العلاقة بين التخطيط الإقليمي والتخطيط الحضري

عرف عدنان مكي البدراوي ود. فلاح جمال العزاوي التخطيط الحضري (Urbanplanning) بأنه تخطيط عمراني (physical planning) للمدن وأقاليمها فالتخطيط الحضري او تخطيط المدن علم يهتم بتنظيم واستعمالات الأرض وتوزيع الأنشطة المختلفة كالصناعة والخدمات التجارية والصحية وكلما يعنيه وضع  التصاميم الأساسية, ويرى البعض إن التخطيط الحضري هو " الأسلوب الذي يدرس إمكانيات تطور المدن في قطر معين وعلاقات تلك المدن بعضها بالبعض الأخر . ومن حيث إمكانيات التحضر ومعدلات نسب الهجرة ودراسة الظروف المؤثرة في تلك المدن وتبادل التأثيرات فيما بينها ورسم الاتجاهات الرئيسية لنمو مدن معينة وتعيين أسباب نمو بعض المدن " أو هو " تخطيط المدن الذي يهتم بتنظيم استعمالات الأرض فيها وتوزيع الأنشطة المختلفة كـ(الصناعة – السكن – الخدمات العامة ....الخ) على مناطق المدينة المختلفة وربطها بشبكة من الطرق تحقق سهولة كبيرة في حركة السكان والبضائع من مناطق المدينة ومع المناطق المجاورة لها ."

وعن طريق هذه التعاريف نلاحظ إن هناك نوعاً من التشابه بين أهداف التخطيط الإقليمي والتخطيط الحضري . إذ يسعى هذان النوعان من التخطيط الى تنمية وتطوير الإقليم . على الرغم من الإختلاف في حيز التطوير وآليات التطوير, فالتخطيط الحضري يركز على نمو المدينة الحضرية فحسب وذلك من خلال رسم سياسة تنموية تهدف الى تقليل الهجرة الى هذه المناطق لتقليل الضغط على الخدمات المقدمة للمواطن, وكذلك تحسين نوعية الخدمة المقدمة الى سكان المناطق الحضرية والاهتمام بالتخطيط العمراني للمدينة وتنظيم استعمالات الأرض وتوزيع الأنشطة الاقتصادية, وهو يختلف عن التخطيط الإقليمي بالتركيز على البعد العمراني التفصيلي فقط , بينما يعتمد التخطيط الإقليمي على الأبعاد الثلاثة في هيكله العام (البعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي والبعد العمراني).

وبالرغم من هذه الاختلافات إلا أن التخطيط الحضري يُعد مكملاً للتخطيط الإقليمي, والاقليمي هو المساند والمحفز الحقيقي للتخطيط الحضري , إذ إن النوعين يهتمان بتخطيط الحضر والريف معاً في سبيل النهوض بواقع التنمية فيهما, كما ان التخطيط الحضري يتأثر بالتخطيط الإقليمي لأن الأخير يؤثر في تركيب المدينة الداخلي من خلال توقيع المشاريع والاستثمارات واستغلال الموارد بشكل أفضل, وأصبح معلوماً بأنه لا يمكن تخطيط المدينة أو المركز الحضري بمعزل عن ظهيره.

وبذلك فإن للتخطيط الحضري علاقة وطيدة بتخطيط المواقع والاستثمارات في المدينة وحولها , ولذا نجد ان كثير من الدراسات التي تتعلق بالتخطيط الحضري تعتمد على تخطيط المدينة في إطارها الإقليمي, لأن التخطيط الإقليمي دائماً ما يختار المواقع الصناعية خارج الحدود الحضرية أي في ضواحي المدن (Sub Urban) وهذه المواقع لها تأثيرها في المدينة الحضرية فهناك آثار اقتصادية وعمرانية واجتماعية, اقتصاديا تتعلق بالمردود الاقتصادي وزيادة الدخل الفردي وتحقيق مستوى معاشي جيد للسكان فضلاً عن توفير فرص عمل جيدة في المدينة واستغلال أمثل للموارد الطبيعية وارتفاع قيمة الأرض داخل المدينة وأطرافها وعمرانياً تتمثل بنمط استعمالات الأرض والإسكان وخدمات البنى الارتكازية والخدمات العامة  واجتماعيا لها علاقة بهجرة السكان والتحضر (Urbanization) ودور المرأة وحجم الأسرة لذلك فالعلاقة بين التخطيط الحضري والإقليمي تُعد علاقة مؤثر ومتأثر, وهدف النوعين من التخطيط زيادة معدل نمو الإقليم حضرياً وريفياً.