المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ثلاث مراحل بنيوية  
  
1744   03:03 مساءً   التاريخ: 12-12-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص19ـ24
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2018 2075
التاريخ: 15-9-2021 2417
التاريخ: 24-4-2017 7163
التاريخ: 15-12-2020 2340

يمكننا الاهتمام والاعتماد على ثلاث مراحل عمرية أساسية وبنيوية، للعمل عليها من أجل مساعدة الفرد على تكوين شخصيته السَّوية. وذلك بمتابعتها وتوجيهها كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (الولد سيدٌ سبع سنين، وعبدٌ سبع سنين، ووزيرٌ سبع سنين، فإن رضيتَ أخلاقه لإحدى وعشرين، وإلّا فاضرب على جنبه، فقد أعذرت إلى الله)(1). 

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبعاً، والزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح، وإلّا فلا خير فيه)(2).

فبحسب التقسيم الإسلامي:

1ـ المرحلة الأولى من الولادة إلى سبع سنوات.

2ـ المرحلة الثانية من سبع سنوات إلى أربع عشرة سنة.

3ـ المرحلة الثالثة من أربع عشر سنة إلى إحدى وعشرين سنة، وهي مرحلة المراهقة واكتمال النضج في الشخصية.

وبحسب التقسيم المعاصر(3):

1ـ المرحلة الأولى هي مرحلة السنين التكوينية التي تنقسم إلى قسمين: الرضاعة لسنتين، والطفولة المبكرة من 2ـ6 سنوات.

2ـ المرحلة الثانية هي مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة من 6ـ12 سنة.

3ـ المرحلة الثالثة هي مرحلة المراهقة من 13ـ21 سنة وتنقسم إلى قسمين:  

أـ المراهقة المبكرة من 13ـ16 سنة.

ب ـ المراهقة المتأخرة من 17ـ21 سنة.

وسنركز بحثنا على المرحلة الثالثة فقط(4) ، انسجاماً مع مضمون الكتاب الذي بين أيدينا ، ((ولا يعني تقسيم المراحل وجود حدِّية في مواصفات كل عمر عند انطباقه التام ، فمراحل النمو متَّصلة ومتداخلة ، ولا يوجد بينها فواصل، ويتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى بشكل متدرج من دون طفرات بينها. كما تتأثر حدود كل مرحلة بالبيئة الاجتماعية والظروف المعيشية والظروف المناخية، فتزداد أو تنقص أشهراً أو سنة أو أقل أو أكثر، وإنما ينفع هذا التحديد لمعرفة الفروقات الإجمالية بين هذه المراحل، وبناء عليه فزيادة سنة أو نقصانها لا يُخل بفهمها، وضبط إيقاعها، والعمل فيها، حيث تُحدِّد مراقبة تصرفات الأولاد بوضوح، عمليةَ الانتقال من مرحلة إلى أخرى))(5).

اتجاهات المراهق

بناءً لما تقدَّم، فإن التقسيم الإسلامي للمراهقة من 14ـ21 سنة، منسجم مع التقسيم المعاصر من 13ـ21 سنة.

لاحظ معي كيف يركز الإسلام على الاعتراف بشخصية المراهق، فالحديث الشريف يعتبر العلاقة المناسبة معه بأن يكون وزيراً، والوزير يُسأل عن رأيه ويُستشار ويُناقش، ويُعطى مساحة من حرية الحركة والقرار، وتراعى مكانته واحترامه أمام الآخرين، ويُشارك في الأنشطة الاجتماعية والعائلية كصاحب كيان مستقل، ويُعطى المجال لتحقيق بعض رغباته ما دامت في الإطار السليم.

