أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2021
10311
التاريخ: 25-4-2020
2274
التاريخ: 11-10-2016
2188
التاريخ: 27-1-2021
5547
|
للجواب على هذا السؤال لابد ان نعرف اولاً : ما العلة من خلق الإنسان ؟
إن الله تعالى انما خلق الإنسان ، ليكون خليفته في الارض، والخلافة تحتاج إلى سير تكاملي يبني الإنسان شخصيته بها بصورة تدريجية ؛ لتصبح قادرة على حمل اعباء الخلافة عن الله تعالى.
ولما كان الإنسان ذات نوازع داخلية ، وشهوات وميول، واهواء، فلا بد من وضع عواصم تعصمه عن الوقوع في الزلل ، فشرع الله العبادات ؛ ليبني الإنسان بها شخصيته بناء إلهياً ، إذن فالغرض من العبادة تكميل العبد لا منفعة المعبود، ولعل هذا المعنى ما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : (إن الله خلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمناً معصيتهم، لأنه لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه)(1).
وأما الطف ما وصل إليه العلامة الطباطبائي (قدس سره) في تفسير قوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]
يقول (قدس سره) (قوله تعالى {إلا ليعبدون} استثناء من النفي لا ريب في ظهوره ان للخلقة غرضاً وان الغرض العبادة بمعنى كونهم عابدين الله لا كونه معبوداً فقد قال: ليعبدون ، ولم يقل لأعبد أو لأكون معبوداً لهم.
على ان الغرض كيفما كان امر يستكمل به صاحب الغرض ويرتفع به حاجته، والله سبحانه لا نقص فيه، ولا حاجة له حتى يستكمل به، ويرفع به حاجته، ومن جهة اخرى الفعل الذي لا ينتهي إلى غرض لفاعله لغو سفهي.
ويستنتج منه ان له سبحانه في فعله غرضاً هو ذاته لا غرض خارج منه، وان لفعله غرضاً يعود إلى نفسه الفعل وهو كمال للفعل لا لفاعله، فالعباد غرض لخلقة الإنسان ، وكمال عائد إليه هي وما يتبعها من الآثار كالرحم والمغفرة وغير ذلك)(2).
والنتيجة ان الله تبارك وتعالى إنما يستبعد العباد؛ لكي تتكامل شخصياتهم فتسموا على حضيض الحيوانية، وتصبح مهيأة لحمل رسالة الله تعالى، ومستعدة لقبول الرحمة والفيض الإلهي وبذلك يكون خلفاء لله في أرضه.
وهذا النوع من الاستعباد تحرير للإنسان من جميع الضواغط الداخلية والخارجية ، وتهيئة للإنسان ، لينطلق في رحاب الله ، ويسكن بالتالي جنة الخلد في دار رحمة الله.
وختام القول ان العبودية مرتبة سامية يحققها الله في عباده الصالحين وخير دليل على علو رتبتها ما في الشهادة الثانية (وأشهد ان محمداً عبده ورسوله) فقدمت العبودية على الرسالة، يقول الإمام الحسين (عليه السلام) : (أحبونا يحب الإسلام فإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : لا ترفعوني فوق قدري فإن الله اتخذني عبداً قبل ان يتخذني رسولاً).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة خطبة : 93 .
(2) العلامة الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن : 18/386 .
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي
|
|
|
|
جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
|
|
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
|
|
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
|
|
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع
|