أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2021
3197
التاريخ: 31-8-2021
3442
التاريخ: 9-9-2021
7162
التاريخ: 15/12/2022
1300
|
لم يكن الشيخ إبراهيم اليازجي يدري أنه بصدد التمهيد لمنظور بحثى شامل عندما أخرج في عام ١٩٠٤ كتابه الرائد "لغة الجرائد" محاولاً إلقاء الضوء على الأساليب والتراكيب التي كانت تستخدمها الجرائد في عصره، ولم تكن محاولة الشيخ عبد القادر المغربي بعد ثلاثين عاماً تقريباً من محاولة الـيـازجي والتي تضمنها كتابه "تعريب الأساليب" (١٩٣٤) إلا محاولة لترسيخ أصول هذا المنظور. والمؤكد أن هذين الشيخين قد وجدا اختلافاً بين اللغة المستخدمة في الكتابات الصحفية حينذاك وبين اللغة بمفهـومـهـا المعياري، وأن هذا الاختلاف من الوضوح بحيث يصلح لأن يكون معياراً لتمييز لون جديد من اللغة "اللغة الصحفية"، بل لقد ذهب البعض إلى أن وسائل الإعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة كان لها دور في تجديد اللغة العربية، ومن هؤلاء، عضو مجمع اللغة العربية عبد الله كنون الذي ألف كتابا عنوانه "الصحافة وتجديد اللغة": أشار فيه إلى أن أكبر تطور عرفته لغتنا العربية في عصرنا الحاضر كان على يد الصحفيين، ومحرري الصحف، وهذا التجديد في اللغة الذي نجده في عمل الصحافة، كما يشير إلى ذلك كنون، هو تطوير لها باحتضان ما جد من المعاني والأفكار، من غير تبديل ولا تغيير في الـقـواعـد والأحكـام.. وتلك هي الـبـراعـة في الأداء والمقدرة في التعبير اللتان أوجدتهما الصحافة ولغة الصحفيين. وإذا كان هذا هو الحال مع الصحافة، أقدم وسائل الإعلام، فإنه لا يـخـتـلف كثيراً في وسائل الإعلام الأخرى، لاسيما الراديو والتـليـفـزيـون فقد استطاعا عبر سبعين عاماً من عمر الراديو الرسمي في مصر على سبيل المثال، وخمسين عاماً إلا قليلاً من عمر التليفزيون أن يخلقا مفردات وكلمات خاصة بهما لم تكن موجودة قبلهما ، الأمر نفسه ينطبق على الإنترنت حالياً، فمن يقرأ لغة الرسائل الإليكترونية E. Mails يدرك على الفور أن هناك لغة جديدة خلقتها الوسيلة الجديدة تختلف عن لغة الرسائل العادية ومفرداتها.
والتفسير ببساطة شديدة، كما يذهب د. محمود خليل ود. محمد منصور، أن القاسم المشترك بين وسائل الإعلام جميعاً، مع التفاوت الطبيعي، هو اللغة، فكل وسيلة إعلام تسعى جاهدة إلى استخدام اللغة الأكثر ملاءمة، والأكثر مصداقية، لدى جمهورها، وهي حين تستعين بمعطيات تكنولوجية أخرى فإنها تستهدف، في المقام الأول والأخير، إحداث تأثيرها باللغة المستخدمة في الجمهور المتلقي، ذلك أن اللغة تشكل عقول الجمهور، وتصوغ رؤيته التي يفسر بها واقعه ويستوعبه، ويتكيف معه ويوجه سلوكه في التعامل مع هذا الواقع.
وربما جاز في هذا الإطار، والحديث للمؤلفين نفسيهما ، التأكيد على أن هناك علاقة وثيقة بين الإعلام واللغة، وإن كان ينبغي ألا ننظر إلى اللغة باعتبارها فقط وعاء الفكر وأداة التواصل بل هي، أيضاً، التي تشكل رؤيتنـا وسلوكنا ، وعـليـها يتوقف أداؤنا الاجتماعي الشامل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|