فالوزير مستشار وصاحب صلاحيات، فهو ليس مأموراً من الأب أو المربي بشكل دائم، ولا يُعامل كطفل عاجز عن اتخاذ بعض الخيارات، وإلّا تحطمت معنوياته أو وصل إلى التمرد لإثبات شخصيته. يدعو الإمام الصادق عليه السلام بأن ((ألزمه نفسك))، أي اجعله ملازماً لك، صاحباً وصديقاً، بأن تتعامل معه كشخص راشدٍ قادرٍ على المشاركة في القرار واتخاذ المواقف، فلا تستخِف بقدراته وإمكاناته، وأعِنهُ بالنصح والتوجيه من موقع الصحبة لا من موقع الآمرية، وبالإرشاد من موقع الصديق لا من موقع السلطة، حاول أن تقرِّب له الفكرة الأصوب، وأن تُقنعه بها ليختارها بملء إرادته، لا بالقهر والإلزام والضغط.

ففي هذه ((الفترة تتكوَّن فيها معالم الشخصية المستقلة، فالولد يجنح إلى الاستقلال وإبداء الرأي والاختيار، ويرغب بأن تؤخذ وجهة نظره بعين الاعتبار، ويكره بأن يُعامل بطريقة طفولية، ويتصرف على أساس أنه صاحب قرار، وأنَّه يتميز بمجموعة من الصفات الخاصة والمهمة. لذا نرى بدايةَ المصادمة مع أهله إذا لم ينسجم مع توجيهاتهم، ونزوعَه إلى التفاعل مع أصحابه وجوِّه الخاص، واختياره لأنشطة تعبِّر عن هذا المنحى، ومحاولة تقليده للكبار باللباس أو طريقة الحديث أو الجلوس أو التدخين.. إنَّ التعاطي مع هذا العمر يتطلب شكلاً من المؤاخاة مع الصبي أو البنت، وإشعارهما بخصوصيتهما والاعتراف بشخصيتهما ومتطلباتهما))(6).

هذا التوجيه متناغم مع التربية الحديثة التي تتحدث عن مرحلة المراهقة ، حيث تعتبر:

(( أـ المراهقة المبكرة من 13ـ16 سنة ، وهي تمتد منذ بدء النمو السريع الذي يصاحب البلوغ ، حتى بعد البلوغ بسنة تقريباً ، عند استقرار التغيرات البيولوجية عند الفرد. وفي هذه المرحلة يسعى المراهق إلى الاستقلال، ويرغب دائماً في التخلص من القيود والسلطات التي تحيط به، ويستيقظ لدى الفرد إحساسه بذاته وكيانه، ويميل إلى الاندماج مع جماعة من الأصدقاء (الشِّلة)، وتشتدُّ منافسته مع أترابه واخوته، ويحاول أن يجذب إليه انتباه الجنس الآخر.

ب ـ المراهقة المتأخرة من 17ـ21 سنة، وفيها يتجه الفرد محاولاً تكييف نفسه مع المجتمع الذي يعيش فيه، ويوائم بين تلك المشاعر الجديدة وظروف البيئة ليحدد موقفه من القضايا المختلفة، محاولاً التعود على ضبط النفس، والابتعاد عن العزلة، والانضواء تحت لواء الجماعة، فتقل نزعاته الفردية، ولكن في هذه المرحلة تتبلور مشكلته في تحديد موقفه بين عالم الكبار، وتتحدد اتجاهاته إزاء الشؤون السياسية والاجتماعية وإزاء العمل الذي يسعى إليه))(7).

________________________

(1) الشيخ الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص:222.

(2) المصدر نفسه.

(3) معوض ، الدكتور خليل ، سيكولوجية النمو ، الطفولة والمراهقة ، ص: 109.

(4) للاطلاع على خصائص المراحل الأخرى، يمكن مراجعة كتاب حقوق المعلم والمتعلم للمؤلف، ص:79.

(5) كتاب حقوق المعلم والمتعلم ، للمؤلف ، ص: 85.

(6) كتاب حقوق الوالدين والولد ، للمؤلف ، ص:93ــ 94.

(7) معوَّض ، سيكولوجية النمو ، ص:289. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.