المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العلاقات الاجتماعية / العلاقة مع المجتمع  
  
3195   09:56 صباحاً   التاريخ: 30-11-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص99ــ103
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يبدأ الشاب أو الشابة بالخطوات الأولى للتفاعل الاجتماعي، فيميل إلى الاندماج مع الأصدقاء ويرغب أن يكون جزءاً منهم، ولا يحب العزلة، ثم يتبلور موقفه تدريجياً من عالم الكبار، ليحدد ميوله واتجاهه إزاء الشؤون السياسية والاجتماعية.

ينشأ عن العلاقة مع المجتمع بتنوعاته سلسلة من الأسئلة أو العقبات، تختلف من شخص لآخر في تفاصيلها، لكنها خطوات طبيعية ليأخذ الشاب مكانه وموقعه في العالم الجديد، عالم الكبار والمجتمع. ومن المفيد الإشارة إلى جملة ملاحظات تساعد على الانتقال المريح من الطفولة المحصورة في عالمها الضيق، إلى المراهقة والشباب الذي يتطلع إلى الدور وتحقيق الأهداف في داخل المجتمع:

* من الطبيعي أن ينظر الناس إلى الشباب الجديد الوافد إلى المجتمع، وإلى الشابة القادمة إلى الحياة الأوسع، نظرة المتفحص لهذا العنصر الجديد، حيث ينظرون إليه بأنه قليل التجربة والخبرة، وما زال في مقتبل العمر، لا يدرك كل أبعاد الأمور، ما يزعجه في غالب الأحيان، لاعتداده بنفسه، وشعوره بأنهم يبخسونه حقه بنظرتهم إليه، وأنهم يتعاملون معه بدونيه! هذه النظرة خاطئة ومبالغٌ فيها، خاصة إذا برزت له آراءٌ ومواقف وتعابير مقنعة ومتينة تدل على سعة اطلاعه، أو بدا من سلوكه نضج مميز بما راكمه من علم وتجربة لم يراكمها غيره لسنوات طويلة، مع ذلك ليس مهماً ما يقيِّمونه به في هذه اللحظة، فالمستقبل واعدٌ أمامه، وهو أمام تغيرات كثيرة وسريعة يلاحظها كل مراقب، عند من اهتم بتنمية قدراته، وتابع تحصيله العلمي، وراكم خبراته من خلال علاقاته ونشاطاته التي يقوم بها.

* لا تُبعد نفسك عن الآخرين، ولا تخجل بإبداء رأيك بالحدود التي تعرفها، ولو في حالات محدودة بين من تجتمع معهم، ولا تبق مستمعاً دائماً، بل خطط لتكون مشاركاً. ولكن لا تتسرع أيضاً، ولا تتكلم كثيراً وتدعي معرفتك بكل شيء، والتفت إلى أن يحيطون بك ويمتلكون قدرات ومعلومات يستطيعون من خلالها تقييم قدراتك. ليكن اهتمامك بالاندماج المجتمعي حافزاً على اختلاطك بالجماعة والأقارب والمنتديات، فهذا ما يوسع من آفاقك، ويساعدك على التدرج في التفاعل مع محيطك، بما ينسجم مع سنك وقدراتك، بل ورغبتك الحقيقية في الاندماج الاجتماعي.

* أنت بحاجة إلى تشكيل رأيك في القضايا التي تحيط بك، عليك أن تتعرف على تركيبة بلدك، وطبيعة المواقف الأساسية بين الفئات والقوى المختلفة، وأن تحدد موقفك منها. اعرف من هم أعداء بلدك؟ وما هي الأخطار التي تحيط به؟ وكيف تساهم في حمايته منهم؟ وما هو دورك في بنائه مستقلاً عزيزاً؟

* حدد نظرتك إلى طبيعة العلاقات الاجتماعية السليمة، ورأيك في دور الشباب ومكانتهم في المجتمع، وموقعك الذي تطمح إليه في المستقبل. من المفيد أن تعرف أسس الصلاح والفساد، والمناسب وغير المناسب، وأن تشكل نظرتك إلى العلاقات الناجحة مع الأقرباء والأصدقاء، ورؤيتك إلى كيفية نجاح الشباب واستفادتهم من طاقاتهم وقوة اندفاعهم.

