أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2022
1822
التاريخ: 12-2-2022
1540
التاريخ: 19-1-2022
1494
التاريخ: 20-2-2022
1085
|
شهدت تكنولوجيا الاتصال تطورات مذهلة خلال ربع القرن الأخير من القرن العشرين ومن أبرز مظاهرها تنامي دور الحاسبات الإلكترونية التي أحدثت تحولات كبيرة في مجال العمل الصحفي على المستوى التحريري والإخراجي، وأدى ظهور الأنظمة الاتصالية الجديدة إلى سرعة نقل المعلومات وتبادلها وزيادة القدرة على التعبير النصي والحركي والصوتي، بالإضافة إلى سرعة استرجاع البيانات من قواعدها بصورة فورية، الأمر الذي ترتبت علية زيادة الاتصالات بين الأفراد من خلال شبكات الاتصال التفاعلي التي تتيحها الإنترنت.
وحتى مطلع التسعينيات كانت الإنترنت مجرد شبكة تربط أجهزة الكمبيوتر وتستخدم في نقل وتبادل المعلومات بين الإدارات الحكومية والجامعات ومراكز البحوث ومع ظهور الشبكة العنكبوتية الدولية WWW وظهور شركات مزودي خدمات الإنترنت للأفراد عن طريق الاشتراك، تزايد الاستخدام الجماهيري للإنترنت وتحولت بالفعل إلى وسيلة اتصال تؤدى وظائف الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري، وعندما أصبحت الإنترنت ظاهرة وخرجت من إطار الاستخدامات الحكومية والجامعية المحدودة انفجر ما يسمى بالنشر الإلكتروني Electronic Publishing للصحف والمجلات ومواقع المعلومات والأخبار.
وفي هذا الإطار ظهرت الصحافة الإلكترونية وبدأت تطرح نفسها كمنافس للصحافة المطبوعة بشكلها التقليدي الحالي، خاصة بعد أن شهدت صناعة الصحافة في العقود الثلاثة الأخيرة تطوراً كبيرا بعد أن أحدثت الإنترنت تغيرا كبيرا في مفهوم العمل الصحفي.
حيث قامت الصحف العالمية في الدخول على شبكة الإنترنت باعتبارها شبكة اتصالات ضخمة تضم عشرات الآلاف من شبكات الحاسبات المختلفة الأنواع والأحجام تتصل ببعضها عن طريق أجهزة الكمبيوتر ، وكانت البداية بظهور الصحافة المطبوعة عبر النشر الإلكتروني فمنذ خمسين عاما كانت الصحف ترسل عبر موجات الراديو إلى عشرات الآلاف إلى المنازل عن طريق أجهزة الفاكس وكانت النسخة تكلف من خمسين إلى مائة دولاراً، كما عرفت الصحافة محاولات بطريقة الفيديوتكس Videotex في بداية الثمانينيات وذلك باستخدام خطوط التليفون ليتم استقبالها على شاشات التليفزيون أو شاشات الكمبيوتر في المنازل مقابل اشتراك شهري، ولكن انخفاض وضوح الصورة بالإضافة إلى بطء الاستعراض جعل قراءة الصحف عملية صعبة، وكان استقبال الصحيفة الورقية أرخص كثيرا من استقبالها بهذه الطريقة، كما بدأت بعض الشركات في الثمانينات مثل كمبيوسرف CompuServe في تقديم طبعات إلكترونية من الصحف القومية في إطار تجريبي ولم تستمر هذه المحاولات بسبب تكلفتها العالية ولأنها لم تجد مستهلكين كافيين لاستمرارها .
وبدءا من تسعينيات القرن العشرين بدأت الصحف في الخروج إلى الإنترنت بدوافع عديدة لعل من أهمها محاولة الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة لتعويض الانخفاض المتزايد في عدد قرائها وفي عائدات الإعلان، فقد كانت الصحف- خاصة الأمريكية تعاني من الانخفاض المستمر في معدلات قراءتها سواء على مستوى الانتظام في القراءة أو قراءة أكثر من صحيفة أو عدد قراء النسخة الواحدة أو على مستوى نسبة توزيع الصحف على المنازل الأمريكية، وقد شهدت صناعة الصحافة الأمريكية اختفاء 44 صحيفة يومية خلال الفترة من 1995 إلى 2000.
