المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Walter Frank Raphael Weldon
30-3-2017
أشباه الموصلات Semiconductors
2024-05-08
غزوة بدر الأخيرة
11-12-2014
طرق الزراعة الحديثة - المبيدات الحشرية
1-10-2018
التمادي في التعدي على الأوامر الشرعية
1-3-2021
القادة الروحيون
2023-08-01


لا تشعرهم بالذنب  
  
2135   10:47 صباحاً   التاريخ: 15-9-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص265ـ266
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

هذه هي الوسيلة الثانية التي يستخدمها الاباء للتحكم في ابنائهم البالغين – الذنب ؛ فبعض الاباء يفرطون في استخدام هذه الوسيلة ، غير مدركين ان ابناءنا مخلوقات حساسة قد تؤثر فيهم بشدة أبسط مشاعر الاحساس بالذنب.

وأكثر جانب لعملية اشعار الابناء بالذنب يتعلق بمقدار الاهتمام الذي يبديه "الطفل" لوالده ؛ فعبارات مثل : "ان اختك تتصل بي كل يوم" او "انا اعلم انك مشغول في عطلات نهاية الأسبوع ، واتمنى لو كنت منشغلا مثلك" ، كلها تهدف لإشعار الطفل بالذنب حيال عدم قضائه وقتا اكثر مع والده او والدته ، حتى لو كانت عبارة مثل : "آه ، كم سأشعر بالوحدة بمجرد مغادرتك للمنزل".

فلنتفق على أمر محدد ؛ ان اطفالك لا يدينون لك بشيء. لا شيء. ولا تحدثني عن كم الدم والعرق والدموع التي بذلتها خلال السنوات الثمانية عشرة الاولى من حياتهم ؛ فهم لم يطلبوا منك ان تكون والدهم ، وبما انك اقدمت على خيار انجاب اطفال فانت مسؤول اذن عن كل هذا الجهد. انك تدين لهم بالكثير ، بينما لا يدينون هم لك بشيء. لذا ليس من السليم ان تعطي لأبنائك الانطباع بانهم يدينون لك بشيء – سواء كان الوقت ام الاهتمام أم المال أم أي شيء آخر.

بالطبع ، انت من الاباء المتميزين وأبناؤك سيرغبون في فعل الكثير من الاشياء من أجلك. وحقيقة انهم لا يدينون لك بهذه الاشياء يجعل من امر اعطائها لك من قبلهم امرا رائعا بحق؛ فالأبناء الصالحون هم من سيعتنون بك في كبرك لأنك تستحق هذا ولأنهم يحبونك. بعض الابناء يعتنون بآبائهم بدافع الذنب ، لكنهم لا يستمتعون بهذا كما انهم يتضايقون من ابائهم لاضطرارهم لفعل هذا ، وهذا ما لا نريده بالطبع. انك تريد ان يمنحك ولدك وقته واهتمامه بكامل حريته لأنك تستحق هذا ، ولن تحصل على هذا اذا ما اشعرته بالذنب.

لابد ان لك اصدقاء يقولون عبارات مثل : "لابد ان ارى والدي في عطلة هذا الاسبوع حيث اني لم اره منذ شهر" ، أو " أنا مشغول الليلة. ان والدتي معتادة على الاتصال بي كل يوم اربعاء وتتحدث معي على الاقل ساعتين هاتفيا". ربما تكون قد قلت عبارات كهذه انت نفسك ، لكنك في الحقيقة تريدهم أن يقولوا : "أنا لا استطيع فعل هذا – فانا اريد حقا رؤية والدي هذا الاسبوع" أو " أنا لم اتحدث مع والدتي بصورة جيدة طوال الاسبوعين السابقين، ولكم أتوق للحديث معها باستفاضة". تخلص من الذنب لانهم مهما فعلوا من أجلك بدافع الذنب ، فهم قادرون على عمل الضعف دون الاحساس بالذنب ، وسوف تعلم وقتها انهم يستمتعون بهذا.

ان افضل هدية يمكن ان تمنحها لأطفالك هي الاستقلال – ليس استقلالهم ، بل استقلالك أنت ؛ عاطفيا ، واجتماعيا وماليا. فاذا استطعت هذا فأنت هكذا تحررهم من الذنب تماما ، وهكذا فان ما يقدمونه لك سكون بدافع الحب وحده.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.