المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ثقافتنا وثقافة الآخر  
  
1555   12:16 صباحاً   التاريخ: 6-1-2022
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص53 ـ 55
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

كثيرا ما نستشهد بآراء العلماء والمفكرين والفلاسفة الغربيين، من مختلف التوجهات، والمذاهب، معتمدين عليها، كمعيار علمي في مجمل ابحاثنا، ودراساتنا ، التي تبحث في مختلف المعارف، ومنها الثقافة، اذ لا تخلو كتاباتنا في مجملها من هذه الآراء العلمية، وتباين نظرياتها ومفاهيمها وما حققته من نتائج وتحليلات في هذا العلم او ذاك، اذ بات من اللازم بل ومن الضرورات العلمية الاعتماد على تلك المفاهيم الغربية والاهتمام بها كأسانيد علمية تدعم ابحاثنا، وكتاباتنا الجديدة، متناسين عن قصد او غير قصد ـ الإرث الحضاري الواسع، والعمق الفكري الثر، الذي خلفه لنا علماء العرب والمسلمين، والتي اهتم بها علماء الغرب اكثر من اهتمامنا بها ، بعد ان وجدوا فيها رؤية صائبة، ودقة في المفاهيم والطروحات، التي عبرت عن المكانة العلمية المتقدمة التي ارتقى اليها العلماء والمفكرون والفلاسفة العرب والمسلمون، في نشاطهم العلمي والفكري، الذي اسهم بشكل فاعل في دعم عجلة التقدم العلمي الإنساني..

ومع تقديرنا العالي لمفاهيم العلماء والمفكرين والفلاسفة الكبار في الغرب، وطروحاتهم العلمية المتقدمة، في نظرياتهم الشهيرة التي شغلت اهتمام المفكرين والباحثين والدارسين في العالم منذ ان وجدت الى يومنا هذا، والتي تعتبر المرجع الأول لكل المنطلقات العلمية، التي لا تكتسب أهميتها، ودقتها في البحث العلمي دون الرجوع اليها، والانطلاق من مفاهيمها، وذلك لأهمية هذه النظريات ومفاهيمها في الدراسة والبحث والاستنتاج والتحليل العامل في المجال العلمي..

الا اننا بنفس الوقت لا يمكن ان نتجاهل دور علمائنا واسهاماتهم الكبيرة، في اغناء الثقافة العربية الإسلامية خاصة، والثقافة الإنسانية عامة، بما جاءوا به من مفاهيم واراء غاية بالأهمية في مختلف العلوم والتي أعطت ذخيرة حية من المعارف الزاخرة، بالأفكار العلمية الجادة والآراء الصائبة التي انطلقت بالمجتمعات العربية والإسلامية من البداوة الى التحضر، والتي أصبحت سمة واضحة من سمات العرب المسلمين في تاريخهم الزاخر بالنتاجات الفكرية والثقافية والعلمية المهمة، والتي بلغت من المكانة العالية في العلوم الإنسانية، مما جعلها تنتشر في المجتمعات العالمية، التي سرعان ما تبنتها وتفاعلت معها، مما وسع من مجالات التفاعل الحضاري والثقافي والعلمي، بين العرب والمسلمين والأمم الأخرى (أخذاً وعطاء وامتد هذا التفاعل الى اقاصي الصين شرقا، والى اوربا غربا وشمالا، غير ان الكثير من الأفكار والآراء لم تحصل على الاهتمام اللازم لبلورتها وتنظيمها وتهيئتها لخدمة حاضر الامة ومستقبلها، لذا فقد اعتمد قراء أبنائها في الوقت الحاضر على اراء نفسية وتربوية وثقافية مستمدة من النتاج الغربي الحديث، وما دروا ان هذا النتاج له جذوره الأساسية في تراثنا العربي الإسلامي، سيما وان هذا التراث محفوظ في ما كتب بعد الإسلام، وبخاصة ما احتوته الكتب التي الفت وانتشرت في العصر العباسي الأول)(1).

غير ان هذا التراث لم ينل الدراسة والتصنيف كما يجب، فظل متناثرا هنا وهناك، ونظرتنا اليه لا تتعدى النظرة التاريخية الافتخارية فحسب، ولا يعد في هذه النظرة الضيقة سوى (تحفة حضارية) ليس الا، دون ان نهتم بقيمته العلمية في واقعنا المتواصل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ جمال حسين الالوسي ـ علم النفس العام ص53. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.