المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علّمهم الثقة بالنفس  
  
1813   01:57 صباحاً   التاريخ: 19-3-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص44 ـ 46
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2022 2104
التاريخ: 25-7-2016 1957
التاريخ: 24-5-2017 3432
التاريخ: 2024-03-11 990

بعض الأطفال يخاف مقابلة الزوار، أو الظهور في مواقف معينة، فلا يتكلمون، أو تظهر عليهم (التأتأة) أو عوارض الخجل والاكتئاب.

وكثيراً ما يكون سبب ذلك ضعف الثقة بالنفس، وفقدان الشعور بالطمأنينة والاستقرار، وذلك نتيجة أساليب التربية الخاطئة، من تحذير مستمر، وتأنيب متواصل، أو غير ذلك.

أ ـ ما هي أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال ؟:

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يشعر بعدم الثقة بالنفس، منها:

1ـ الإكثار من الزجر والتأنيب كلما عبث الطفل بشيء يبعث في النفس الشعور بالقلق، ويقلل من ثقته بنفسه.

2ـ تربية الطفل معتمداً على الآخرين، فلا تتركه أمه يتناول الطعام بنفسه أو يرتدي ملابسه بنفسه، كذلك تركه يعتمد على الخدم في كل أموره، يجعله ينشأ تواكليّاً اعتمادياًّ على الآخرين، فلا تنمو فيه الثقة والاعتماد على النفس.

3ـ مقارنة الآباء بينه وبين طفل آخر بغية تشجيعه على الدراسة مثلاً، كثيراً ما يعطي عكس المقصود، فتتثبط عزيمته، وقد يفقد الثقة بنفسه.

4ـ الإفراط في سيطرة الآباء على أطفالهم يشلُّ حرية التفكير عندهم.

5ـ الشجار والمنازعات بين الوالدين تبعث في النفس الشعور بعدم الاستقرار أو الطمأنينة، مما يزعزع ثقة الطفل بنفسه.

6ـ إصابة الطفل ببعض العاهات كالبدانة أو النحافة الشديدة أو القصر أو العرج قد تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس.

ب ـ كيف نجعل أطفالنا يثقون بأنفسهم؟:

لا يمكن للطفل أن يثق بنفسه إلا حين نثق به، ونعهد إليه بتحمُّل الأعمال التي يستطيع القيام بها، وندعو إخوته الذين هم أصغر منه سناً إلى طاعته واحترامه، طالما هو يحترم إخوانه ويعطف عليهم.

إن الطفل يحب أن يقوم بالجزء الأكبر من العمل، ولكن كلما زاد عليه الإلحاح شعر بالرغبة في العناد، وعدم القيام بما نطلب منه من أعمال.

إن المراقبة الحنونة للطفل، والكلام بهدوء معه، والتوجيه المليء بالثقة، وعدم منع الطفل من فعلٍ إلا بعد الدخول في حوار يحسُّ من خلاله بالحزم في قولنا، وعدم إطلاق التوبيخات وكأنها قذائف صاروخية... كلُّ ذلك يساعد في بناء ثقة الطفل بنفسه.

أما إذا لم نكترث له، ولم نثق به، وأخبرناه دوماً بأنه عاجز عن القيام بأي عمل، فإنه سيصبح ضعيف الشخصية، لا يثق بنفسه، ويعجز عن القيام بمسؤولياته، وينطوي على نفسه، ويصبح من المتخاذلين(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الذكاء العاطفي، للدكتور دانييل جولمان. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.