أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2022
1266
التاريخ: 27-12-2021
1458
التاريخ: 24-1-2022
1720
التاريخ: 13-5-2022
1588
|
الفكر الجيوبوليتيكي الغربي:
على الرغم من كل هذه السمات التي تعطي الفكر الجيوبوليتيكي وحدة واستمرارية، فقد ظهر داخل الفكر الجيوبوليتيكي الغربي عدد من ال ( (Weltanschauu nger المتميزة على صعيد التفسير، ويمكن كشف ست منها:
- القطبية الثنائية
- الطرفية
- القطبية الثلاثية
- المناطقية
- المركزية
- متعددة الاقطاب
في الروية ثنائية القطبية، ينقسم العالم بشكل أساسي بين قطبين كبيرين يملكان القوة. وبإمكان المراكز الأساسية للسلطة أن تتغير في مجرى التاريخ، ولكن تبقى هناك حالة شبه دائمة من النزاع والمواجهة. أشهر معتنقي هذا التفسير كان
H.Mackinder) ) ولا يزال مفهومه حول "قلب الأرض" Heartland هو الأكثر ايحاء من بين ما وضعه. فهو يسلم بالتعارض التاريخي بين القوة البحرية والقوة الأرضية - تملك هذه الأخيرة خط دفاع أخير - على الأقل في بداية القرن، في القلعة البعيدة والمنيعة ل "قلب الأرض" الموجود في قلب آسيا. وقد احتفظت هذه النظرية بمكان مهم حتى أيامنا هذه، كما أنها مارست قدرة قوية ومتفاوتة من الجذب بحسب ظروف اللحظة.
بشكل عام، تمت محاربة هذه النظرية من جانب أصحاب النظرية الطرفية، تلك التي هذبها في الأربعينات Nicholas Spykman ألة الذي جعل مركز السلطة العالمي الفعلي في الحزام الطرفي الكبير أو Rimland الذي يتشكل من الهلال المحيط بالقارة الاوراسية Eurasien الفكرة هي أنه إذا كان العالم البحري والعالم القاري قد
استطاعا اعطاء الوهم بتشكيل المركزين الجديدين للسلطة العالمية، فإنهما يعانيان من مصاعب ذات شأن للاستمرار في الاضطلاع بهذا الدور، فهما على المدى المنظور، يملكان ميلا ليصبحا طرفيين إزاء السلطة المترسخة في Rimland فضلا عن ذلك، كان موضوع رهان الصراعات الدولية الأكثر عمقا هو السيطرة الكلية أو الجزئية على ال Rimland الغنية بالرجال كما بالموارد، والواقعة في مركز رقعة السياسة الجيوستراتيجية.
أما أطروحة الأقطاب الثلاثة، فإنها تفترض تقطيعا ضمنيا على الأقل، للسطح الجيوبوليتيكي للعالم حول ثلاثة مراكز كبرى للقوة بدلا من اثنين. وهي تملك أوجه شبه مع المدرسة الطرفية التي تميز بالقدر نفسه ثلاث مناطق كبرى (Macroregions) جيوبوليتيكية - البحرية والقارية والحزام الطرفي - ولكنها تختلف عنها بدعوتها لوجود توازن في ما بينها يمتلك ديمومة معينة. إن بزوغ وضع ثلاثي الأقطاب أدى إلى تدخل قوة ثالثة في الترسيمة الثنائية القطبية، كرد فعل على تقسيم العالم الذي أدى إليه ذلك. هذه القوة الثالثة تمثل محاولة غير موزونة وإيجابية لمنع هذا الوضع من أن يتعزز، وتقترح حلا يقوم على التبديل الواقعي. وإذا نجحت في إقامة قاعدة قوتها، فإن هذه القوة الثالثة يمكنها أن تبلغ وضعا تملك فيه القدرة على تحدي أحد المتصارعين الموجودين على الساحة، وافتراضية إزاحتها والحلول مكانها كمركز كبير للسلطة. هكذا، يمكننا اعتبار نظرية الأقطاب الثلاثة محاولة لإدخال توازن بين ثلاثة مراكز للسلطة العالمية، وطريقة لمواءمة النظام ثنائي القطبية مع التطور الحقيقي لعلاقات القوى التي تضمن له هكذا قدرا من تأجيل (نهايته). إن مقولة Mitteleuropa كما تم إدراكها في بداية هذا القرن، تقدم لنا مثلا بإدراجها قطب قوة جديد بين الدوائر البحرية والقارية بغية منعها متضافرة من السيطرة على العالم. يضع أنصار نظرية المناطق (Zonaliste) المراكز الطبيعية للقوة العالمية في قلب المناطق المعتدلة وشبه الاستوائية (Subtropical) في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، جاعلين