أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2016
2822
التاريخ: 8-2-2022
1550
التاريخ: 4-8-2017
1892
التاريخ: 2-12-2019
1573
|
العلاقات
يذهب بعض الباحثين إلى القول : إن أهم أهداف العلم هي ، دراسة العلاقة بين مختلف الظاهرات ، ولا جدال في أن المنهج العلمي يهدف أولا وأخيرا إلى الربط بين الظاهرات بقوانين او بعلاقات ، حتى يمكن فهمها والانتفاع بها في التطبيقات العملية.
والجغرافية لا تختلف في مهمتها عن غيرها من العلوم الأخرى، وهذا ما يؤكده (وليم وارنتز) بقوله : "إن مهمة الجغرافي الأولى ، مهما كان نوع الدراسة التي يقوم بها، تنحصر في قدرته على استخدامه الكفء لرياضيات العلاقات المكانية، بغرض التوصل إلى معرفة العلاقات المكانية".
وفي الواقع ، إن العلم لا يهدف إلى البحث في جواهر الأشياء ، او الغاية من وجودها ، بل يقف عند معرفة العلاقات بينها. وقد حاول الجغرافيون ، منذ اقدم الازمان ، فهم العلاقات القائمة بين الظاهرات التي يدرسونها في المكان. وأكد كل من (ريتر، وهمبولت) على أهمية التلاحم السببي ، وعلى الترابط الوثيق بين الظاهرات في إطار المكان. وعرف (ماكس دريو) الجغرافية ، بأنها علم العلاقات التي تفسر اعمال الانسان وأساليب حياته في مواطنه على سطح الأرض.
ولا يخفى ان الجغرافية ، كانت في وقت من الأوقات ، تعرف "بعلم العلاقات" ، وما زال هذا التعريق شائعا في كثير من المدارس الثانوية والجامعات. ولسنا هنا بصدد الحديث عن مدى صحة هذا التعريف ، ولكن حسبنا ان نقول: إن العلاقات ليست علماً، ولكنها أسلوب بحث علمي تستخدمه الجغرافية كغيرها من فروع المعرفة.
إن الارتباط بين ظاهرتين جغرافيتين معناه، وجود علاقة بينهما، بحيث إذا تغيرت إحداهما في اتجاه معين، فإن الثانية تميل إلى التغير في اتجاه معين أيضاً. ويصح أن يكون تغير الظاهرتين في اتجاه واحد، أو في اتجاهين متضادين، وفي الحالة الأولى نسمي الارتباط " طردياً " وفي الحالة الثانية نسمي الارتباط " عكسياً ".
والمهم أنه في أغلب الحالات، نجد الزيادة في المتغير الأول مصحوبة بزيادة في الثاني، في حالة الارتباط الطردي (أو بنقص في حالة الارتباط العكسي)، ونجد النقص في أحدهما مقروناً بنقص في الآخر (أو زيادة في الحالة العكسية). ولا تكون النسبة بين المتغيرين ثابتة في الأحوال كلها التي تقع تحت ملاحظتنا، ولكنها تتراوح حول مقدار معين، وهذا هو السبب في قولنا: إن وجود الارتباط معناه أن أحد المتغيرين " يميل " إلى مصاحبة الثاني في تغيره على وجه العموم ، وأن هناك علاقة معينة بين اتجاهي التغير فيهما ، قد تكون طردية أو عكسية.
ولكن وجود ارتباط بين ظاهرتين جغرافيتين متغيرتين ليس دليلاً على أن إحداهما نتيجة للأخرى، أو أن التغير في واحدة تابع للتغير في الأخرى ولا ينشأ إلا بسببه، إنما يشير فقط إلى احتمال وجود هذه العلاقة، لأن هذه العلاقة ما هي إلا نوع من أنواع العلاقات التي يدل الارتباط على وجودها، وهي كما يأتي:
الحالة الأولى: أن يكون أحد لمتغيرين نتيجة مباشرة لثاني. ومثال ذلك الارتباط بين محصول القمح وكمية الأمطار، إذ إن زيادة كمية الأمطار ينتج عنه مباشرة ارتفاع في حجم الإنتاج.
الحالة الثانية: أن يكون أحد المتغيرين سبباً غير مباشر للثاني ، يؤثر فيه بوساطة عامل ثالث أو أكثر. فزيادة الأمطار في المناطق المدارية المطيرة التي تجرد التربة من موادها الكلسية مثلاً، تسبب نقص المواد البروتينية التي يتطلب تكوينها توافر المواد الكلسية التي تساعد على تثبيت الآزوت في التربة.
الحالة الثالثة : أن يكون كل من المتغيرين المرتبطين نتيجة لعامل ثالث، مشترك بينهما، يؤثر فيهما في وقت واحد، فيكون كل تغير في أحدهما مصحوباً بتغير في الآخر. ومثال ذلك الارتباط بين أسعار سلعتين تصنعان من مادة خام واحدة، رئيسية في كل منهما، بحيث تكون الجزء الأكبر من نفقات الإنتاج فيهما، فنجد أن أسعار هاتين السلعتين ترتفع أو تنخفض معاً تبعاً لأسعار هذه المادة الرئيسية.
الحالة الرابعة : أن يكون ضمن العوامل التي تؤثر في أحد المتغيرين والعوامل التي تؤثر في الآخر، عامل مشرك أو أكثر. ومثال ذلك سلعتان في السوق تدخل في إنتاجهما مادة خام أو أكثر بصفة رئيسية، علاوة على مواد أخرى خاصة بكل سلعة، ولا تدخل في الأخرى. فالارتباط الذي نجده بين أسعار هاتين السلعتين ناتج عن وجود عوامل مشركة بينهما ضمن العوامل التي تؤثر في كل واحدة.
وأول خطوة في دراسة الارتباط هي أن نبحث في كيفية قياسه، والتعبير عنه بصورة رقمية، تساعدنا في عمل المقارنات بين الحالات المختلفة التي تظهر فيها الارتباط. ولو تأملنا في الحالات المختلفة التي يمكن أن تعرض لنا عند دراسة الارتباط، لوجدنا أنه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع، وهي :
أولا - العلاقة بين ظواهر يمكن أن تقاس، ويعبر عنها بصورة رقمية، وهذه العلاقة نسميها "ارتباطا" (Correlation) ع ومثال ذلك العلاقة بين كمية المحصول وكمية الأمطار في حقل معين.
ثانياً - العلاقة بين ظواهر لا يمكن قياسها رقمياً، وهذه العلاقة نسميها " اقرانا " (Association)؛ ومثال ذلك العلاقة بين نوع الشخص (ذكر أو أنثى) ونوع العمل الذي يقوم به (صناعي أو تجاري).
ثالثاً - العلاقة بين ظواهر بعضها يقاس رقمياً، وبعضها لا يقاس، وهذه نسميها " توافقا " (Contingency)، ومثال ذلك العلاقة بين نوع الحرفة التي يمارسها العامل وأجره بالليرات السورية, وفيما يلي نكتفي بطريقة الارتباط، لأنها أكثر الطرق استخداماً وشيوعاً.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|