بما ان الجغرافية السياسية تعنى باعتبارين أساسيين هما:

1- تحليل العلاقات بين المجتمع والبيئة الطبيعية

2- ان الدول عرضة للتغيير في الوقت الحاضر لاسيما في علاقاتها الخارجية وواضح أن دراسة تلك العناصر من جميع جوانبها تقع خارج نطاق الجغرافية السياسية ، لكنها وبسبب كونها علماً ذا مجال واسع يهتم بدراسة الدولة وكأنها وحدة لها مظاهرها المميزة التي تربطها العلاقات الداخلية للدولة ، ضمن إطار اعظم هو العالم ، لذا فإن علم الجغرافية يحتاج إلى استخدام نتائج العلوم الأخرى كي يستعين بها على التحليل.

1- العلوم السياسية :

ترتبط الجغرافية السياسية وعلم السياسة بعلاقات وثيقة لأن كلاً منهما يدرس الدولة ولكن من وجهة نظر خاصة فعلم السياسة يبحث في النظريات التي تبنى عليها السياسات الداخلية والخارجية للدولة ، وهي تتغير من وقت لآخر مثل المعاهدات الدولية ، وقد يحدث هذا التغيير بشكل مفاجئ بسبب الثورات أو الانقلابات التي يتغير بسببها نظام الحكم بعكس العناصر والظروف الطبيعية التي يدرسها علم الجغرافية السياسية من سطح ومناخ ، وإذا كان علم السياسة يدرس الظواهر السياسية للإنسان والمجتمعات فإن الجغرافية السياسية تفسر جانباً من هذه الظواهر في ضوء المؤثرات الجغرافية ، كما أن غالبية الثورات والانتفاضات الشعبية والانقلابات العسكرية التي غيرت الخارطة السياسية لكثير من بلدان العالم كان يتزامن حدوثها مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة (تموز وآب) أنموذجاً ، ويمكن القول بأن علم السياسة يبحث في المبادئ والنظريات التي تقف وراء الثورات والانقلابات والانتفاضات الشعبية في حين تدرس الجغرافية السياسية أسبابها وعللها في ضوء علاقتها بالأرض وعناصر المناخ التي تمثل عليها.

2- التاريخ والجغرافية السياسية :

إن دراسة تطور الأشكال القائمة للدول وعلاقتها ببعضها يقع في دائرة الجغرافية التاريخية ، أما الجغرافية السياسية فتختص بالظروف الحالية ، لكن بالنظر لأهمية الأحداث التاريخية الماضية والتي تلقي الضوء على الأسس التاريخية لبعض المشكلات التي تواجهها الدولة ، فلابد من ان يكون هناك تداخل بين التاريخ والجغرافية السياسية ، فالتاريخ يمد الجغرافية السياسية بما تحتاج إليه من مجريات الحوادث التاريخية التي أثرت في تطور الدولة ، فعندما نريد ان نفهم مشكلة فلسطين لابد من دراسة تاريخ فلسطين لبحث مشكلة هذه الدولة.

3- الديموغرافية والجغرافية السياسية :

تهتم الديموغرافية بدراسة السكان وحركتهم ونموهم وتركيبهم ، كما ان جغرافية السكان تشترك مع الديموغرافية بمعلومات مهمة عن عنصر مهم من عناصر الدولة (السكان) ، ولكي نفهم الدولة ومشكلاتها يجب ان نضع في الاعتبار الإحصاءات الحيوية المواليد والوفيات والزواج والطلاق ونمو السكان والتركيب العمري والنوعي لهم ، وكذلك موضوع الهجرة لكي تكون الفكرة وافية عنهم ولكي تكون التحليلات العلمية والنتائج مستندة إلى حقائق دقيقة.

4- الجغرافية السياسية وفروع الجغرافية الأخرى :

لكي نفهم حقيقة الإقليم الجغرافي (الدولة) أو أي وحدة سياسية يجب ان نفهم الأوضاع الطبيعية والبشرية لتلك الوحدة السياسية ، فمشكلات الحدود السياسية تحتاج إلمام كبير بالجغرافية الطبيعية والثروات الاقتصادية في باطن الأرض وموارد المياه على السطح، وأهمية كل ذلك من النواحي  الاستراتيجية والاقتصادية فالجغرافية بفروعها الرئيسة (الطبيعية والبشرية).

