المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

قصّة موسى (عليه السلام) بحسب مواضعها من القرآن الكريم
10-10-2014
Integrative pragmatics
1-6-2022
Fission Reactors
2-9-2020
أبو الوفاء البوزجاني
9-8-2016
سبب غسل الحيض
6-12-2016
Calcium Signaling
15-12-2015


مميزات مرحلة الشباب / الشباب والقدوة  
  
1807   09:48 صباحاً   التاريخ: 17-3-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص25ــ26
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

لا يخفى أن الإنسان يمر في رحلة الحياة الدنيا بمراحل عمرية مختلفة، تبدأ بسن الطفولة وتنتهي بسن الشيخوخة والهرم، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير} [الروم:٥٤]. وقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: 5]. ومن المعلوم أن لكل مرحلة عمرية خصائصها ومزاياها التي تختلف عن مزايا المراحل الأخرى وخصائصها. فللطفولة براءتها وطهرها وعفويتها، وللشباب حماسه ونشاطه وحيويته، وللكهولة هيبتها ووقارها(1).

ويهمنا أن نتوقف قليلاً عند أهم مزايا مرحلة الشباب، هذه المزايا التي قد تشترك في بعضها سائر المراحل العمرية، لكننا نجدها بارزة وحاضرة في مرحلة الشباب أكثر من غيرها. والوقوف على هذه المزايا في غاية الأهمية، فهي تستدعي مسؤوليات تتناسب معها، ومن الضروري التعويل عليها في كل عمل تغييري إصلاحي، إذ من المفترض أن يكون الشباب هم رواد عملية التغيير والنهوض، كما أن من الضروري أخذها بعين الاعتبار في عملية إرشاد الشباب وتوجيههم وتهذيبهم وتنمية قدراتهم وتطوير ملكاتهم، ويحقق طموحاتهم، ويخدم قضاياهم وقضايا المجتمع عموماً.

ـ الشباب والقدوة

ميزة أخرى نجدها حاضرة لدى الشباب، وهي الرغبة في اتخاذ القدوة في الحياة، مع التماهي معها سلوكا وخلقاً، وتقليدها في طريقة الكلام واللباس وحركات الجسد، ورفع صورها.. وهذه الرغبة هي من الميول القطرية التي تنتقل إلى الشباب من مرحلة الطفولة(2). ووجود القدوة الصالحة في حياة الإنسان أمر في غاية الأهمية، فذاك من العوامل المهمة والمساعدة على تربية الشخص وتهذيبه واستلهامه للخصال الخيرة والطيبة في شخصية المقتدَى. ولذا كان من الحريّ بنا أن نعتني بقضية القدوة ونعمل بجدية على دراسة ذهنية هذا الجيل، ونتعرف على العناصر التي تجذبه في القدوة وتشده إليه، ونتبين ما هو المثل الأعلى المفضل عنده؟ وهذا الأمر سوف يساعد على توجيه خطابنا وتركيزه على إبراز نماذج وقدوات من بيئتنا تحمل قيم رسالتنا؛ لأننا مع الأسف بتنا أمام ظاهرة غير صحية على هذا الصعيد، وهي ظاهرة تقليد الشباب المسلم لرموز من خارج الفضاء الإسلامي ومحاكاته لهم، سواء كانوا من الممثلين أو المطربين أو لاعبي كرة القدم أو غيرهم، ولا يقف الأمر أحياناً عند حدود الإعجاب، بل يتجاوزه إلى حد التماهي بما يعكس خواءً فكرياً وفراغاً روحياً لدى هذا الجيل الشبابي. ومن الأسباب التي تفسّر هذه الظاهرة وتقف خلفها: حالة التقهقر الحضاري التي أصابت الأمة وأفرزت نتائج سلبية خطيرة، من أبرزها فقدان الثقة بالذات والتشكيك بقدرة الإسلام على مواكبة العصر ومتابعة المستجدات، أو قدرته على النهوض مجدداً في سياق المنافسة الحضارية، وسيأتي حديث مستفيض عن مسألة فقدان الثقة بالذات وعلاجها في المحور الرابع.

ويهمنا على هذا الصعيد التأكيد على ضرورة ترشيد علاقة الشباب وغيرهم بالقدوة، لتكون مبنية على الارتباط به من خلال ما يحمله من عناصر رسالية مضيئة، وليس الارتباط به بطريقة شخصية شكلية بحتة، وهذا ما يحمي العلاقة من الانزلاق إلى متاهات التقديس والمغالاة في الرموز القيادية. وواقعنا ـ مع الأسف ـ يؤشر إلى أن التعلق بهذه الرموز على الصعيد الشخصي هو أكثر من التعلق بالمبادئ التي يحملها هؤلاء القادة والرموز، وهذا ما يفسر لنا ظاهرة محاكاة الرمز والمثل الأعلى شكلاً، ورفع صوره والتغني باسمه، مع عدم الالتزام بالقيم أو المبادئ التي يحملها، وعدم تمثل شيء من أخلاقه وتجسيدها. لسنا ننكر بالمطلق على الشباب وغيرهم هذا التعلق الشخصي بالقدوة، أو الميل إلى التماهي الظاهري مع المثل الأعلى عندما يرفع صوره أو يسمي ابنه باسمه.. لكننا نريده ارتباطاً أعمق من ذلك، ليكون ارتباطاً فاعلاً ومؤثراً ومغيراً في حياة الشباب.

_____________________________________

(1) يقول بعض الشعراء وهو يحدثنا عن مزايا وخصائص المراحل التي يمر بها الانسان:

ابن عشر من السنين غلام            رفعت عن نظيره الأقلام

وابن عشرين للصبا والتصابي       ليس يثنيه عن هواه ملام

والثلاثون قوة للشباب                 وهيام ولوعة وغرام

فإذا زيد بعد ذلك عشراً               فكمال وقوة وتمام

وابن خمسين مر عنه                 صباه فيراه كأنه أحلام

وابن ستين صيرته الليالي            هدفا للمنون وهي سهام

وابن سبعين عاش ما قد كفاه         واعترته وساوس وسقام

فإذا زيد بعد ذلك عشرا               بلغ الغاية التي لا ترام

وابن تسعين لا تسلني عنه            فابن تسعين ما عليه كلام

فإذا زيد بعد ذلك عشرا               فهو حي كميت والسلام

وهذه الابيات تنسبت الى الشاعر الفقيه عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن ابي الفوارس المعري البكري المشهور بابن الوردي، من شعراء القرن الثامن الهجري، ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام (سوريا) زمن المماليك سنة 689هـ، توفي بالطاعون سنة 749هـ.

(2) فإن الطفل ـ كما هو مشاهد بالعيان ـ ينزع نحو تقليد والديه أو أخوته الأكبر سناً، وهذه النزعة الفطرية هي من الطاف الله تعالى بالإنسان، إذ هي الطريقة المثلى لتعلم الكثير من الأشياء والأفعال. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.