاظ والجمل، وننظر الى ذلك نظراً سطحياً، بحيث نتداول تلك الألفاظ بكل بساطة، فتتجاوز أفواهنا بشكل طبيعي، غافلين عن الأثر الذي تخلفه - وان لم يكن بحسب الظاهر محسوساً - على نفوس الآخرين، ان هذا الكلام(4)، المتداول هو الذي يجعل من العلاقات بين الزوجين علاقات حب وود أو يكدر صفو العلاقات بينهما، فذلك - بعبارة اخرى - أما يجعل من العلاقات أوثق وأقوى، أو يؤدي الى التنفّر والافتراق. وعلى كل تقدير، اننا انما نكون سعداء إذا تمكنا من إقامة علاقات صحيحة ومنطقية بحيث نجلب بذلك رضى الله تعالى عنا، ونكون به مسرورين.

إن الله تعالى جعل اللسان وسيلة لبيان الطيب من الكلام(5)، الذي يستطيع به الانسان من التعبير عن احاسيسه، والحد من مشاكله، وتوثيق العلاقات الحسنة بسببه، وأخيراً فهو سبب في تكامل الانسان وسعادته، ولذا لا ينبغي للإنسان أن لا يعير للألفاظ أهمية، لأنها من أفعاله التي يحاسب عليها ويؤاخذ بها.

قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: 18].

اننا لا يمكننا تقييم أنفسنا، أو أن نعتبرها ناجحة في إقامة العلاقات، إلا إذا ابتلينا بالغضب، فمثلاً ما هو رد فعلكم وما تقولون لمن يكون عليكم غضباناً؟ وكيف يكون سلوككم في الموارد التي توجه فيها اليكم الانتقادات؟ وما تقولون عندما لا تستمع أزواجكم لكلامكم وماكنتم فاعلين؟ وما تقولون أو يكون رد فعلكم عندما تواجهون ضغوطا اقتصادية في الحياة وعندما يتداخلكم الهم والغم؟ وما تفعلون لو رجعتم من محل عملكم - بعد ان سلب منكم الجهد والعناء الراحة، وقد واجهتم انواع الضغوط النفسية - الى البيت فتواجهون شتى المشاكل التي لم تحسبوا لها حساباً؛ ان كل ذلك يسمعه الله تعالى، وقد وصف الحال فيه بقوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: 1].

اننا اذا تمكنا من القضاء على الغضب في مثل هذه الظروف وضبط النفس بالسكوت على الأقل(6)، او بالكلام غير الجارح لمشاعر الطرف المقابل، والذي لا يخلو من العطف والرأفة، نتمكن حينئذٍ من القول بأننا قد نجحنا في علاقاتنا، واستطعنا الى حد ما الحفاظ على الاحترام المتبادل، الذي هو عبارة عن تلك العلاقات الصحيحة.

وفي الحقيقة، فإن مثل هذه العلاقات الحسنة والبناءة هو الذي يكون سبباً في رضا الله تعالى، وفي سعادة الحياة، وتكامل النفس، وعلو درجة التقوى لدينا، ولدى أزواجنا كذلك. ولا يخفى قلة وجود الأشخاص الذين يتعاملون في مثل تلك الظروف بسعة صدر وانشراح ورأفة.

إن أكثر المتزوجين يغفلون في مثل تلك الظروف عن إقامة علاقات صحيحة مع بعضهم، وغفلتهم هذه تكون سبباً في وجود الشقة بينهما تدريجياً مما تضر بشبكة العلاقات، وتكون في النتيجة سبباً في الاختلاف بين سائر افراد العائلة، وفي أذاهم النفسي والعصبي.

فإنه قد يتفق اختلاف الزوجين مع بعضهما على امر حقير جدا، فيتبادلا الكلام الذي لا طائل تحته، مما يجرح القلوب سماعه(7)، ويكون سبباً في الخدشة لشخصية الطرفين، وفي إيجاد نوع من العذاب العاطفي والاختلاف، إذ أن الضرب على وتر الاختلاف بينهما يؤدي الى تشنّج الأطفال في علاقاتهم مع بعضهم الآخر، ومع سائر افراد العائلة وتنعكس آثار ذلك الاضطراب على سلوك الأطفال بشكل سلوك غير متزن، في المدرسة والبيت، إذ أن منشأ أغلب التشنّجات - كالانزواء، كثرة الحياء، الكآبة، عدم العلاقة بالدراسة، وعدم الدقة - هو عدم التوازن الحاصل في شبكة العلاقات العائلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ (رب كلام أنفذ من السهام)، غرر الحكم، 5322.

