المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دور الشباب في عملية النهوض  
  
1698   11:16 صباحاً   التاريخ: 10-3-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص204ــ206
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26 1101
التاريخ: 28-5-2020 4832
التاريخ: 2024-02-06 1092
التاريخ: 7-6-2022 2053

من الضروري أن نطل في هذا المقام على الدور الذي لا بد أن يضطلع به الشباب في عملية الإصلاح والتغيير والنهوض، ولعل من العلامات الفارقة التي يرصدها المؤرخ والباحث هي أن كل الحركات التغييرية الناجحة والتي غيرت تاريخ العالم قد اعتمدت ولا تزال تعتمد على العناصر الشابة في حمل راية النهضة والتغيير بغية الوصول إلى غاياتها المنشودة، فالشباب هم المحرك الأساسي للثورات. والسبب في ذلك واضح، فإن الشباب ـ يمتلك فطرة نقية غير ملوثة وهمة عالية وروحاً متوثبة، ويملك استعداداً عالياً للبذل دون مقابل ودون حدود.

ولو أننا تأملنا في انطلاقة الإسلام الأولى على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لوجدنا أن الشباب كانوا ركيزة الدعوة الإسلامية، وطليعة المنخرطين في حمل لوائها والتضحية في سبيلها، ولسنا نبالغ بالقول: إن الإسلام إنما قام على أكتاف الشباب وجهودهم، وتضحياتهم الجسام في الدفاع عن التجربة الإسلامية الأولى، والتي لم يَرُق للمشركين وغيرهم أن يروها تشق طريقها بسلام، وتستقطب الناس ولا سيما الشباب، وتجتذبهم إليها كاجتذاب النور للفراشات المختلفة. فوقفوا - أعني المشركين ـ في وجهها وحاربوها، وآذوا النبي (صلى الله عليه وآله) وأخرجوه من دياره، ثم هاجموه وأغاروا عليه في المدينة، فاضطر للدفاع عن نفسه وعن الكيان الوليد الذي يمثله، وهنا برز دور الشباب المسلم أيضاً، في الدفاع عن نبيهم (صلى الله عليه وآله) ودينهم وأنفسهم.

والنماذج الشبابية في تاريخنا الإسلامي والتي بذلت التضحيات الجسيمة في سبيل الدفاع عن الإسلام والذّود عنه وحمل رايته والتبشير به كثيرة جداً، ويمكن التعرف عليها بسهولة لدى أدنى مراجعة لكتب التاريخ وتراجم الصحابة، ويكفينا أن تستذكر الدور الريادي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في حماية الإسلام والدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لقد كان للإمام علي (عليه السلام) وهو في ريعان الشباب حضور بارز في كل المحطات المفصلية التي مرت بها الدعوة الإسلامية، وكان لشجاعته المعهودة الدور الحاسم في انتصارات الإسلام في شتى المعارك، ويكفيه فخراً وعزاً ورفعة أنه لما خرج لمنازلة عمرو بن ود العامري يوم الخندق قال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك كلمته المشهورة: "برز الایمان كله إلى الشرك كله"(1).

وقد سبق وذكرنا صحابياً شاباً هو مصعب بن عمير الذي ترك حياة الترف واللهو وانخرط في المشروع الإسلامي تحت راية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهاجر إلى المدينة المنورة ليعلم أهلها القرآن الكريم ويفقههم في الدين، إلى غير ذلك الأسماء الشبابية البارزة التي لعبت دوراً ريادياً في انطلاقة الحركة الإسلامية الأولى بقيادة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ولا يسعنا أن ننسى الدور الذي قام به الشباب في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وعلى رأسهم ولده علي الأكبر الذي قال لأبيه يوم الطف عندما سمعه يسترجع:

ألسنا على الحق؟ قال (عليه السلام): "بلى، والذي إليه مرجع العباد" فقال علي الأكبر: "فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين"(2).

 أحبتي الشباب..

إن الأمة تتطلع إليكم لحمل راية التغيير والإصلاح، فلا تركنوا إلى الدعة ولا تستسلموا لنداء الغريزة ولا تنشغلوا بالصغائر، بل تطلعوا ليس فقط إلى إصلاح أنفسكم بل إلى تغيير الواقع برمته وإصلاح المجتمع، ولا تسمحوا للمجتمع الذي دبّ فيه الوهن واستشرى الفساد في مفاصله أن يؤثر فيكم أو يغرقكم في وحوله، بل اعملوا لتكونوا أنتم من يؤثر فيه، ويترك بصماته البيضاء في سجلات التاريخ وصفحاته.

_____________________________

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج19 ص61، وحياة الحيوان للدميري ج1 ص387، وكنز الفوائد للكراجكي 137.

(2) الإرشاد للمفيد ج 2 ص 82. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.