المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الإعداد النبويّ للإمام عليّ ( عليه السّلام )  
  
2002   08:38 مساءً   التاريخ: 14-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص51-53
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يتردّد كثيرا على دار عمّه أبي طالب بالرغم من زواجه من خديجة وعيشه معها في دار منفردة ، وكان يشمل عليّا ( عليه السّلام ) بعواطفه ، ويحوطه بعنايته ، ويحمله على صدره ، ويحرّك مهده عند نومه إلى غير ذلك من مظاهر العناية والرعاية[1].

وكان من نعم اللّه عزّ وجلّ على عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وما صنع اللّه له وأراده به من الخير أنّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) للعبّاس - وكان من أيسر بني هاشم - : « يا عبّاس ، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة ، فانطلق بنا ، فلنخفّف عنه من عياله ، آخذ من بيته واحدا ، وتأخذ واحدا ، فنكفيهما عنه ، قال العباس : نعم .

فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له : إنّا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتّى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا ( عليه السّلام ) فضمّه إليه وكان عمره يومئذ ستة أعوام ، وأخذ العبّاس جعفرا ، فلم يزل عليّ بن أبي طالب مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حتى بعثه اللّه نبيّا ، فاتّبعه عليّ ( عليه السّلام ) فآمن به وصدّقه ، ولم يزل جعفر عند العبّاس حتّى أسلم واستغنى عنه[2].

وقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد أن اختار عليّا ( عليه السّلام ) : « قد اخترت من اختاره اللّه لي عليكم عليّا »[3].

وهكذا آن لعليّ ( عليه السّلام ) أن يعيش منذ نعومة أظفاره في كنف محمّد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حيث نشأ وترعرع في ظل أخلاقه السماويّة السامية ، ونهل من ينابيع مودّته وحنانه ، وربّاه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وفقا لما علّمه ربّه تعالى ، ولم يفارقه منذ ذلك التأريخ .

وقد أشار الإمام عليّ ( عليه السّلام ) إلى أبعاد التربية التي حظي بها من لدن أستاذه ومربّيه النبيّ الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومداها وعمق أثرها ، وذلك في خطبته المعروفة بالقاصعة : « وقد علمتم موضعي من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة[4] ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ، ويشمّني عرفه[5] ، وكان يمضع الشيء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة [6]في فعل » .

إلى أن قال : « ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل[7] أثر امّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما[8] ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء[9] ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة ، ولقد سمعت رنّة [10] الشيطان حين نزل الوحي عليه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان آيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع ، وترى ما أرى ، إلّا أنّك لست بنبيّ ، ولكنّك وزير ، وأنّك لعلى خير »[11].

 

[1] بحار الأنوار : 35 / 43 .

[2] تأريخ الطبري : 2 / 58 ط مؤسسة الأعلمي بيروت ، وشرح ابن أبي الحديد : 13 / 198 ، وينابيع المودة :

[3] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 15 ، نقلا عن البلاذري والأصفهاني .

[4] الخصيصة : الخاصة .

[5] عرفه ( بالفتح ) : رائحته ، وأكثر استعماله في الطيب .

[6] الخطلة : الخطأ ينشأ من عدم الرؤية .

[7] الفصيل : ولد الناقة .

[8] علما : فضلا ظاهرا .

[9] حراء : جبل قرب مكّة .

[10] رنّة الشيطان : صوته .

[11] شرح نهج البلاغة للفيض : 802 ، الخطبة 234 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.