المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مناقب الامام الحسن العسكري (عليه السلام)  
  
5221   04:29 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص500-503
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

أخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن الحسن بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا: كان أحمد بن عبيدالله بن الخاقان على الضياع والخراج بقم، فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية ومذاهبهم، وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت (عليهم السلام) ، فقال: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكبرته عند أهل بيته، وبني هاشم كافة، وتقديمهم اياه علي ذوي السن منهم والخطر وكذلك كانت حاله عند القواد والوزراء عامة الناس فأذكر أنني كنت يوما قائما على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس، اذ دخل حجابه فقالوا: ابومحمد ابن الرضا بالباب، فقال بصوت عال: إيذنوا له فتعجبت مما سمعت منهم ومن جسارتهم أن يكنوا رجلا بحضرة أبي ولم يكن يكني عنده الا خليفة أو ولي عهد أومن أمر السلطان أن يكنى، فدخل رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حديث السن، له جلالة وهيئة حسنة ؛  فلما نظر اليه أبي قام فمشى اليه خطاء ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد، فلما دنى منه عانقه وقبل وجهه وصدره وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه وجعل يكلمه ويفديه بنفسه وأنا متعجب مما أرى منه، اذ دخل الحاجب فقال: الموفق قدجاء، وكان الموفق اذا دخل على أبي تقدمه حجابه وخاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج فلم يزل أبي مقبلا على أبى محمد (عليه السلام) يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ له: اذا شئت جعلني الله فداك؟ ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا يعني الموفق، فقام وقام أبي فعانقه ومضى .

فقلت لحجاب ابي وغلمانه: ويحكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي وفعل به أبي هذا الفعل؟ فقالوا: هذا علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا، فازددت تعجبا ولم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي، وما رأيته منه حتى كان الليل، وكانت عادته ان يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج اليه من المؤامرات، وما يرفعه إلى السلطان.

فلما صلى وجلس جئت وجلست بين يديه وليس عنده أحد، فقال لي: يا أحمد ألك حاجة؟ فقلت: نعم يا ابة، فان اذنت سئلتك عنها؟ فقال: قد أذنت، قلت: يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك؟ فقال: يابنى ذاك امام الرافضة الحسن بن علي المعروف بابن الرضا، ثم سكت ساعة وأنا ساكت، ثم قال: يابنى لو زالت الامامة عن خلفائنا بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره، لفضله وعفافه وصيانته وزهده وعبادته وجميل اخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه رأيت رجلا جزلا نبيلا فاضلا، فازددت قلقا و تفكرا وغيظا على أبي وما سمعته منه فيه، ورأيت من فعله به، فلم تكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره، فما سئلت أحدا من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وساير الناس، الا وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له علي جميع أهل بيته ومشايخه، فعظم قدره عندي اذ لم أر له وليا ولا عدوا الا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه .

 فقال له بعض من حضر مجلسه من الاشعريين: فما خبر أخيه جعفر وكيف كان منه في المحل؟ فقال: ومن جعفر فيسئل عن خبره أويقرن بالحسن؟ جعفر معلن بالفسق، فاجر شريب للخمور، اقل من رأيته من الرجال، وأهتكهم لنفسه، خفيف قليل في نفسه، ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه، وما ظننت انه يكون، وذلك انه لما اعتل بعث إلي أبي ان ابن الرضا قد اعتل فركب من ساعته إلى دار الخلافة، ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته، فيهم نحرير وأمرهم بلزوم دارا الحسن، وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين، فأمرهم بالاختلاف إليه وتعهده صباحا ومساء، فلما كان بعد ذلك بيومين او ثلاثة أخبر انه قد ضعف، فأمر المتطببين بلزوم داره وبعث إلى قاضي القضاة فاحضره مجلسه، وأمره ان يختار عشرة ممن يوثق به في دينه وورعه وأمانته، فاحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وامرهم بلزومه ليلا ونهارا، فلم يزالوا هناك حتى توفى (عليه السلام). فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأى ضجة واحدة وعطلت الاسواق وركب بنو هاشم والقواد والكتاب والقضاة والمعدلون وساير الناس إلى جنازته، فكانت سرمن رأى يومئذ شبيها بالقيامة، فلما وضعت الجنازة للصلوة عليه دنى أبو عيسى منه فكشف عن وجهه، فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين، فقال: هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا (عليهما السلام)  مات حتف أنفه على فراشه، وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان، ومن المتطببين فلان وفلان، ثم غطى وجهه وصلى عليه وأمر بحمله، ولما دفن جآء جعفر بن علي أخوه إلى أبى فقال: اجعل لي مرتبة أخي وأنا أوصل اليك في كل سنة عشرين ألف دينار، فزبره ابي وأسمعه ماكره لي، وقال له: يا أحمق السلطان أطال الله بقائه جرد سيفه في الذين زعموا ان أباك وأخاك ائمة ليردهم عن ذلك، فلم يتهيأ له ذلك فان كنت عند شيعة ابيك واخيك اماما فلا حاجة بك إلى السلطان يرتبك مراتبهم ولا غير سلطان، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا فاستقله ابي عند ذلك واستضعفه وأمر ان يحجب عنه، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي وخرجنا وهو على تلك الحال، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي إلى اليوم وهو لا يجد إلى ذلك سبيلا، وشيعته مقيمون على انه مات وخلف ولدا يقوم مقامه في الامامة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.