تعد الصحيفة الإلكترونية نتاج للتطور الهائل الذي شهدته تكنولوجيا الحاسب الآلي في مجال الصحافة ويعود الفضل في ظهورها إلى محاولات الباحثين والصحفيين المتعددة لإنتاج صحيفة لا ورقية تستطيع أن تقوم بوظائف الصحيفة المطبوعة وتضيف إليها من خلال استغلال الإمكانات الاتصالية لشبكة الإنترنت.

ويرتبط مفهوم الصحيفة الإلكترونية بمفهوم أخر اشمل واعم وهو مفهوم النشر الإلكتروني Electronic Publishing الذي يستخدم للإشارة إلى استخدام الكمبيوتر في عمليات إنشاء وتحرير وتصميم وطباعة وتوزيع المطبوعات، وبالتالي فان غالبية الصحف الورقية يمكن اعتبارها مطبوعات إلكترونية لأنها تنشا وتحرر وتنسق وتنقل إلى المطابع وتوزع باستخدام أجهزة الكمبيوتر، بل يمتد حقل النشر الإلكتروني الآن ليشمل النشر عبر الإنترنت أو توزيع المعلومات والأخبار من خلال وصلات اتصال عن بعد أو من خلال تقنية الوسائط المتعددة وغيرها من النظم الاتصالية التي تعتمد على شبكات الحاسبات، وتعتمد نظم النشر الإلكتروني عموما على التقنية الرقمية التي توفر القدرة على نقل ومعالجة النصوص والصوت والصورة معا بمعدلات عالية من السرعة والمرونة والكفاءة .

وقد حاول عدد من الباحثين تحديد مفهوم للصحيفة الإلكترونية، فترى "مها الطرابيشي" أن الصحيفة الإلكترونية عبارة عن منشور إلكتروني يجمع بين مفهومي الصحافة التقليدية ونظام الملفات المتتابعة التي يتيحها النشر الإلكتروني، وبهذه الطريقة فهي منشور إلكتروني يصدر بصفة دورية ومنتظمة ولها موقع محدد على شبكة الإنترنت.

ويطلق "محمود علم الدين" على صحافة التسعينيات الصحافة الإلكترونية أو الصحافة الرقمية، وهي التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت وقواعد البيانات التي تقدم خدماتها للجمهور وتكون على شكل مطبوعة على شاشات الحاسبات الإلكترونية.

وتؤكد "نجوى عبد السلام "على أن الصحافة الإلكترونية عبارة عن منشور دوري يحتوى على الأحداث الجارية سواء المرتبطة بموضوعات عامة أو بموضوعات ذات طبيعة خاصة، ويتم قراءته من خلال جهاز كمبيوتر، وغالبا ما تكون متاحة عبر شبكة الإنترنت.

ويعرف "جمال غيطاس" الصحيفة الإلكترونية على أنها نوع من الاتصال بين البشر يتم عبر الفضاء الإلكتروني – الإنترنت وشبكات المعلومات والاتصالات الأخرى- تستخدم فيه فنون وآليات ومهارات العمل في الصحافة المطبوعة مضافاً إليها مهارات وآليات تقنيات المعلومات التي تناسب استخدام الفضاء الإلكتروني كوسيط أو وسيلة اتصال بما في ذلك استخدام النص والصوت والصورة والمستويات المختلفة من التفاعل مع المتلقي لاستقصاء الأنباء الآنية وغير الآنية ومعالجتها وتحليلها ونشرها على الجماهير عبر الفضاء الإلكتروني بسرعة.

ويذكر " حسني نصر، عصام عبد الهادي" أن الصحيفة الإلكترونية هي صحيفة تحمل سمات الصحيفة الورقية وتؤدى وظائفها بالإضافة إلى سمات الخدمات الإذاعية المسموعة وربما المسموعة المرئية بسبب قدرتها على تقديم الأخبار في أي وقت والخدمات المصورة بطريقة الفيديو وتتيح للقارئ اختيار وقت التعرض.

ويبين "حسني نصر" أن الصحيفة الإلكترونية هي تلك الصحيفة اللاورقية التي يتم نشرها على شبكة الإنترنت ويقوم القارئ باستدعائها وتصفحها والبحث داخلها بالإضافة إلى حفظ المادة التي يريدها منها وطبع ما يرغب في طباعته مستغلاً في ذلك الإمكانيات الاتصالية لشبكة الإنترنت.

