أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-19
743
التاريخ: 12-6-2021
2677
التاريخ: 2023-02-26
1411
التاريخ: 8-4-2016
2269
|
قال تعالى : {قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف : 71] .
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [هود : 57] .
{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} [الأحقاف : 22 ، 23] .
{رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [المؤمنون : 39] .
{قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون : 40] .
***
جرت سنة الله سبحانه على أن يوصل الإنسان إلى الكمال الذي خلق لأجله ، فمادام هو في ذلك المسير بل مادام هناك بصيص من الرجاء لوصوله إلى الغاية ، فالقوى الظاهرية والباطنية تكون معينة له . وعلى العكس من ذلك فلو أن الإنسان ابتعد عن هذا المسير ولم يكن هناك رجاء لكماله فيعمه العذاب ويختم حيا تهمن أصلها .
وقد اتبع هود تلك السنة ، حيث استمر في دعوة قومه إلى التوحيد والهدى إلى أن يئس من استجابتهم وانصياعهم للحق ا إلا قليلاً منهم — وعند ذاك هددهم بنزول العذاب كما هو لائح من الآيات المتقدمة ، التي تحدثت عن استحقاقهم للرجس (العذاب) لشدة إنكارهم للحق ومجادلتهم بالباطل .
ومع هذه الإنذارات المتكررة التي تؤثر في أغلب الناس ، ولكن قوم هود لم يعيروا لها أدنى اهتمام ، ولم يبالوا وعيده ، وخاطبوه بقولهم : {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأحقاف : 22] .
إن هذا التحدي والتكذيب لم يخرج هوداً عن سمت النبي الكريم ، ولم يقعده عن بيان هذه الحقيقة وهي أنه ليس سوى رسول ، وليس عليه إلا البلاغ ، أما العذاب فلا يعلم وقت نزوله إلا الله ، وهو الذي يقدر المصلحة في تعجيله أو تأجيله . (1) ومن هنا وصفه (عليه السلام) بالجهل والجهالة ، إذ لولا الجهل لما أظهروا مثل هذا التحدي الأرعن ، فإن احتمال نزوله ولو كان ضعيفاً يوجب عليهم التوقي والمرونة في الكلام والتدبر في حقيقة الدعوة .
كلّ ذلك يدل على أن هؤلاء قد فقدوا الأهلية في أن يكونوا خلفاء الله في الأرض إذ يجب أن يكون بين الخليفة والمخلف صلة معنوية ، والأقوام اللجوجة العنودة التي تستقل العذاب لا تستحق ذلك المنصب ، وعند ذلك دعا هود ربه فقال : {رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [المؤمنون : 39] .
فوافاه الخطاب من اله سبحانه : {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون : 40] .
فلندرس إجابة دعوة هود وهي ، نزول العذاب عليهم وإبادتهم وإهلاكهم .
وقوع العذاب ، وهلاك قومه
{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف : 24] .
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف : 25] .
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} [فصلت : 16] .
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة : 6 - 8] .
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} [القمر : 19] .
{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات : 41 ، 42] .
{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت : 13] .
***
شاءت إرادته سبحا نه أن يبيد القوم الذين سخروا من نبيهم واتهموه واعترضوا عليه بأمور واهية ، فأرسل عليهم سحاباً أسود ، خيل للقوم في بادئ أمرهم أنه سوف يُمطرهم ويسقي زروعهم ، ففرحوا به ، لانحباس المطر عنهم -كما يبدو- لمدة ليست بالقليلة ، ولكنهم جهلوا بحقيقته إذ كان نذير شؤم وعذاب مؤلم ، إنه ريح عصوف تحطم كل شيء تمر به وتدمره تدميراً {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف : 25] . ولم ينج من ذلك العذاب إلا هوداً وأتباعه المؤمنين ، كما قال سبحانه : {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ} [الأعراف : 72] .
وكانت الريح عاتية باردة مهلكة ، استغرق وقت هبوبها سبع ليال وثما نية أيام متتالية ، تناثرت بعدها أشلاء القوم على وجه الأرض كأنها أصول نخل بالية ، لمرحت على الأرض .
وكانت هذه الأيام الثمانية أيام شؤم عليهم ، كما قال سبحانه : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت : 16] .
وقد أريد من الأيام هنا مع لياليها لما مرّ في قوله سبحانه : {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة : 6 ، 7] .
فربما تطلق الأيام ويراد بها الأيام مع لياليها .
وعليه ، فقد بدأ العذاب نهاراً ، وتم قبل ليل اليوم الثامن ، فبينهما سبع ليال .
وأما قوله سبحانه : {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} [القمر : 19] ، فاستمرار النحس كناية عن استمرار العذاب ، فاستمر عليهم وفق الآيات السابقة بنحوسة سبع ليال وثما نية أيام .
هذا ، وقد عبر القرآن الكريم عن العذاب الذي أهلك عاداً بتعابير مختلفة : ريح صرصر ، والريح العقيم ، والصاعقة (راجع ما تقدم من الآيات الكريمة) .
والريح العقيم هي التي لا أثر فيها لخير أو فائدة من تنشئة سحاب أو تلقيح شجر ، ونحو ذلك ، بل أثرها الإهلاك و التدمير والإبلاء (ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم) أي كالشيء الهالك البالي .
وأما الصاعقة ، فهي الصوت الشديد ، وقد يطلق القرآن هذه اللفظة ، ويريد بها آثارها ومظاهرها ، مثل الموت ، كقوله تعالى : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر : 68] والعذاب ، كقوله : {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت : 13] ؛ والنار الساقطة من السماء عن برق ورعد ، كقوله : {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد : 13] (2) .
________________________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|