تمد الجغرافية السياسية بالمعلومات اللازمة عن المقومات الطبيعية والاقتصادية والبشرية للدولة ، وكذلك توضح لها العلاقة بين الأرض والسكان ، ويعود سبب ذلك إلى كون الجغرافية السياسية تدرس الدولة من حيث إنها وحدة سياسية تنتمي إلى نظام سياسي واقتصادي واجتماعي خاص بها ، ولها علاقات معينة داخلية وخارجية فلابد للباحث في الجغرافية السياسية ان يستعين بالمعلومات التي توفرها فروع الجغرافية الطبيعية والبشرية ويستخدمها في التحليل والاستنتاج.

5ـ العلاقات الدولية :

تستخدم الجغرافية السياسية ميدان العلاقات الدولية، لأنه يستحيل على الإنسان ان يبحث في العلاقات التي تربط بين دولتين أو ان يناقش سياسة الدولة من دون ان يجد نفسه غارقاً في خضم هذا العلم الواسع ، بل ان كثيراً من النظريات المستعملة التي تنطوي عليها العلاقات الدولية تكون هي الأخرى جزءاً مهماً من الجغرافية السياسية.

كما تدخل العلاقات الدولية والمنظمات العالمية والإقليمية موضوعات في دراسة الجغرافية السياسية ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير علاقة دولة بأخرى دون الرجوع إلى البيئة الجغرافية لكل منهما ، وتجد أن كثيراً من أسس العلاقات الدولية هي نفسها موضوعات في الجغرافية السياسية.

ويستطيع المختص في الجغرافية السياسية أن يقدم المشورة لحكومته على أن يضع في ذهنه الإحساس بالمسؤولية الكاملة ، ويتحرى الدقة المتناهية والموضوعية الكاملة في القرار الذي يحدده وتوجد علاقة وثيقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجغرافية السياسية من جهة الأنظمة والقوانين فالأول يدرس العلاقات بين الدول والاتفاقيات الدولية والقوانين والمعاهدات الخاصة باستخدام القنوات الملاحية الدولية والمضايق الدولية والمياه الإقليمية والحدود الدولية وغيرها ، والثاني الجغرافية السياسية يدرس الظروف الطبيعية والبشرية للبيئة الجغرافية لتلك العلاقات والمعاهدات والاتفاقيات ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير علاقة دولة بأخرى من دون الرجوع إلى البيئة الجغرافية لكل منهما ، ونجد ان كثيراً من أسس العلاقات الدولية هي نفسها موضوعات في الجغرافية السياسية.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

وزارة التعليم العالي تكرم جامعة العميد لحصولها على جائزة المكتبة الأكاديمية المتميزة

جمعية العميد تناقش استعداداتها لانطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الرابع لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)

أكاديمية التطوير الإداري تواصل برنامج الخطة الخمسينية لعدد من ملاكات العتبة العباسية المقدسة

المجمع العلمي يواصل تقديم دورته التطويرية لعدد من الملاكات التربوية في الديوانية

المزيد

الآخبار الصحية

الرياضة وحدها لا تكفي.. كيف يؤثر الجلوس الطويل على الصحة؟

دراسة: بدائل السكر ليست آمنة على الكبد

تفاحة قبل النوم.. عادة بسيطة مفيدة أم خطر على الصحة؟

احذر مشاركتها مع الآخرين.. 3 أدوات شائعة قد تنقل أمراض خطيرة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025

رسميا.. إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025

باحثون: تشات جي بي تي ونماذج الذكاء الاصطناعي يمكن "تسميمها"

عالمان في الأعصاب يرفعان دعوى قضائية ضد شركة آبل

المزيد

مواضيع ذات صلة

مشكلات الحدود السياسية

بعض التطبيقات على مشاكل الحدود السياسية

أنماط المنازعات على الحدود السياسية

وظائف الحدود السياسية

الفرق بين التخوم والحدود

الحدود السياسية في الغابات

تعريف الجغرافية السياسية

الجغرافية السياسية بين النظرية والتطبيق

المفهوم الحديث للجيوبولتكس

مساحة الدولة

معايير التفرقة بين الجغرافية السياسية والجيوبولتيك

مفهوم قوة الدولة وأساليب تحليلها