المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حفظ وتعبئة الفاكهة والخضروات المجمدة
4-1-2018
تشبيه التمثيل
26-03-2015
تبادل الحمل في أشجار الكيوي
2023-02-13
العقل من مصادر التفسير
2024-09-06
تقديم طلب شطب العلامة التجارية لمخالفتها شروط التسجيل
2024-04-27
تجربة قانون لنز
6-8-2016


مفاهيم وآراء الماوردي ومعرفة المعلمين للمتعلمين  
  
2452   02:49 صباحاً   التاريخ: 30-10-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص64 ـ 67
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2020 3043
التاريخ: 30-11-2017 30713
التاريخ: 19-12-2020 2701
التاريخ: 26-7-2016 2118

في كتابه المعروف (أدب الدنيا والدين) الذي يضم آراء قيمة، ومتنوعة في التربية وعلم النفس، يركز (الماوردي)* على أهمية الارشاد التربوي، الذي اهتمت به وشددت عليه عملية التربية، بكل مراحلها القديمة والحديثة، ومن خلاله يطرح الماوردي مفاهيمه الخاصة بهذا الجانب، وما يخص اكتساب الانسان للمعارف المختلفة، اعتمادا بشكل أساسي على الجانب الفطري والجانب المكتسب، والعلاقة الجدلية الترابطية بينهما لتشكل فعل المعرفة كما يذهب الى ذلك (الماوردي) بتأكيده: (ان الفعل المكتسب لا ينفك عن العقل الغريزي، لأنه نتيجة منه)(1).

وبجانب اخر يقول الماوردي: (لكل تربة غرس، ولكل بناء أس)(2).

شيراً بذلك الى أهمية الأساس في بناء كل شيء، واذا صلح الأساس صلح البناء، ومن هنا شدد الماوردي على أهمية الأساس في نجاح العملية التعليمية، والاساس هنا هو المرشد لقدرات الطفل وتوجيهه وتعليمه حسب هذه القدرات، وهو بذلك يستشهد بحديث الرسول (صلى الله عليه وآله) : (لا تمنعوا العلم اهله فتظلموا، ولا تضعوه في غير اهله فتأثموا)..

كذلك قد نبه الماوردي المعلمين والمتعلمين الى أهمية معرفة المداخل الأساسية في العلوم وطلبها.. حسب المقدرة، وحسب المستوى، والتدرج في طلب هذه العلوم حيث قال: (ان للعلوم أوائل تؤدي الى اواخرها، ومداخلها تمضي الى حقائقها، فليبتدئ طالب العلم بأوائلها لينتهي الى اواخرها، وبمداخلها ليفضي الى حقائقها، ولا يطلب الاخر قبل الأول، ولا الحقيقة قبل المدخل، فلا يدرك الاخر، ولا يعرف الحقيقة)(3).

اما فيما يخص لغة التعليم، ومعوقاته، فقد أشار الماوردي في موضع اخر الى أهمية فهم العملية التعليمية وتأثيرها، والمعوقات التي تحول دون فهم المتعلم واستيعابه للمادة التعليمية وضرورة تشخيص أسباب عدم الفهم بشكل سريع ومنها على وجه الدقة دور اللغة في التوصيل وتوضيح المعاني، اذ ان للغة الدور الكبير في احداث التأثير وحصول المعرفة حيث أشار الماوردي الى ذلك بقوله: ( ان المتعلم اذا لم يفهم معاني ما سمع كشف عن السبب المانع منها ليعلم العلة في تعذر فهمها، فانه بمعرفة أسباب الأشياء وعللها، يصل الى تلافي ما شذ، وصلاح ما فسد، وليس يخلو السبب المانع من ذلك من ثلاثة اقسام: اما ان يكون لعلة في الكلام المترجم عنها، واما ان يكون لعلة في المعنى المستودع فيها، واما ان يكون لعلة في السامع المستخرج، فان كان السبب المانع فهمها لعلة في الكلام المترجم عنها، لم يخل ذلك من ثلاثة أحوال: احدهما ان يكون لتقصير اللفظ عن المعنى، فيصير اللفظ عن ذلك المعنى سببا مانعا من فهم ذلك المعنى، وهذا يكون من احد وجهين: اما من حصر المتكلم وعيه (يعني صعوبة الكلام)، واما من بلادته وقلة فهمه، والحال الثانية: ان يكون لزيادة اللفظ عن المعنى، فتصير الزيادة مانعة عن فهم المقصود منه، وهذا قد يكون من احد وجهين اما من هذر المتكلم وإكثاره، واما لسوء ظنه بفهم سامعه، والحال الثالثة: ان يكون لمواضعه(*) يقصدها المتكلم بكلامه فاذا لم يعرفها السامع لم يفهم معانيها)(4).

ان هذا الاستنتاج الذي توصل اليه الماوردي يعد من المشكلات الكبيرة في عملية التعليم، والتي تم التركيز عليها في اغلب المناهج. وهي تدرس الان في العصر الحديث باسم (معوقات الادراك) في التربية والتعليم.. وقد اخذ العلماء في مناهجهم التعليمية الحديثة بما ذهب اليه الماوردي في تعليل الأسباب التي تؤدي الى إعاقة الادراك والتعليم، اذ ان الماوردي قد (أصاب الحقيقة عندما ربط التفكير والادراك باللغة، لان اللغة أداة المعرفة وعليه فكلما كانت اللغة التي تعرض فيها المادة سهلة وواضحة ومعبرة عن الحقيقة العلمية المعروضة كلما كان فهم المتعلم اسرع وادق)(5).

فاللغة لها الأثر الكبير والرئيسي في الفهم والاستيعاب والوصول الى مبتغى المعنى، ودلالته، وعبر اللغة يتم التوصل بين المفاهيم والمدلولات وفك الرموز والاشارات التي تعبر عنها مفردات اللغة، وهذا ما أراد تأكيده الماوردي في اهتمامه باللغة في إيصال المعنى واتمام عملية التعليم الناجحة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري، علم من اعلام الفكر العربي الإسلامي واديب ناضج الفكر، ادرك المواقف التربوية والنفسية وقال فيها اقوالا سبق فيها الاوربيين الذين جاءوا من بعده بمئات السنين، وقد امتدت حياته بين سنتي (364 ـ 450هـ ) وكان من العلماء البارعين الذين تمكنوا من استيعاب الثقافات الإنسانية المختلفة، وقد تولى القضاء في بلدان كثيرة وكان عادلا ومنصفا ومتمسكا بالحق، لا يلين لحاكم او متنفذ، وقد كتب والف الكثير من الكتب التي لم يبق منها الا القليل الذي لا يتجاوز عدده اثني عشر كتابا في مختلف الشؤون الدينية والسياسية والاجتماعية والتربوية واللغوية والأدبية، ومن اشهرها كتاب (ادب الدنيا والدين).

1ـ الماوردي ـ ادب الدنيا والدين، ص14.

2ـ المصدر السابق ص14.

3ـ المصدر السابق ص29.

(*) (المواضعة) هي العرف الخاص بعلم او فن.

4ـ الماوردي ـ ادب الدنيا والدين، ص44.

5ـ جمال حسين الالوسي ، مصدر سابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.