2ـ ان أعراض الكثير من الامراض العائلية ليست جسمية، لكونها أمراض نفسية، لها أعراض المرض النفسي، فلو زال سبب المرض - الذي هو نفسي - زال المرض تدريجياً

3ـ أ: الألفاظ التي لها أثر سيء، وهي كثيرة منها:

أحمق. لا شعور لك، لا تفهم، لا أبالي، كسول، كذاب، جبان، مغرور، لا قيمة لك، قذر، مهذار، وحشي، ساقط، اسكت، ذو الدماغ الفارغ، مجنون، غير كفوء، الخ.

ـ ب: الكلام الذي له الأثر السيء:

- لماذا أنت دائماً هكذا - انت تغفل دائماً.

- أنتِ دائماً تحرقين الطعام!  - كفى، كفى.

- أنت دائماً عملك ضعيف.   - انصرف، انصرف.

- ما الذي فعلت من فعل قبيح؟       - انت لاحق لك.

- انت كلما ترى تريد. - لماذا فعلت ذلك.

- انت تحب نفسك فقط، أناني. - ان دماغك فيه خلل.

- لماذا لا تبدل طبعك -          ـ انت مجنون.

- اسمع يا محتال.     -انت تقصر دائماً.

- انت تبحث دائماً عن اعذار. - لم اسمع منك كلاماً صادقاً.

- أنت تنسى دائماً.                - لا تستطيع ان تفعل شيئاً.

- أنت تنهض ببطىء، دائماً.  - انت دائماً تكون سبباً في غضبنا.

- أنك كسول.                   - العار لك.

- انت لا تفهم اصلاً.          - انت أعمى دائماً.

- أنت لا تستحق أي شيء.    - انت أصم دائماً

- الآخرون أفضل منك.       -لا أدب لك.

- أنت وقح جداً.       - لا قيمة لكل كلامك.

- أنك لا ادب لك لأنك تقطع عليّ كلامي.    - انّك تعس.

- أنك صلف جداً.     - إنك قذر دائماً.

-غيرك من النساء أفضل منك تبعّلاً وفهماً.

4ـ وقد ورد في الغرر قوله (عليه السلام): (انكم مؤاخذون بأقوالكم فلا تقولوا إلا خيراً)، ج3، ص65، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) ايضاً: (عود لسانك حسن الكلام تأمن الملام)، غرر الحكم: 6233.

5ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في وصف المتقين. قال: (منطقهم الصواب)، نهج البلاغ: وصف المتقين.

ألف: الألفاظ التي لها أثراً بناءً:

أحسنت، ما شاء الله، اشكرك، آمل منك ذلك، جيد عزيزي. عمري، صديقي. أيها العاقل، أيها المحترم، عيني، تفضل، أيها المتقي، أيها الحليم، أيها الرحيم. من فضلك، الخ.

ب: الكلام الطيب:

- وفقك الله.   - كيف اشكر أتعابك.

- لو تمكنت سأفعل ذلك.      - أني أحب طعامك.

- لك الاختيار في ذلك.      - اني اتحسس اتعابك.

- انت تفضل.        - أنك كنت دائماً من السابقين الى الخير

- تقبل الله منكم.         - أني اعتبر وجودك سبباً في تكاملي.

- ساعدك الله.           - أني افرح لما أراك تصلي اول الوقت.

- أني أدرك ما تقول.         ـ اسررتني كثيراً.    

- ان طبخك للطعام لذيذ.           - اسمح لي أن أساعدك.

- الله يرضى عنّا.                      - ما حاجتك.

- تربت يداك.                - من فضلك حاول التفكير في ذلك.       

- ان جهودك لا تنسى.     -انا أرعى الاطفال وانت صل اولاً

- تتمكن ان شاء الله.      - أنا اليوم أفعل ذلك وأنتِ طالعي

- أنا لا اعارض لو كنت راضياً.   -اسمح لي أن أحل معك المشاكل.        

- نحاول ان نكون أبوين جدين.       - أحب الاطلاع على رأيك.

- أنك اليوم اجهدت نفسك كثيراً.      - اشعر انكِ ترغبين في ان نصلي معاً اول الوقت.

- اشعر أنك اليوم غضبان عليّ ولا أدري لماذا ولكن أقدر ظروفك.

- أنك تتحملين اعباء المنزل.

6ـ عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (أحسن الصمت ما كان عن الزلل)، غرر الحكم: 3109.

7ـ عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (زلة اللسان انكى من اصابة السنان)، غرر الحكم: 5451. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.