* ما هي السلوكيات الملائمة؟ ما هو رأيك بالصدق والكذب، بالخدمة الاجتماعية ومساعدة الفقراء، والعمل التطوعي؟ ما هي نظرتك إلى البناء الروحي والأخلاقي وكيفية تنمية البنية الجسدية؟

إعلم أن الإنسان لا يتكامل إلّا إذا كان متوازناً في إعطاء كل جوانب شخصيته حقها، فلا يهتم فقط بقوة جسده وصحته وشكله ورشاقته، بل يتعداه للاهتمام بتنمية ثقافته واطلاعه، وذلك بالاهتمام بالمطالعة لبعض الكتب والمجلات والصحف بالقدر المتيسر مع ظروفه، والاهتمام بتقوية علاقته الروحية مع الله من خلال العبادات، والمشاركة في أجواء التعبئة الروحية في الصوم وعاشوراء، والاقتداء بالقادة الأعلام القدوة عبر التاريخ وعلى رأسهم النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام، والحرص على تنمية الحس الاجتماعي معتنياً بسلوكيات التخاطب واللياقة والأخلاق الفاضلة.

* بدأ دورك يتشكل، فلا تكن عنيداً وعدائياً وعنيفاً وقاسياً، لأن الجميع ينبذك ويتجنبك بوجود هذه الصفات. كن محاوراً، مستمعاً للرأي الآخر، متقبلاً للاختلاف، موضحاً لوجهة نظرك بالأدلة. لك أن تختار صداقة من يعجبك، وتجنب من لا تنسجم معه، فلست مجبراً على شيء، فلا تقحم نفسك في المكان الخطأ، ولا يضيق صدرك بالتكتلات التي لا تعجبك، شارك في التكتل الذي يناسبك ومع الأصدقاء الذين يحملون قناعاتك.

* لست بحاجة لأن تتصنّع الأمور، أو أن تتباهى لتتفوق، فهذا الطريق مقيت، ولا يُكسبك شيئاً. تصرف بواقعية بحسب قدراتك وإمكاناتك، فلكل محله في هذا المجتمع، ولك من يحبك ويؤمن بك مهما كانت صفاتك.

* بلوِر قناعاتك بصبرٍ وتأنٍ، ولا تندفع بسرعة إلى أي موقف، لتستفيد من وقتك وإمكاناتك. لا تستعجل الحكم على الأشخاص أو القضايا، حاول أن تستجمع المعلومات والمعطيات، كي لا تكثر أخطاؤك ومواقفك في تقييمك للأمور.

* لكل شيء أوان، فالفاكهة تنضج في أوانها بعد توفير العوامل الطبيعية المناسبة لذلك، وأنت تنضج في أوانك بتوفير المقومات المناسبة لتنمية قدراتك.

* انتبه، لقواعد التعامل الاجتماعي الناجح، فوقّر الكبير وارحم الصغير، وقدّر معلمك وتضحياته، وأحسن إلى والديك، وصل رحمك، وأعِن أصدقاءك في السر والعلن، وكن إلى جانبهم في الحزن والفرح، وشارك مع الجماعة في النشاطات العامة، السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية، واختر الأنشطة التي تنمي علاقاتك الاجتماعية ودورك. لا تنعزل، ولا تجعل نفسك هامشياً بين أقرانك.

* حيويتك لا تعني الطيش ولا انعدام المسؤولية، بل هي نعمة من الله تعالى عليك فاستفد منها مع الجماعة. قيمةُ طاقاتك التي أودعها الله تعالى فيك أن تتفجر خيراً في المجتمع، فلا تستخِف بقدراتك، ولا تستهتر بسمعتك وشخصيتك. لا أدعوك إلى الجدية المبالغ فيها بل إلى الرصانة، ولا أدعوك إلى الجمود بل إلى المرح اللطيف والحركة المحببة والسلوك والتصرفات المقبولة.

لستَ وحيداً في صحراء قاحلة، فما تقوله وتفعله يؤثر في الآخرين، فاحرص على أن تقول وتفعل ما تحب أن يقوله لك الآخرون ويفعلونه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.