معايير تحديد الأقاليم الطبيعية

يعتمد أسس تصنيف الأقاليم على طبيعة الدراسة المطلوبة، ويمكن بالتالي أن يعتمد التصنيف على متغير أو صفة واحدة كالمناخ، أو على عدد كبير من المتغيرات كالمناخ وأشكال الأرض والنبات، والخصائص الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. ويطلق على مجموعة المناطق التي تتشابه في خصائصها (وفي الغالب تكون متجاورة) اسم الاقليم، فإذا كان التصنيف يعتمد على الخصائص المناخية يقال أقاليم مناخية ، وإذا كان التصنيف يعتمد على النبات، يقال أقاليم نباتية أما إذا كان التصنيف يعتمد على المتغيرات الطبيعية (المناخ، النبات، أشكال التربة، وغيرها) فيقال أقاليم طبيعية، أما إذا كان التصنيف يعتمد على متغيرات طبيعية ومتغيرات بشرية بما في ذلك الموارد الطبيعية ودرجة التقدم فإنه يقال «أقاليم جغرافية أيضاً» ومن هنا فإن الأقاليم الجغرافية هي أقاليم طبيعية بالدرجة الأولى. ويشترط أن يكون الاختلاف والتباين بين مناطق الإقليم الواحد (أو المجموعة) أقل ما يمكن مقارنة بالاختلاف التباين بين الأقاليم أو المجموعات الأخرى، وعلى الرغم من ذلك فإنه يبقى لبعض الأقاليم أو المجموعات بعض الخصائص المشتركة التي يمكن أن تصنف ثانية ضمن اقليم أو مجموعة واحدة ويمكن الاستمرار في هذه العملية حتى تصبح منطقة الدراسة ضمن اقليم واحد. وهذا يعني أن الأقاليم الكبيرة تحتوي على أقاليم صغيرة، وهي بدورها تحتوي على أقاليم أصغر، أي أن الأقاليم تكون في وضع تسلسلي أو هرمي.

ويتوقف نوع الأقاليم التي يتم تحديدها على أنواع المتغيرات الجغرافية المستخدمة في عملية التصنيف، فقد يتم بناء سلسلة الأقاليم الطبيعية في حالة استخدام متغيرات طبيعية أو أقاليم جيومورفولوجية عند استخدام وحدات جيومورفولوجية صغيرة. أما إذا استخدمت القرى في عملية التصنيف فإنه يتم بناء سلسلة من الأقاليم الريفية وبالتالي يمكن معرفة النظام الريفي في منطقة ما بقطاعاته المتخلفة والمتقدمة، وهو أمر مهم في عملية التخطيط الريفي، بينما إذا استخدمت المزارع في عملية التصنيف فإنه يمكن بناء أقاليم زراعية.