بالإضافة إلى ما سبق ظهرت المشكلات المتصلة بارتفاع تكلفة إنتاج وتوزيع الصحف نتيجة تضاعف أسعار المطابع وزيادة تكلفة وتعقد أنظمة التوزيع، كما عانت الصحف المطبوعة من مشكلة انخفاض عائداتها من الإعلان الذي يمثل المصدر الرئيسي لتمويلها خاصة بعد تحول المعلنين إلى التوسع في استخدام وسائل إعلاني أخرى مثل البريد المباشر وإعلانات المتاجر ومحطات تليفزيون الكابل بالإضافة إلى المنافسة على الإعلانات التي تواجهها الصحف المطبوعة من وسائل الإعلام الأخرى.
ويؤكد «محمود علم الدين» على أن الصحافة المطبوعة أو الورقية تواجه عدة تحديات خطيرة الآن من أكثرها إلحاحا التحدي الاقتصادي المتمثل في ارتفاع أسعار الورق والتجهيزات التكنولوجية مقارنة بتكاليف إصدار الصحف الإلكترونية على شبكات المعلومات، والتحدي البيئي المتمثل في دعاة الحفاظ على البيئة سواء من خلال الحفاظ على الغابات واشجارها، أو التخلص من التأثيرات السلبية لطباعة الصحف الورقية، وتحدى المنافسة الإعلامية والاتصالية من باقي الوسائل الأخرى المنافسة، واخيرا المصداقية، من الدوافع التي تشجع على النشر الإلكتروني .
ومن الدوافع التي دفعت عديد من الصحف في اكتشاف قيمة توصيل المعلومات الكترونيا من خلال شبكات الكمبيوتر الاتصالية، التفوق الذي أبدته المحطات التليفزيونية الإخبارية في تغطية الأحداث مثل قناة CNN، بالإضافة إلى عدم نجاح الصحف المطبوعة في اجتذاب القراء صغار السن حيث يتركز معظم قرائها حاليا في المرحلة العمرية المتوسطة والمتقدمة، يضاف إلى ذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج الطباعي وأسعار الورق.
وقد حدد بعض الباحثين في دراسات حول الإنترنت كوسيلة إعلام الدوافع التي قادت الصحف المطبوعة إلى الدخول في ميدان النشر الإلكتروني وإصدار طبعات إليكترونية في أن : الصحف أرادت أن تحجز لها مكانا على الطريق السريع للمعلومات Information Super Highway إلى حين تقرر كيف يمكنها تحقيق ربح مادي عن طريق النشر الإلكتروني، وأن بعض الصحف دخلت إلى هذا المجال تخوفا من أن تسبقها الصحف المنافسة .
ففي أوائل التسعينيات اتجهت الصحف والمجلات إلى البحث عن وسائل لتوزيع المعلومات إلكترونيا، فقبل عام 1995 وتحديداً في عام 1993 كان هناك عشرون صحيفة وعدد قليل من المجلات والنشرات التي تنشر إلكترونيا، وكان عدد الصحف التي استطاعت أن تقيم لها مواقع إلكترونية على الشبكة لا يتعدى ست صحف كبرى وعدد من الصحف الصغيرة، وبمرور الوقت وبحلول منتصف التسعينيات أصبحت غالبية الصحف لها مواقع على الشبكة تضم بعضها النسخة الكاملة من الصحيفة المطبوعة ومنتجات معلوماتية أخرى.
وبدأت الصحف الأمريكية تعرف طريقها إلى الإنترنت فكانت أول صحيفة تصدر في الولايات المتحدة نسخة إلكترونية لها على الإنترنت صحيفة شيكاغو تربيون التي تصدر من ولاية نيومكسيكو مع نسختها شيكاغو أولين كأول صحيفة ورقية تخرج إلى الإنترنت وتنشئ لها موقعا على الشبكة وذلك عام ١٩٩٢، وفي فبراير 1993 أصدرت مجلة نيوزوويك الأسبوعية الأمريكية أول طبعة لها على أسطوانة مدمجة تجمع ما بين عرض النصوص المكتوبة والصوتية (المسموعة) والصور والرسوم المتحركة، يمكن للجمهور عرضها وتشغيلها من خلال جهاز خاص بتشغيل الاسطوانات المدمجة متعددة الوسائط والتي يمكن ربطها بشاشة إلكترونية أو حاسب إلكتروني .
