المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



معرفة الطبيعة البشرية  
  
1487   02:30 صباحاً   التاريخ: 16-2-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 91 ـ 95
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 5727
التاريخ: 11-2-2018 2044
التاريخ: 15/12/2022 1268
التاريخ: 7-7-2019 2096

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات: ألا وإن منهم البطيء الغضب السريع الفيء، ومنهم سريع الغضب سريع الفيء، فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء) (1).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (الناس كالشجر، شرابه واحد، وثمره مختلف) (2).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) (3).

ان من طبيعة الإنسان أنه مفطور على التآلف مع بني نوعه والتأنس والاجتماع بهم، بل حتى الطفل الرضيع الذي هو في الأطوار الأولى للنمو العقلي يشعر بالأنس بأمه وبمن معه من الناس، ويحس أنه يفقد شيئاً ضرورياً حينما لا يجد أمه أو أحداً آخر من الناس، فيشعر بالوحشة فيبكي. وأغلبنا ـ بل ربما كلنا ـ قد شاهد طفلا رضيعاً يبكي لعدم وجود مؤنس من نوعه معه، ومع مجيء المؤنس ووجوده يشعر الطفل بالأنس والسرور. ومع تقدم الإنسان في النمو العقلي والبدني، تزداد حاجته إلى الآخرين، ويزداد إدراكه ومعرفته بطبيعتهم البشرية، وحالتهم النفسية.

وهنا سؤال: إذا كان الإنسان مفطوراً على الإجتماع مع بني البشر والتعامل معهم، وأنه بحكم هذه الفكرة ذو معرفة - إلى حد ما ـ بطبيعتهم البشرية، هذه المعرفة التي تمكنه من التعاطي والتعامل معهم، فما الداعي إلى معرفة طبيعتهم البشرية؟

وللإجابة على ذلك يمكن القول: مع ان الإنسان يمتلك مؤهلات التعامل مع الآخرين من بني نوعه، إلا أنه لا غنى لـه عن معرفـة (*) طبيعتهم البشرية بشكل كـاف لكي يضمن لتعامله معهم أن يكون في حدود الحسن والمعقول، خصوصاً وأن البيئة والتربية والثقافة الذاتية لها دور في تحقق هذا الأساس أو عدمه.

ما ينبغي للمرء معرفته عن طبيعة الناس البشرية هو معرفة القدر الكافي عن نفسياتهم، وهو ما يمكن تسميته بسيكولوجية التعامل مع الناس. إن معرفة القدر الكافي من الجانب النفسي أو السيكولوجي للناس يعين المرء كثيراً في تعامله معهم، وإحسان هذا التعامل، والنجاح فيه. ومن هنا نجد الأفراد الذين يعرفون شيئاً ما عن الصفات النفسية لمن يتعاملون معهم، هم قادرون على التعامل معهم بصورة حسنة. بخلاف الأفراد الذين يجهلون الصفات النفسية للآخرين، إذ يكون تعاملهم معهم صعباً مشوباً بالتوتر، وربما سيئاً.

فعلى سبيل المثال: أن المدراء والقادة والرؤساء الذين يعرفون الطبيعة البشرية لمداريهم ومقوديهم ومرؤوسيهم ويعرفون حالاتهم النفسية، أو أسرار التأثير فيهم، يمكنهم التعامل معهم بصورة لائقة وناجحة. أما المدراء والقادة والرؤساء الذين لا يعرفون تلك الطبيعة، غالباً ما يكونون في توتر وسوء معاملة مع مرؤوسيهم، الأمر الذي يترك الآثار السلبية على علاقاتهم مع المرؤوسين وعلى سير العمل. ولذا فإن من الصفات والمهارات الإدارية التي ينبغي توفرها في شخصية المدير والقائد والرئيس، معرفة الطبيعة البشرية، والناحية النفسية أو السيكولوجية للمدارين والمقودين والمرؤوسين.

والإنسان أينما وجد مع الناس في تعامل أو معاملة، هو بحاجة إلى معرفة نفسية عنهم، سواء كان في بيته وفي تعامله مع زوجته وأبنائه، أو كان في عمله، أو في المجلس، أو الدائرة، أو الشارع، أو في أي مكان آخر. وهو قبل أن يتعامل مع عقول، يتعامل مع أنفس ومشاعر وعواطف، وأهواء، وحالات نفسية مختلفة.

إن الناس ـ كما تعبر عنهم الأحاديث الشريفة ـ ليسوا نسخة واحدة في الصفات النفسية والأخلاقية، وإنما هم كالشجرة ذات الشراب الواحد ـ وهو الماء ـ ولكن ثمرها مختلف، إذ منه الحلو، والحامض، والمالح، والمر، والأحمر، والأصفر، وهم كالمعادن المختلفة، فمنهم: الذهب، والفضة.

