حسابات تكلفة وعوائد المشروعات الاستثمارية  

من الأهمية بمكان الإلمام ببعض مفاهيم التكلفة وخاصة التكاليف الظاهرة (المدفوعة للغير)، والتكاليف الخفية (مستحقات العناصر المملوكة)، والتكاليف الاقتصادية قيمة مساهمة جميع عناصر الإنتاج (الأجور والريع وعائد رأس المال). فللوقوف على ربحية المشروعات الاستثمارية يجب الاستناد على بيانات الدخل لفترة ممتدة من الزمن لأن الدخل يتغير من سنة لأخرى، ومن ثم فان بيانات كشف الدخل لسنة واحدة يعطي مؤشرات غير دقيقة ، وقد تكون مضللة، كما أن تحليل الاتجاه العام للإيرادات والتكلفة عبر فترة من الزمن يعتبر مفيداً لتحليل ربحية المشروع بشكل سليم. وتعطي بعض مؤشرات التكلفة والعوائد الناتجة من كشف الدخل معلومات عن أداء المشروع. ومن هنا تأتي أهمية هذه المؤشرات والتي كثيراً ما يستخدمها المقرضون في تحليل الأهلية (الجدارة) الائتمانية للمقترض. 

ومن الأهمية بمكان التفرقة بين الدخل النقدي للمشروع والدخل التشغيلي ، والدخل الصافي، حيث إن الدخل النقدي للمشروع Gross Income هو عبارة عن الايرادات النقدية مطروحاً منها التكاليف النقدية (لا يدخل في حسابه مشتريات ومبيعات الأصول الرأسمالية). ويساعد حساب الدخل النقدي كمؤشر للتدفق النقدي السنوي الصافي، وفي حساب ضرائب الدخل. أما الدخل التشغيلي للمشروع  Net Operating Income   فهو عبارة عن الإيرادات الكلية (كمية الإنتاج مضروبة في السعر) مطروحاً منها تكاليف التشغيل. ويساعد في المقارنة بين مشروعات مختلفة في تركيب التكاليف الثابتة، وفي مقارنة نفس المشروع في فترات زمنية مختلفة. وبذلك فإن الدخل الصافي للمشروع Net Cash Income  يساوي الدخل النقدي للمشروع مضافاً إليه الزيادة في الموجودات (أو مخصوماً منه النقص في الموجودات) وكذلك مخصوماً منه قيمة الإهلاكات في الأصول الثابتة وشبه الثابتة.والمعادلات التالية توضح العلاقة بين الأنواع الثلاثة من الدخل :

الدخل الصافي للمشروع = الدخل النقدي للمشروع + الزيادة في الموجودات (أو- النقص في الموجودات) — قيمة الإهلاكات في الأصول الثابتة وشبه الثابتة .  

الدخل الصافي للمشروع = الدخل لتشغيلي - التكاليف الثابتة. 

ما سبق يتضح ما يلي :

(١ ) أهمية ضبط التغير في المخزون لحساب الدخل الناتج في الفترة الزمنية موضع الاعتبار.

(٢) أهمية تصفية الدخل مما أحل في الأصول الإنتاجية من إهلاكات نتيجة لإضافة أو تكوين الدخل.

(٣) يوضح الدخل الصافي للمشروع الدخل الناتج لصاحب المشروع وأسرته نظير الإدارة والعمل العائلي ورأس المال الخاص بما فيه الأرض، وهو الأهم من بين الانواع الثلاثة المذكورة. وهو يوضح المقدار المتاح للإنفاق الاستهلاكي ، ودفع الضرائب ، والادخار، ودفع أقساط القروض. 

(4) القروض لا تُحسب بذاتها ضمن بنود التكاليف، حيث إن حسابها يمثل ازدواجية نظراً لأن ما استخدم من العناصر التي تم تأمينها بالقروض قد اعتبرت ضمن التكاليف. 

(٥) الدخل النقدي الصافي هو مجموع القيم المضافة للعناصر المملوكة للمشروع من أرض وعمل ورأس مال وإدارة، في صورة ريع للأرض المملوكة، وعائد على رأس المال الخاص ، وأجور العمل المُقدَم من أصحاب المشروع، فضلاً عن الأرباح الاقتصادية المحققة (أو الخسارة).

(٦) لا يعني تحقيق دخل صافي كبير للمشروع أن المشروع مربح من الناحية الاقتصادية.

ولفهم ذلك يجب التفرقة بين التكاليف الظاهرة والتكاليف الخفية كمكونين رئيسين في حساب التكاليف الاقتصادية على النحو التالي : 

ويعتبر الربح حافزاً وموجهاً لجميع المشروعات الاقتصادية. ويحمل الربح معنيين هما : 

- المعنى المحاسبي للربح :  ويُمثل الفرق بين الإيراد الكلي للسلعة والتكاليف الكلية. أي إنه المبلغ المتبقي للمنظمة بعد دفع عوائد عناصر الإنتاج التي تشترك في العملية الإنتاجية على أساس تعاقدي، بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى كالضرائب وأقساط الاستهلاك.

- المعنى الاقتصادي للربح : وهو المتبقي بعد اقتطاع العائد الاقتصادي الخاص بخدمات  عناصر الإنتاج المملوكة لصاحب المشروع والتي ساهم بها في العملية الإنتاجية. ويُقدّر هذا العائد بتكلفة الفرصة البديلة لتلك الخدمات، أي مقدار الأجور والريع والفائدة التي كان يمكنه الحصول عليها لو أنه قام بتأجير عمله أو أرضه أو إقراض ماله إلى الغير، ولكنه ساهم بخدمات هذه العناصر المملوكة في مشروعه الخاص. وما يتبقى بعد ذلك من الإيراد الكلي هو ما يعتبر ربحاً اقتصادياً. ومن أهم العوامل التي تؤدي لظهور الربح الاقتصادي الابتكارات، وظروف وحالات عدم التأكد، والقوة السوقية في مقابل المنافسين. 

أي أن الربح الاقتصادي هو القيمة المضافة للإدارة وتحمل المخاطر. يمكن حساب الربح الاقتصادي من الدخل الصافي من المعادلة التالية :

الربح الاقتصادي = الدخل الصافي ــ تكلفة الفرصة البديلة للأرض المملوكة المستعملة في المشروع — تكلفة الفرصة البديلة للعمل العائلي المبذول في المشروع — تكلفة الفرصة البديلة لرأس المال الخاص المُستثمَر في المشروع . 

وفي الحياة العملية يُلاحظ أن المنشآت الإنتاجية تسعى إما لزيادة أرباحها ، أو تحقيق عائد مرض على استثماراتها. إلا إن تحقيق العائد المرضي لا يمكن ضمانه بسبب وجود ظروف وحالات المخاطر وعدم التأكد التي تعمل المنشآت الإنتاجية خلالها. وتظهر هذه الحالات بشكل خاص فيما يتعلق بالمخاطر المتعلقة بالطلب على السلع المنتجة ، وأسعار المدخلات في سوق عوامل الإنتاج، وطبيعة ودرجة المنافسة، واتجاهات الأسعار مع التغيرات المحتملة وغير المحتملة في سوق السلع النهائية.