ويضيف "سعيد الغريب" أن الصحف الإلكترونية هي تلك الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة أو موجز لأهم محتويات النسخ الورقية أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات عادية مطبوعة على الورق وتتضمن مزيجا من الرسائل الإخبارية والقصص والمقالات والتعليقات على الصور والخدمات المرجعية.

والصحيفة الإلكترونية، صحيفة تقوم على استخدام أداة الإنترنت وإنشاء موقع لها بخصائص لها معينة على شبكة المعلومات الدولية وتجمع بين المطبوع الورقي واستخدام الأقراص المدمجة (DVD او (CD لتقديم محتواها عبر الأداتين بحيث تتيح لمستخدميها اختيار المواد والموضوعات الصحفية التي يرغبون فيها وتلبي اهتماماتهم وتفي باحتياجاتهم.

ويطلق البعض على الصحيفة الإلكترونية صحافة الشبكة فهي من منطلقات الموجة الجديدة لثورة النشر الإلكتروني للصحف العربية والعالمية على شبكة الإنترنت والتي تتيح لكل مشترك أينما كان أن يقرأ الصحيفة على شاشة جهازه الشخصي صباح كل يوم.

وتصف «فاتن الطنباري « الصحف الإلكترونية على أنها وصف نص مناظر أو مشابه للصحف المطبوعة ولكنها في شكل رقمي Digital ويعرض على شاشة كمبيوتر ويمكن للأقراص المدمجة CD-ROMs اختزان كمية هائلة من البيانات في شكل نص وأيضا في شكل صور رقمية ورسوم متحركة وتتابعات مرئية وكلمات منطوقة وموسيقى وغيرها من الأصوات لتكمل هذا النص وهي من المؤثرات التي تشد انتباه القراء إلى متابعتها والاستمتاع بها .

بينما يرى" أكسجين "Xigen  أن الصحف على الإنترنت تجمع بين تكنولوجيا النشر التقليدية المتمثلة في: الصور والرسوم والعناوين. . . الخ، وتكنولوجيا الإنترنت الحديثة المتمثلة في النص الفائق وتطبيقات الوسائل المتعددة .

وعبر "جلدر Gilder "عن الصحف على الإنترنت على أنها جاءت نتيجة للدمج بين الكمبيوتر والصحافة، حيث استخدمت الصحافة الكمبيوتر في إنتاج وتسليم المواد الإعلامية بشكل رقمي عن طريق التزاوج بين الثقافة المطبوعة Literacy Print والتسلم الرقمي Digital Delivery بواسطة الكمبيوتر للمواد الصحفية، يتضح من خلال التعريفات السابقة أن بعض التعريفات لمفهوم الصحافة الإلكترونية اعتمد على أنها تحول من الصحافة المطبوعة إلى الصحافة الإلكترونية حيث تعتمد الأخيرة بشكل جوهري على المواد المعلوماتية، وأن الصحيفة الإلكترونية ما هي إلا حلقة من حلقات تطور الوسائط المادية التي تحمل معلومات مفيدة للقراء، وأن الصحيفة الإلكترونية وصف نص مناظر أو مشابه للصحف المطبوعة يعرض على شاشة الكمبيوتر، وبعض التعريفات أوضحت أن الصحف الإلكترونية وإن كانت تعتمد على النص المكتوب إلا أنها تختلف عن الصحف المطبوعة في استخدامها للفضاء الإلكتروني والوسائط المتعددة والفائقة وبالتالي لابد وأن تخلف عن مجرد تحويل الصحف المطبوعة إلى إلكترونية على شبكة الإنترنت .

والصحيفة الإلكترونية هي وسيلة من وسائل الاتصال عبر شبكة الإنترنت تستخدم فنون وآليات ومهارات العمل الصحفي مضافا إليها مهارات وآليات تقنيات المعلومات التي تناسب استخدام الفضاء الإلكتروني كوسيلة اتصال مستخدمة في ذلك عناصر الوسائط المتعددة والنص الفائق والوسائط الفائقة للتعامل مع محتويات الصحيفة ومعالجتها وتحليلها ونشرها على الجماهير عبر الفضاء الإلكتروني بسرعة، بحيث يتاح للمتلقي التفاعل بإيجابية وبسرعة وسهولة حسب احتياجاته وقدراته في تصفح الموضوعات واستقصاء الأنباء الآنية وغير الآنية، وإمكانية حفظه للمعلومات والأخبار وطباعتها .