وبعد ذلك اتجهت غالبية الصحف الأمريكية إلى إصدار صفحاتها عبر الإنترنت خلال عامي 1994 -1995 فأصبح عدد الصحف اليومية الأمريكية التي أنشئت لها مواقع إلكترونية من ستين صحيفة في عام 1994 إلى 115 صحيفة في عام 1995 ثم إلى 368 صحيفة في منتصف عام 1996، ففي الفترة من عام 1990 حتى عام 1995 اتجهت أكثر من 750 صحيفة في العالم إلى إنتاج إصدارات إلكترونية لها تعرض عبر شبكة الإنترنت وأزداد هذا العدد إلى ٢٠٠٠ صحيفة إلكترونية في عام 1996 ومع بداية عام ۲۰۰۰ دخلت صناعة الصحافة إلى عالم الصحافة الإلكترونية بطريقة كبيرة ومتزايدة وبخاصة مع توفر خدمة الإنترنت مجانا في الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد العالم المتقدم وبعض من البلاد النامية، حيث أصبحت الصحافة جزء من تطور وتوزيع شبكة الإنترنت.
ومن أبرز الصحف الأمريكية التي تصدر طبعات إلكترونية خاصة صحيفتا الوشنطن بوست و نييورك تايمز ثم تليها صحيفة يوأس توداي اليومية كأول صحيفة كبرى تنشئ لها موقع على شبكة الإنترنت مستخدمة تكنولوجيا النص الفائق حيث يستطيع المستخدم من خلالها الانتقال إلى مواقع أخرى وكذلك إلى الأقسام المتعددة للصحيفة مثل العناوين الرئيسية والصور والأبواب المتخصصة كأبواب المال والاقتصاد والرياضة وأحوال الطقس بالإضافة إلى عشرات الصحف الأخرى التي تصدر طبعات إلكترونية خاصة بها، ثم توالى بعد ذلك ظهور المواقع الإخبارية والصحفية على الإنترنت سواء الخاصة بالصحف والقنوات التليفزيونية أو التابعة للمواقع الإخبارية المستقلة التي تعد قناة صحفية إلكترونية مستقلة في حد ذاتها.
وقد أصدرت منظمة الصحف الأمريكية NAA عدد الصحف اليومية الأمريكية والكندية التي لها مواقع على الإنترنت بأكثر من 750 صحيفة يومية في منتصف عام 1998، كما قدرت مجلة المحرر والناشر عدد الصحف اليومية الأمريكية التي لها مواقع على الشبكة في العام بأكثر من 2800 صحيفة وبحلول علم 2002كان هناك نحو 5000 صحيفة على الشبكة.
ويشكل الحاسب الآلي الآن للصحف الأوربية أساس وجوهر الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال، كما يشكل جوهر العملية الإنتاجية في مجال صناعة الصحافة، كما أنه من العناصر الأساسية المتحكمة في عملية إنتاج الصحف اليوم، وفي أتقان هذه العملية بشكل سريع بدأ من جمع المادة الصحفية وانتهاء بنشرها وتوزيعها وتداولها إلكترونيا بين القراء ، ولقد كانت أول صحيفة تنشر إلكترونيا بالكامل على شبكة الإنترنت صحيفة هيلزنبورج إجبلاد السويدية، أما أول صحيفة يومية باللغة الألمانية تدخل إلى شبكة الإنترنت صحيفة ديرستاندارد وذلك في الثاني من فبراير عام 1995، ومن أبرز الصحف الأوربية التي تصدر طبعات إلكترونية خاصة صحيفتا ديلي تلجراف و يفينج ستاندر البريطانية والتي تميز منها صحيفة ديلي تلجراف التي تجمع بين النصوص والصور بل ومختارات منها، ويتوقع أن تكرس الصحف طبعتها الإلكترونية لخدمة قطاع معين من القراء يرغبون في الحصول على نوع محدد من مضمونها في شكل معطيات إلكترونية يمكن حفظها أو إعادة طبعها على الورق أو تضمينها في مطبوعاتهم الخاصة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|