وحيث أن الناس كذلك فمن الأولى والأصلح التعامل معهم بما يتوافق وطبيعتهم، ومعدنهم وصفاتهم النفسية، وخصوصاً إذا كانت تلك الصفات واقعاً فيهم لا يمكنهم التخلص منه (**). فعلى سبيل المثال: أن الشخص المعروف بسرعة الغضب، ينبغي مراعاة هذه الخصلة فيه، بتجنب إثارته، واستعمال اسلوب تعاملي مناسب معه، وبهذا الأسلوب يمكن التعامل معه بشكل حسن، وكسبه، وكذلك الشخص البطيء الغضب، يستعمل مع الأسلوب الذي يلائم بطء غضبه، ولا يعني ذلك تعمد إثارة غضب الناس، بل المطلوب احترام مشاعرهم وحفظها. وحسب نوع مشاعر الطرف الآخر، كان من ذوي المشاعر الرقيقة أو المتحملة، ينبغي التعامل معه بالأسلوب الذي يتلاءم ومشاعره.

وتعتمد معرفة الطبيعة البشرية (***) للشخص الآخر ـ في جزء كبير منها ـ على معرفة درجة الحلم وتحمل الغضب التي هو عليها، ومعاملته بما يتناسب وهذه الدرجة. إن القوة الغضبية للإنسان تمثل احدى القوى العملية فيه، وعن طريقها يبدي التفاعل ورد الفعل، ويدافع عن نفسه وعن كل ما يخصه ويتعلق به، ويشجب ويستنكر، والناس على درجات في امتلاك هذه القوة وفي كيفية استعمالها. وبمراعاة درجة الحلم التي يمتلكها الشخص الآخر، ودرجة الحالة الغضبية له، وعموم حالته النفسية، تحسن معاملته.

كذلك من معرفة الطبيعة البشرية للشخص الآخر، معرفة ميوله ورغباته النفسية وغيرها، وبعبارة أخرى: معرفة ما يحبه ويميل إليه. وبتلبية هذه الميول والرغبات ـ ما أمكن ـ للشخص الآخر، تحسن معاملته، شريطة أن لا يكون إشباع الميول والرغبات يحل حراماً، أو يحرم حلالاً. ومن أوجه التعامل مع الشخص الآخر بالنظر إلى طبيعته البشرية: التحدث فيما يسره ويطيب له، وتشجيعه، وامتداحه على إجاداته، وحفظ كرامته، و..

وكثيرون هم الذين يحسنون معاملة الناس، لأنهم يعرفون طبيعتهم البشرية، وحالاتهم النفسية، ويتعاملون معهم على أساس ذلك. وكثيرون ـ ايضاً ـ هم الذين يحدث بينهم وبين الآخرين نوع من التوتر في التعامل لا لأنهم ليسوا أخلاقيين، ولا لأنهم لا يعطون الآخرين حقوقهم، وإنما لضعف في معرفة أو في مراعاة الجانب البشري والنفسي لمن يتعاملون معهم، ولو أنهم امتلكوا معرفة سيكولوجية عمن يتعاملون معهم لكان تعاملهم سليما، وعلى ما يرام.

وهكذا فلكي يجعل الإنسان تعامله مع الناس سليماً، ينبغي له أن يكون عارفاً بطبيعتهم البشرية، عالماً بالقدر الكافي عن صفاتهم النفسية التي لها ارتباط وثيق بالتعامل (****).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحیح الترمذي.

(2) الغرر والدرر.

(3) فروع الكافي، ج8، ص177.

(*) بديهة أن الدين والعقل والعلم هي وسائل لا غنى عنها في معرفة الطبيعة البشرية للناس وحالاتهم النفسية ولعلم النفس دور كبير في هذا السبيل.

(**) تعتبر الصفات النفسية اللا إيجابية المتوارثة عن طريق النسل، الأصعب من حيث قابليتها للتغير والتغيير، بالقياس الى الصفات النفسية اللا إيجابية الأخرى الناجمة عن التربية والبيئة (المحيط) السيئين.

(***) معرفة الطبيعة البشرية للشخص الآخر تتضمن جانبين: أحدهما معرفة المشتركات المعنوية والنفسية التي يشترك فيها مع أفراد النوع البشري، والآخر: الصفات النفسية التي يمتلكها، والحالة النفسية التي هو فيها.

(****) من الأمور التي لا غنى للمرء عنها في حياته: التجربة، إذ أن التجربة درس وعبرة وموعظة وعلم مستفاد مستحدث. وكما أن التجربة مهمة في مختلف مجالات حياة الإنسان، كذلك هي مهمة في مجال التعامل مع الناس، باعتباره من أوسع المجالات. فهو عن طريق التجربة التعاملية يستطيع أن يحاسب نفسه، ويقوم تعامله مع الناس، فإذا كان قد إرتكب خطأ فيما مضى، أو أساء معاملة، فإنه يتفادى ذلك في معاملاته المستقبلية، وبذلك يكون قد إستفاد من تجربته في هذا المجال. كذاك عن طريق الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا السبيل، سواء كانت التجارب ناجحة أو فاشلة، يستطيع أن يهتدي بها في تعامله مع الناس فيما يأتي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.