هكذا من المناخ المحدد الأساسي للأنساق الجيوبوليتيكية في العالم، من هذا المنظار، فإن البلدان الأكثر أهمية هي بلدان أميركا الشمالية وأوروبا، إلى جانب الاتحاد السوفيتي السابق واليابان. وبحسب James Fairgrieve تملك بلدان آسيا، حيث تسود الرياح الموسمية أيضا، القدرة اللازمة لكي تكون جزءا من نظام القوة المحدد في هذا الجزء الشمالي من الكرة، إن سيطرة الشمال قد طرح ضمنيا أيضا في نظريات ال, - الالمانية. فقد كانت بارزة في أفكار(K . Haushofer Geopolitiker) الذي قسم العالم إلى مناطق توسع كبيرة مدعوة أن تضطلع بدور الحامل (Support) للهيمنة التي تمارسها ثلاث أو أربع أمم من الجزء الشمالي للكرة. وخلال السبعينات ظهر إلى العلن التفاوت الشاسع الذي كان على تقرير Brandt ( مستشار المانيا الغربية السابق) أن يبرزه بين البلدان الغنية في المناطق المعتدلة الشمالية "بلدان الشمال"، والبلدان الفقيرة ذات المناطق المدارية والاستوائية "بلدان الجنوب". ومن هنا المصطلح المثير للجدل "شمال - جنوب" الذي تم اختلاقه للدلالة على الانقسام الرئيسي والأخطر للعالم المعاصر والذي تنبغي مهاجمته بإلحاح، إذا أردنا توقي الكوارث السياسية والاقتصادية.
هذه الفكرة بكليتها تم اختصارها في مجسمات الخرائط، وأشهرها تلك التي صاغها Arno peters. ومع الصين إلى جانب قوى "الشمال" ظهر "خماسي الأطراف، (Pentagone) الذي اقترحه هنري كيسنجر وآخرون، إثر افول نفوذ القوتين العظميين في العالم. ويمكننا تصور هذا الكتلة مثل مجموعة ضخمة من القوى الشمالية الممزقة بالشقاقات الداخلية، ولكنها تحتفظ بموقعها المسيطر إزاء باقي العالم، وفي الوضع الحالي، فإن هذه الكتلة المتحركة قابلة أيضا للانفجار والغرق في العنف، كما بالسير نحو حالة أكثر استقرارا.
تأتي تاليا المدرسة المركزية التي تستند إلى التعارض بين المركز والطرف، وتعتمد خصوصا على أفكار كل من Wallerstein Modelski إن نواة سياسية اقتصادية للعالم تؤلفها البلدان الرأسمالية الغربية هي التي تستغل أطرافا يمثل العالم الثالث فيها الجسم الأساسي. ونميز بين الاثنين عالما شبه طرفي يضم البلدان ذات النمو المتدني أو في طور النمو في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي والبلدان المتوسطية والشرق الأوسط، ويتعزز الوضع المسيطر للغرب بتحكمه بالرأسمال العالمي، وبتفوقه التكنولوجي والشبكات الاجتماعية الاقتصادية القاهرة التي يحوزها لكي يمارس نفوذه، بما فيها المؤسسات العابرة للقوميات، والتي تتمركز في أوروبا وأميركا الشمالية.
أخيرا المدرسة متعددة الأقطاب التي تنفي وجود احتكار طبيعي للقوة يتمركز بين يدي منطقة معينة من العالم، ترى في المقابل أن مراكز القوة العالمية تنقلت خلال العصور، فالمنطقة المعنية التي شكلت الطرف خلال عصر ما، أصبحت المركز في العصر التالي، ولدينا الحق في التفكير أن هذه السيرورة تملك حظوظا كافية لتستمر، لكن، وحتى يكون بإمكاننا رؤية نظام عالمي مستقر، يفترض وجود ما يطلق عليه Saul Cohen إسم أتوازن دينامي إذا كان صحيحا أن كلا من هذه المدارس الستة من التفكير تبحث عن تفسير الطبيعة الحقيقية لنظام العالم، فإنه يمكن في هذه الأثناء أيضأ ربطها بمنظور للتطور أو للنمو، معتبرين انها لا تمثل حقائق حصرية يتم تبادلها بقدر ما هي تفسيرات لبعض الفترات فقط، والتي لا تأخذ كل قيمتها إلا في نوع من الاستخلاص. ومهما يكن الأمر، فإن مقولة التغير والحركة ملازمة للمدارس الستة، وهي في خلفية نظرتها. وتأمل بالتقدم نحو حالة مرضية أكثر للأشياء.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|